بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد : نتحدث إليكم في موضوعنا هذا عن ماهو حكم الاحتفال في المولد النبوي .
رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خير خلق الله ، وهو من يحبه ويقدره ويعظمه المسلمون بما له قدر عظيم ، إلا أن الدليل الحقيقي لهذه المحبة هو الإقتداء به واتباع سنته ، عليه أفضل وأزكى الصلاة والسلام .
قال الله سبحانه وتعالى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ . ( سورة آل عمران – الآية : 31 )
وعن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : ” لاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ـ ما هي الثلاث؟ ـ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما” [ متفق عليه ]
وقال تعالى : “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة الحجر : الآية 9)
قال الله تعالى : ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” (سورة المائدة : الآية 3) .
أما بعد ، فإن محبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي محبة دائمة عند المسلمين ، مع محاولة التفاني في حبه من خلال قراءة المدونات في كتب السنة والسيرة . نسال الله عز وجل أن يوفقنا في قراءة واتباع السنة .
ماهو حكم الاحتفال في المولد النبوي ؟
أما عن حكم الاحتفال في المولد النبوي ، فإن هذا الإحتفال هو بدعة منكرة ، وذلك لأنه لم يثبت عن نبينا (صلى الله عليه وسلم) ولا عن الصحابة ، ولا عن التابعين بأن أحد منهم كان يحتفل بيوم مولده ، على الرغم من توافر أسباب الاحتفال بالمولد ، ومع ذلك لم يقوموا بهذا الإحتفال ، كما لم يفعل التابعين بعده في هذا الأمر . ويعد هذا الإحتفال من الأمور المحدثة ، وأول من أحدث هذه الإحتفالات هم الفاطميون وذلك في القرن السادس الهجري عند ظهور الدولة الفاطمية . أما عن (العبيديون) فكانت تصرفاتهم مشبوهة . نسأل الله العافية والثبات على سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع البعد عن البدعة .
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) . والله تعالى أعلم
حكم الاحتفال في المولد النبوي
أما عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ، وكما ذكرنا فإن هذا الإحتفال لم يكن موجودا في حياة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) ، ولا يمكننا العمل على التأليف في كتاب الله وسنته بعد قول الله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” .
ولا خلاف على أن من يقوم بهذا الإحتفال ، هم من يسعون إلى تعظيم الإحتفال بولادة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، إلا أن إظهار محبته ينبغي أن تنبثق نحو اتباع سنته دون اللجوء إلى الأمور المستحدثة . إذاً فإنه لا يجوز الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أجل التقرب إلى الله أو لتعظيم رسولنا صلى الله عليه وسلم كعبادة ، وإنما هي عبادة غير جائزة ، بل وإن هذا الاحتفال هو بدعة محرمة .