بسم الله والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين ، أما بعد . . نتحدث إليكم في موضوعن هذا عن مفهوم القوامة أو ولاية الرجل على المرأة :

جاءت شريعة الله تبارك وتعالى بتكريم المرأة ، مع احترامها واحترام كيانها ، مع التأكيد على أهمية الإعتناء بها وبأمورها . المرأة هي الأم والزوجة ، وهي البِنت الرقيقة ؛ فالمرأة هي نهر الحب ونبع الحنان ، ومصدر الأمان ، ورمز العطاء والعرفان . خص الله سبحانه وتعالى سورة كاملة بإسم النساء ، كما كان نبي الله محمد من يرفع قدرها ، ويعلي من شأنها ، كما كان يجعلها في مكانتها التي تليق بها ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( إنما النساء شقائق الرجال ) رواه أبو داود ، وصححه الألباني .

وقد كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس حرصًا على المرأة ، فكان صلى الله عليه وسلم يرفع من شأنها ويكرمها ، ويشاور زوجته في أموره ، ويأخذ برأيها ، كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلمها أو من ممارسة أي نوع من أنواع القهر والتسلط عليها . قال تعالى {ولهُن مِثلُ الذِي عليهِن بِالمعرُوفِ} [سورة البقرة : أية 228 ]

ولم يكتفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتكريم المرأة الكبيرة السن ، بل كرم إبنته الصغيرة وأكرم زوجته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله في النساء” رواه مسلم ، وقال أيضاَ : “استوصوا بالنساء خيرًا” رواه البخاري ومسلم ، وقال: “خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي “رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .

مفهوم ولاية الرجل على المرأة

أقرت الشريعة بولاية الرجل على المرأة ، بل ومنحته حق القوامة عليها ، بأن جعل الرجل هو الراعي للمرأة وهو من يقوم على شؤونها ، ولذا فقد وهب الله عز وجل للرجل لخصائص الولاية والقوامة على المرأة ، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [سورة النساء : الآية 34 ] .

قال البغوي – رحمه الله – : “القوام والقيم بمعنى واحد ، والقوّام أبلغ ، وهو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب” .

مفهوم القوامة في الشريعة الإسلامية

قال تعالى {الرجالُ قوامُون على النساء} [سورة النساء من الآية 34] مما يعني أن العناية بالزوجة دون التطاول عليها بالشتم والضرب وغيره من الوسائل المبرحة للزوجة .

يأتي مفهوم ولاية الرجل على المرأة في آلية التنظيم التي تفرضها الضرورة بوصلة الأسرة المسلمة القائمة بين كلا من الرجل والمرأة ، وما ينتج عنهما من ذرية صالحة . فالرجل هو من يعطي الولاية للأسباب الآتية :
السبب الأول : أن الرجل ذو قدرات جسمية ، وعقلية أكبر بكثير من المرأة (مع وجود بعض النساء الأذكياء) ، وأنا عادة ماتكون المرأة أقل قوة وحجما ، كما ان قدرة الرجل في امتلاك أعصابه وعواطفه الإيجابية والسلبية وأفعاله أكثر بكثير من النساء لأن المرأة يغلب عليها العاطفة لتتناسب مع حنانها على أسرتها وتربية وأحتواء أبنائها .

والسبب الآخر ، في مفوم ولاية الرجل على المرأة ، ليكون هو المنفق على زوجته ؛ حيث جعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق من الرجال على النساء سببًا لقوامتهم عليهن في أمور التدبير والإنفاق والحفظ والصيانة بالمعروف ، مع الإشراف على حق القوامة ، والإشراف والتربية .

ولا تعني قوامة الرجل في الاستغنائه عن الزوجه ، فالله عز وجل قال : {هُن لِباسٌ لكُم وأنتُم لِباسٌ لهُن} [سورة البقرة : آية 187 ] .