من هو الشهيد
الشهيد هو ، المسلم الذي يموت في سبيل الله مدافعاً عن دينه وطنه أهله ماله فهو يترك متاع الدنيا وراء ظهره ويسارع لساحة المعركة ليقاتل أعداء الله ويعلي كلمة الحق سواء الدفاع عن وطنه ضد عدو محتل غاصب أو الدفاع عن المسلمين، وقد أعد الله سبحانه وتعالى مكانه عالية في الجنة للشهداء، وقد كرم الله الشهداء فجعلهم أحياء عند ربهم يرزقون، ولكي ينال الشهيد هذا الأجر لابد أن يكون هناك إخلاص النية وتكون خالصه لوجه الله وأن يكون يبتغي الفضل من الله ولا ينتظر الثناء من الناس مثلا على شجاعته أو غيره وأن يكون عازم على ترك متع الدنيا في مقابل رضا الله فلابد من إخلاص النية، ويكون الجهاد خالص لوجه الله تعالى، حتى ينال الرحمة والمغفرة وعظيم الأجر من الله عز وجل.
أجر الشهيد
الشهيد يغفر الله له ذنوبه من أول قطرة دم، و يأمنه الله من عذاب القبر و فتنة القبر، كما أنه لا يموت يظل حياً يرزق في الجنه حيث أن روح الشهيد تكون في جوف طير أخضر يتنقل في الجنه و تطوف هذه الطير في ظل عرش الرحمن، كما أن الله يأمنه من الفزع الأكبر، يوضع على رأس الشهيد تاجاً يسمى تاج الوقار و هذا التاج مرصع بالياقوت الواحدة خير من الدنيا و مافيها، كما يشفع الشهيد في سبعين من أهله، الشهيد يتزوج اثنتين وسبعين حور عين، و قد أكرم الله الشهداء أنهم لا يشعرون بألم القتل بل خفف الله عنهم هذا الألم ، و تظل أرواح الشهداء تتنقل كما تشاء وتنعم في الجنة، ومن عظم النعم على الشهيد تمنى الرسول صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يموت يتمنى العودة للدنيا مثل الشهيد فهو يتمنى العودة ليقتل مرة ثانية في سبيل الله وذلك لما رأه من المتعة والنعيم و الأجر و الثواب من الله، كما يحظى الشهيد بشرف دخول الجنة مع الأولين، و يخاطبه الله دون حجاب، ياله من فضل عظيم.
الجهاد في سبيل الله هو غاية كل مؤمن، يؤمن بالله واليوم الأخر، و حكم الجهاد في سبيل الله فرض كفاية، عندما يقوم المسلمين بأدائه بينما يكون فرض عين في حالة التقاعس عن أداؤه، والجهاد له ثلاثة أنواع جهاد بالمال، وجهاد النفس و الجهاد باللسان، و يتسارع المسلمين لينالوا شرف الشهادة ليحصلوا على أعلى المراتب و على عظيم الأجر والثواب من الله . و تنقسم الشهادة فيكون هناك شهيد الدنيا و الأخرة، و شهيد الآخرة ، و شهيد الدنيا.
سبب عدم تغسيل الشهيد
و قد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الشهيد لا يتم تغسيله، و لا يكفن بالتالي لا يصلى عليه، و هذا ينطبق على من مات في معارك وحروب المسلمين، و السبب في ذلك أن الشهيد ليس كباقي الناس الذين يموتون عقب انتهاء أجلهم فنقوم بتغسيلهم و كفنهم باللون الأبيض ، و الصلاة عليهم، بل أن الشهيد يختلف عن ذلك حيث خصهم الله بمرتبة عالية فهم يظلون أحياء لا يموتوا ، فيظل الشهداء يتنعمون في نعيم الجنة، و الشهداء يظلون أحياء فقط ينتقلون من الدنيا الفانية و ينتقل ليعيش أرواحهم في الجنة بجوار خالقها، فلماذا نغسلهم ما داموا هم أحياء لن يموتوا فقط انتقلوا إلى الجنة و نعيمها يعيشون فيها، ويستند الجمهور في عدم تغسيل الشهيد أوكفنه أو الصلاة عليه، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن قتلى المسلمين في غزوة أحد في ثيابهم و كانت أجسادهم ملطخه بالدماء و لم يغسلوا.
اصناف الشهداء
الأول : شهيد الدنيا : شهيد الدنيا هو الرجل الذي يقاتل في المعركة، بينما لا تكون نيته رفع راية الدين ولكن يقاتل لأغراض أخرى، من اجل أن قال عنه أمام الناس أنه قاتل بالمعركة أو رياء الناس هذا النوع يجري عليه ما يجري على الشهداء فهو مات في المعركة وأمام الظاهر أنه شهيد فهو لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولكن هو لا يحصل على أجر الشهيد في الأخرة، لذلك هو شهيد دنيا فهو لقب ف الدنيا شهيد ولكنه حرم من الأجر العظيم لأن النية لم تكن خالصة لوجه الله ،والله أعلم بالنيات.
الثاني : شهيد الأخرة : شهيد الأخرة هو الشخص الذي يموت بأحد الأسباب التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، صاحب الهدم شهيد والذي يموت غرقاً شهيد، والمبطون شهيد، والحريق شهيد، والمرأة تموت من الولادة أو النفاس فهي شهيدة، ومن قتل دون ماله أو دينه أو عرضه هؤلاء شهداء آخره ، وهذا النوع من الشهداء لا تنفذ أحكام الشهداء عليهم في الدنيا حيث أنهم يتم تغسيلهم وكفنهم والصلاة عليهم ، ولكنهم ينالوا أجر الشهادة في الآخرة.
الثالث : شهيد الدنيا والآخرة : وهو الشخص الذي قاتل الأعداء في المعركة واستشهد، وهو كان يقاتل من أجل إعلاء كلمة الله لتكون هي العليا وجاهد في سبيل الله ونيته خالصه لله فهو شهيد دنيا وآخره حيث أنه يطلق عليه لقب شهيد ف الدنيا ويأخذ أجر شهيد في الآخرة لذلك يطلق عليه شهيد الدنيا والآخرة، و هذا النوع من الشهداء لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه.