يجب على كل فرد تعلّم ثقافة الاحترام، فلا يجوز لأحد احتقار شص آخر لملابسه، أو سيارته القديمة، أو أيّ أمر من أمور الدنيا، وإنّما يجب الاقتداء بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم في ثقافة احترام الآخرين، وتقديرهم، وإعطاء كلّ فرد حقه فيما يعلمه فقط، فليس كلّ من لبس الحرير وتزيّن بالذهب فهو كريم، فهذا قارون رغم غناه إلّا أنّه مات ولم تنفعه أمواله عندما فقد ثقافة الاحترام وشكر النعم، وكانت عاقبته بأن سكن جوف الأرض.

كيفية احترام الآخرين

هناك عدة أمور يجب مراعاتها حتى يتم احترام الآخرين ومنها:

– تقديم المساعدات للآخرين عند المقدرة.
– الاستماع إلى كلام الآخرين بعناية.
– احترام اللوائح والقوانين التي يسنها القانون أو تسنها العادات والتقاليد.
– الشعور بالامتنان نحو الآخرين.
– التعاطف مع الآخرين والوقوف بجانبهم ومساندتهم في المواقف.
– احترام الرأي الآخر حتى وأن كان الشخص معارض لهذا الرأي.
– الحفاظ على أسرار الآخرين.
– التواصل مع الآخرين.
– احترام ممتلكات الغير ومراعاة عدم استخدام ممتلكات الغير إلا بعد الاستئذان.
– الاعتذار عند الخطأ.
– معاملة الناس بالمساواة في القيم لأن المؤدب لا يقابل كل الناس بوجه واحد فقط وليس بعدة أوجه كما يفعل البعض.

– احترام اختيارات الناس وأذواقهم وخاصة لو كان هذا ضمن المباح في المجتمع.
– الكلام بالألفاظ اللطيفة والبعد عن الكلام الجارح والسب والشتائم.
– ترك أذية الناس وعدم إزعاجهم مع مراعاة عدم إزعاج الأخرين.

احترام الآخرين في الإسلام

أن احترام الآخرين في الدين الإسلامي هي فريضة فرضت على المسلم، وقد دلت الكثير من النصوص والكتاب والسنة على احترام الآخرين ومنها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه، التقوى ههنا بحسب امرئ ممن الشر أن يحتقر أخاه المسلم)).

ومعنى الحديث الشريف أنه أمر صريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم يجب عليه أن يحترم أخيه المسلم ولا يحتقره حتى لو كان فقيرا أو ذو ملابس مقطعة.

كذلك أمرنا رسول الله باحترام الصغير أيضًا فقد ورد في حديث عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بشرابٍ فشَرِبَ منه، وعن يمينِه غلامٌ، وعن يسارِه الأشياخُ، فقال للغلامِ: أَتَأْذَنُ لي أن أُعْطِيَ هؤلاءِ؟ فقال الغلامُ: واللهِ، يا رسولَ اللهِ، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحدًا. قال: فتَلَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في يدِه)).

وكذلك أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام باحترام الكبير حين قال ((ليس منا من يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)).

كذلك أمرنا الرسول باحترام بعضنا البعض في المجتمع حيث قال ((لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه)).

حقوق المسلم على المسلم

هناك بعض الحقوق التي يجب على المسلم مع أخيه المسلم ومنها:

– رد تحية السلام وإلقاء تحية السلام.
– إجابة الدعوة.
– زيارة المريض.
– المشي في الجنازة.
– النصيحة عند الطلب.
– إبراز القسمة لو حضر المسلم القسمة.
– نصرة الظلم لو كان المسلم قادر على ذلك.

كيفية احترام الطرف الآخر

– هناك الكثير من العلاقات في حياتنا ما بين الأب وأولاده أو المعلم والطلاب أو الشخص وزملائه في العمل وغيرها من العلاقات، على كل منا أن يحترم الشخص الآخر في عدة أمور منها:

– التعبير للطرف الآخر عن مدى السعادة التي يسعد بها الشخص عند التعامل معه أو لمعرفته من البداية.
– التخلص من جميع الحركات التي تشير إلى الاحتقار حتى وأن كانت أشياء بسيطة.
– إظهار الاحترام للطرف الآخر أمام الآخرين.
– لو طلب شخص من شخص طلب، يجب تلبية الطلب في نفس الوقت وعدم التأجيل لو كان ذلك في الاستطاعة.

– التعاطف مع الآخرين عند قيامهم بارتكاب فعل خاطئ.
– التحدث بشكل مباشر مع الطرف الآخر بدل من الشكوى من الآخرين.
– دعم آراء وأفكار الطرف الآخر واحترامها حتى وأن كانت عكس أفكارنا.

احترام الذات

 لكي يتم احترام الآخرين لابد في البداية من احترام الشخص لذاته، ويكون احترام الذات كما يلي:

– وضع أهداف محددة ومحاولة تحقيق هذه الأهداف.
– الصدق والأمانة مع النفس حتى يتم اتباع الصدق والأمانة من الآخرين.
– فهم قيم الأخلاق الحميدة والسلوكيات التي يجب على الفرد التحلي بها منذ الصغر.
– معرفة الصديق الذي يؤثر على النفس بشكل إيجابي والابتعاد عنه بقدر الإمكان.
– احترام آراء ومعتقدات الآخرين.
– الاعتراف بالخطأ أمام النفس حتى يتم الاعتراف بالخطأ أمام الآخرين.