الشخصية القدوة هي الشخص والمثل الأعلى والنموذج المثالي الذي يقتدى به في سلوكه وأفعاله وتصرفاته ، حيث يتطابق قوله مع عمله ويصدقه ، ويكون القدوة مثالا ساميا وراقيا لأتباعه ، حيث يعملون على تقليده والحذو بحذوه وتطبيق نهجه ، كما ينبع التقليد من الإرادة والقناعة الشخصية للمقتدي ، وليس بالضغط الخارجي أو الإلزام من القدوة للقيام بذلك ، ويهدف اتباع القدوة إلى الوصول لأعلى مراتب الأخلاق والتعامل والعلم .
الرسول صلى الله عليه وسلم هو خير قدوة على وجه الأرض ، فقد كان مربيا عظيما هاديا بسلوكه وأخلاقه وحكمته ، فكان قرآنا يسير على الأرض ، قال الله عز وجل : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا)
أهمية القدوة الحسنة في حياتنا
القدوة الحسنة التي يتم تطبيقها قولاً وعملاً للنهج الصحيح تجعل من الآخرين يسيرون على الطريق نفسها، وخاصة عند الشدائد والمحن، فعندما تثبت القدوة ولا تزل ، تكون المثل الأعلى وتكبر في النفوس وتعظم، وهناك العديد من الأشخاص كان يعدون قدوة ، لكنهم سقطوا عند حلول الفتن فخالفوا أقوالهم واعتقادهم أعمالهم ، فنطقوا بكلمات أريد بها باطل، أو تصرفوا تصرفاً خالف الصواب، فسقطوا من أعين الناس وخابت ظنونهم بهم.
كيف تكون قدوة
هناك العديد من السلوكيات والصفات التي تجعل الشخص قدوة للآخرين بصورة عامة أبرزها ما يلي
– تقديم الدعم اللازم
تقدم الشخصية القدوة يد العون للأشخاص المحيطين بها ، وحتى مع عدم القدرة على تقديم الشيء المحدد الذي هم بحاجة إليه ، فربما يكون الدعم المعنوي كافي في هذه الحالات .
– احترام آراء الآخرين
تحترم الشخصية القدوة آراء الآخرين ، سواء كانت مؤيدة أم معارضة لها ، فكل شخص له الحق في التعبير عن رأيه ، كما تستطيع تعلم أشياء جديدة من هذه الآراء المتباينة ، أو رؤية موقف معين من منظور مختلف .
– إظهار الحكمة والنضج
هناك أوقات ينبغي أن يثبت فيها الإنسان وعيه ونضجه ، ويتمكن من التعامل مع المواقف الصعبة مثل المنافسة في مجال العمل وحل المشاكل الأسرية وغيرها ، على الرغم أن التصرف بشكل طفولي من حين لآخر أمر لا بأس به .
– الصدق
يجب أن تكون الشخصية القدوة صادقة دائما ، سواء مع الأطفال ، الشريك أو أفراد العائلة ، فالناس تتجنب الشخص الكاذب على الرغم من أن الحقيقة قد تؤذي مشاعر الآخرين في بعض الأحيان ، حيث يظل الكذب هو الأسوأ على الإطلاق .
– تجنب الشائعات
إن نقل الكلام بين الأشخاص والعمل على انتشار الشائعات يعد من أسوأ الأشياء ، لأنها تزيد المتاعب والمشاكل ، لكن الأفضل الحفاظ على مسافة بين الشخص والآخرين ، والحرص على التركيز على الأمور الإيجابية ، لأن كل هذه الأمور تجعلك قدوة حسنة للآخرين .
صفات القائد الناجح في العمل
يمكن لقائد العمل أن يكون قدوة لموظفيه وذلك بالحفاظ على بعض الصفات والأمور كالتالي
– أن يكون المدير ما يريد لموظفيه أن يكونوا
على المدير أن يكون قدوة لموظفيه بأن يطبق أمامهم ما يأمرهم به؛ فإن كان يحثهم على التفكير خارج الصندوق، عليه أيضاً أن يقترح حلول جديدة عند الوقوع في مشكلة ما وليس تبني حلولاً وضعت منذ القدم ، وإن كان يطلب منهم الالتزام بإرشادات العمل، عليه أيضاً القيام بذلك.
– تحمل المسؤولية
هناك الكثير من المدراء الذين ينسبون لأنفسهم الأمور الناجحة التي يقومون بها خلال العمل، وينسبون الفشل لموظفيهم، ولكن الصحيح أن يتحمل المدير مسؤولية الأخطاء التي تنتج عن العمل، ويقوم بالثناء على موظفيه عند النجاح في إتمام مشروع ما .
– أن يتعامل المدير بلطف
على المدير أن يكون لطيفاً في التعامل مع موظفيه؛ فإن كان أحدهم مريضاً فلا مانع من إعطائه إجازة أو التخفيف من ضغط العمل الواقع عليه، أو تفهم الضيق الذي يصيب أحد موظفيه عند مروره بحالة وفاة مثلاً وغيرها من الأمور .
كيف تصبح قدوة في البيئة التعليمية
يستطيع الطالب أن يكون قدوة لغيره باتباع بعض الخطوات والتحلي ببعض الصفات أبرزها
– الإصغاء للمعلمين والزملاء والأصدقاء عند تحدث أي منهم في غرفة الصف.
– إظهار الإيجابية دائماً حتى عند الشعور بالانزعاج من أمر ما.
– التركيز على التعلم أثناء عرض الدروس.
– تشجيع الآخرين على المثابرة ومواجهة المشاكل .