بول إيكمان هو عالم من علوم النفس وعالم الإنسان، واجتماعي، وكاتب غير روائي، وأستاذ جامعي متقاعد لعلم النفس في جامعة كاليفورنيا، كلية الطب في سان فرانسيسكو، من مواليد 15 فبراير 1934، رائد في دراسة علاقة المشاعر بتعابير الوجه، ولد إيكمان في العاصمة الأمريكية واشنطن، وعاش في ولايات نيو جيرسي، واشنطن، أوريغون، كان والده طبيب أطفال ووالدته محامية، وأخته، جويس ستاينغارد، محللة نفسية في مدينة نيويورك .
مرض والدة بول إيكمان وقرار دراسة العلاج النفسي
أراد أن يصبح محلل نفسي لكنه غير اهتمامه بسبب مرض والدته فقرر دراسة الطب، وبدأ دراسته الأكاديمية وهو بعمر 15 في جامعة شيكاغو، وخلال هذه الفترة اهتم بَمجالي علاج المجموعة النفسي وديناميكية الجماعات، إثر عمله في العلاج الجماعي حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة نيويورك عام 1954، وحصل على درجة الماجستير في علم النفس السريري من جامعة أدلفي، وكان موضوع أطروحته عن العلاقة بين تعابير الوجه وحركات الجسم، وحصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1958 .
بول إيكمان من أهم المائة المؤثرين في العالم
ألف كتاب ” أطلس المشاعر ” الذي احتوى على أكثر من عشرة آلاف تعبير للوجه، وعلاقتها بما يفكر ويحس به الشخص، وكسب شهرة ” أعظم كاشف للكذب بشري “، وقدم أبحاثاً مهمة ومؤثرة أظهر بها ارتباط التفاعل البيولوجي للأحاسيس، وهو ما جعل البعض يرى أنه أثبت الطابع الشمولي والمتميز للعواطف بحسب النهج الدارويني، وقد عدته مجلة تايم من أهم المائة المؤثرين في العالم وحاليا، ضمن مجلس محرري مجلة ( Greater Good ) التي يصدرها مركز علوم الصلاح الأعظم في جامعة كاليفورنيا، من أهم تقديماته تفسير البحث العلمي في أسباب الرحمة، الإيثار والعلاقات الإنسانية السلمية .
دور بول إيكمان في نشأة علم أعصاب العاطفة
في مقال نشره في دورية “عالم النفس الأمريكي” عام 1993، أكد إيكمان على أنه يجب اعتبار العواطف ظاهرة نفسية تتأثر بالخبرة والتعلم والثقافة، كما مهد الطريق لدراسة العواطف عن طريق مراقبة تفاعلات الدماغ مما ساعد في نشأة علم أعصاب العاطفة، والذي لحقته تطورات مهمة مع استحداث أجهزة قياس الدماغ.
نظام ترميز حركات الوجه
شكلت نظريته في إيماءات الوجه أو التسرب الوجهي علامة بارزة ومهمة في قراءة تعبيرات الوجه البشري، وأطلق على هذا النظام نظام ترميز حركات الوجه، الذي أكد فيه أن تعبيرات الوجه وإيماءاته يشترك فيها جميع البشر رغم اختلاف الثقافات .
قسم إيكمان تعبيرات الوجه إلى سبع تعبيرات أساسية هي الغضب، الحزن، السعادة، الخوف، الازدراء، الدهشة، القرف، ويتفرع منها جميع الإيماءات التي قد تصل إلى عشرة آلاف تعبير مختلف .
يرى إيكمان أن الوجه هو الوحيد الذي يمكن أن يطلعنا على العواطف التي تكمن بداخل البشر، وأن فك رموز تعابير الوجه من الأمور الصعبة كونها سريعة التلاشي إذ لا تستمر سوي أكثر من 3 ثوان، كما أن الأفراد يحاولون دائماً إخفاءها، ورغم ذلك تعد من أوضح المؤشرات على ما يشعر به المرء .
أكد إيكمان في دراسته على العواطف والانفعالات أن هناك إشارات خاصة يمكن قراءتها على الوجه، كنوع من أنواع التعابير الوجهية، ويمكن الاعتماد على هذه المؤشرات في تفسير الحالة العاطفية أو الشعورية للفرد من لغة الجسد .
التشكيك في منهجية دراسات إيكمان
رغم أن بول إيكمان في ستينات القرن العشرين هو الوحيد الذي طور البحث والدراسة في سؤال صاحب نظرية النشوء والتطور تشارلز داروين، الذي ألف في سبعينيات القرن التاسع عشر كتاب ( التعبير عن المشاعر عند البشر والحيوانات )، إذ قدم إيكمان طريقة منهجيَّة مقبولة لدراسة تعبيرات الوجه، وبقيت استنتاجات إيكمان دون منازع قرابة النصف قرن، ومازال البعض يستشهد بها، إلا أنه في السنوات الماضية بدأ التشكيك في ادعاءات الدراسة ومنهجيتها .
كما واجه إيكمان انتقادات عنيفة لنظريته خاصة في الجانب المتعلق بكشف الكذب، ونظريته حول شمولية العواطف حول العالم، وكان رد إيكمان على معارضيه أنهم لا يملكون أي دليل يثبت عدم شمولية العواطف والمشاعر وأنها تختلف بين الثقافات .