تعد معركة تحرير الفاو من بين المعارك التي قد نفذتها القوى العسكرية العراقية خلال يوم السابع عشر من إبريل لعام 1988 في حرب الخليج الأولى، عملا على إخراج الجيش الإيراني من شبه جزيرة الفاو.
معركة تحرير الفاو
بعد احتلال دام لعامين من قبل الجيش الإيراني لشبه جزيرة الفاو قرر الجيش العراقي إخراجه بالقوة العسكرية خلال السابع عشر من إبريل لعام 1988 وخلال الحرب الخليجية الأولى، وقد تم إطلاق اسم رمضان مبارك على العملية لكون ذلك اليوم يوافق أول أيام الشهر الكريم من ذلك العام، يذكر أن تلك المعركة قد استمرت نحو 35 ساعة متواصلة تمكنت من خلالها القوات العراقية تكبيد الجانب الإيراني المزيد من الخسائر، وقد اشتملت تلك العملية العسكرية ثلاثة مراحل وهي :
1- المرحلة الأولى هي مرحلة التخطيط حيث قد تمكنت الاستخبارات العراقية من اكتشاف تمكن القوات الإيرانية من اختراق جهاز لاسلكي بعيد المدى، وقد تم التقاط الرسائل الجوية من خلاله وقد عملت القوات العراقية على المراوغة من خلال ذلك الجهاز من خلال إرسال المزيد من المعلومات الصحيحة والأخرى المضللة، وقد عمل مسئول الملف الإيرانى على تولي تلك المهمة بشكل شخصي.
وقد تمكنت القوات العراقية من خلال تلك الخدعة من التخطيط السليم والجيد لتلك المعركة وخداع الجانب الإيراني لفترة، وقد كانت فكرة المعركة قائمة على أن الجانب العراقي مصمم على الهجوم من المنطقة الشمالية والعمل على سحب جميع التشكيلات التي تضررت إلى الفاو الأمر الذي دفع الجانب الإيراني هو الأخر للإنتقال إلى الفاو.
2- المرحلة الثانية هي مرحلة الهجوم وخلال الساعات الأولى من الهجوم تمكنت قوات الحرس الجمهوري من تحقيق التقدم السريع في المنطقة، كما تمكنت من تحقيق التفوق الكبير بها، الأمر الذي عمل على استعادة الفاو مرة أخرى والعمل على اختلال موقف الجانب الإيراني الأمر الذي أجبر القوات الإيرانية على قبول وقف إطلاق النار وقد تبادلت إيران والكويت الاتهامات خلال تلك الفترة، خاصة بعد أن سمحت الكويت للعراق باستخدام جزيرة بوبيان.
3- المرحلة الثالثة والأخيرة هي مرحلة النتائج حيث قد مثلت شبه جزيرة الفاو نقطة تحول في حرب الخليج مع جميع الانتصارات التي قد تم تحقيقها في العراق، وبناء على ما حدث في المنطقة فقد عمل خلال ذلك الوقت آية الله الخميني والذي كان هو مرشد الثورة الإيرانية عام 1988 على قبول وقف إطلاق النار، كما عملت على إعطاء العراق المنفذ المائي الخاص بها على البحر التي قد حرمت منه لعدة سنوات.
احتلال القوات الإيرانية لشبه جزيرة الفاو
يذكر أن القوات الإيرانية قد ظلت محتله شبه جزيرة الفاو لمدة زادت عن العامين الأمر الذي مكنها من إنشاء الكثير من المواقع الدفاعية والعمل على تدريب القوات الخاصة بها من أجل مقاومة الجانب العراقي، ولكن مع اقتراب المعركة فقد كان الجانب الإيراني في ذلك الوقت يعاني من الكثير من المشاكل والتي من بينها المشاكل الإقتصادية والسياسية والتي كانت من بين أكثر المؤثرات على الجانب الإيراني التي حالت بينهم وبين الوصول إلى البصرة في العراق والتي كانت هي الهدف الأول الخاص بهم.
وقد عمل الجانب الإيراني على انشاء الكثير من التحصينات و الملاجئ تحت الأرض إلا أن الأمر لم يحول بينهم وبين العراقيين، وكان من المخطط العكس أن تتمكن إيران من العراقيين إلا أن الجانب العراقي كان الأقرب للفوز وفاز بالمعركة بعد التخطيط الذي قام به، فقد لجأ الجانب العراقي للكثير من الأدوات الحديثة في الحرب.