حديث فضل الوضوء من الليل، يوضح لنا فيه رسول الله صل الله عليه وسلم فضل القيام في الليل من أجل الوضوء والصلاة، ويشرح لنا العقد التي تكون موجودة على كل فرد فينا، وما هي الطريقة التي تنحل بها هذه العقد، وما هو الجزاء الذي يحصل عليه القائم في الليل من أجل الوضوء، والصلاة.
حديث فضل الوضوء من الليل:
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «يقوم الرجل من أمتي من الليل يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله عز وجل للين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ما سألني عبدي هذا فهو له» [حديث صحيح].
شرح الحديث:
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: يقوم الرجل من أمتي من الليل والرجل هنا هو تعبير يشمل الرجل والمرأة وليس الرجل فقط، وفيه أن يستيقظ الرجل من المسلمين المؤمنين في جوف الليل بعد أن غلبه النوم والنعاس، فقام من هذا النوم من أجل الوضوء، ثم يقول: يعالج نفسه إلى الطهور، والطهور هنا الماء أي يذهب الرجل أو المرأة للوضوء في جوف الليل بالماء غير مباليين بالبرد ولا لذة النوم ولكنهم يتطلعون إلى ما هو أكبر وأفضل وهو الوقوف بين يدي الله طاهرين متطهرين،
ثم يشرح لنا رسول الله كيف يكون على كل واحد منا عقد تنحل هذه العقد واحة تلو الأخرى بالوضوء، وهو ما يعني أن يشعر الإنسان بالنشاط والحركة والرغبة في السعي إلى الصلاة بعد أن كان يشعر بالخمول والرغبة في العودة للنوم، فالوضوء نشاط يقوم به البدن ويجعله في حالة همة وعمل،
ثم يقول رسول الله صل الله عليه وسلم أن رب العزة يقول للذين وراء الحجاب وهم الملائكة، انظروا إلى عبدي فالله هنا يتباهى بعباده من المؤمنين أمام الملائكة، فكيف لهم أن يقاوموا لذة النوم والراحة ويقوموا ليتطهروا بالماء رغبةً منهم في لقاء الله والوقوف بين يديه في الصلاة.
ثم يقول رب العزة: ما سألني عبدي هذا فهو له، فيكون الجزاء الذي يفوق العمل، فتفتح أبواب السماء ويستجاب الدعوة نتيجة إخلاص النية لله والرغبة في التعبد والتذلل لله.
فضل الدعاء والصلاة آخر الليل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» [حديث صحيح]، يتنزل ربنا إلى السماء الدنيا ليوزع رحماته علينا نحن عباده المسلمين، لذلك حببت الصلاة من الليل لما فيها من فضل كبير وفوائد عظيمة تعود على المسلم بالمغفرة والرحمة والنجاة من العذاب، لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرص على الصلاة في جوف الليل ولا يضيع هذه الفرصة في التوبة والنجاة من النار.