في سالف الزمان كانت هناك مملكة كبيرة جدًا يقع على طرفها قرية صغيرة جدًا وكان أهل هذه القرية يتمتعون بجميل الصفات الطيبة والكرم والجود والأخلاق الحميدة إلا واحد فقط من أبناء هذه القرية كان يتمتع بالبخل والشح الشديد، ولكن أهل القرية كانوا لا يعرفون بأمر بخله فقد كانوا يرونه فقير محتاج فكانوا يعطفون عليه ويقدمون له الطعام والشراب كل يوم.

حقيقة البخيل:
وكان هذا الرجل يمتلك من المال ما لا يعد ولا يحصى وكان يحفر له في الأرض ليخبأه بعيدًا عن أعين الناس حتى لا يعرفوا أنه غني، وقد حرم نفسه من متاع الدنيا فيلبس رث الثياب، ويعيش بدون طعام منتظرًا المعونة من أهل القرية الذين كانوا على قدر كبير من الكرم فكانوا يتناوبون على توفير الطعام لهذا الرجل، وعلى الرغم من تناقل الناس لبعض الأخبار عن أن هذا الرجل يمتلك المال ولا يحتاج إلى المعونة إلا أنهم ظلوا يقدمون له الطعام بلا انقطاع.

غريب القرية:
وفي أحد الأيام جاء إلى القرية فارس همام على فرسه جاء مسرعًا قاصدًا بيت البخيل وعندما توقف وأراد أن يترجل استوقفه البخيل قائلًا له: قف ولا تترجل عن فرسك، فتعجب الفارس وقال: لما؟ قال لا حاجة لك عندي لا أمتلك المال ولا الطعام ولا الشرب فاذهب بعيدًا عني وجد لك مأوى غير منزلي ودخل البخيل منزله وأغلق الباب، ذهب الفارس مستاءً ومذهولًا من معاملة البخيل وظن أن أهل القرية كلهم على شاكلته فهم بالانصراف من القرية حتى رآه أحد أهل القرية فقال له: أهلًا ومرحًبًا بالضيف أنت غريب عنا ألست كذلكن قال الفارس نعم، قال الرجل: أقبل وترجل عن فرسك أدعوك إلى النزول عندي فاستغرب الفارس ما هذا الرجل المضياف، وبعد أن نزل الفارس عند الرجل ورأى عنده من الجود والكرم هو وجميع القرية سألهم عن أمر البخيل فصاروا يضحكون ويخبرونه بالقصص التي تدور حوله وأنه رجل فقير مسكين نساعده على المعيشة ولكنه بخيل.

 مكافأة أهل القرية إلا البخيل:
وبعد أن هم الفارس بالانصراف شكر أهل القرية جميعًا ووعدهم بزيارة لاحقة، وانصرف الفارس وأخذ أهل القرية يتندرون بما فعل البخيل مع الضيف، وفي اليوم التالي رأت القرية موكب عظيم لمجموعة من الفرسان محملين بالهدايا الثمينة والأموال الوفيرة وقفوا على باب القرية ونادوا على جميع أهلها، وظهر من بينهم الفارس الضيف الذي كان بالأمس فصار الناس في حالة استغراب من هذا الفارس، وهنا أعلن لهم الجميع ان هذا الفارس هو الأمير بن ملك المملكة وقد جاء إلى القرية عندما كان عائدًا من إحدى رحلاته للصيد وأراد أن يرد لجميع أهل القرية معروفهم جزاءً لإحسانهم وحسن استقبالهم له بدون معرفة حقيقته وعلى جميع أهل القرية أن يجتمعوا ليحصلوا على الهدايا ما عدا البخيل، وبالفعل حصل جميع أهل القرية على نصيبهم من عطية الأمير وصار البخيل يبكي ندمًا ويندب حظه على ما صار منه من غشم فعله وسوء أدبه الذي حرمه هذا المال الوفير.

الوسوم
قصص