مع كل دورة شهرية تعاني كل سيدة او فتاة من الام شديدة تعود الى تهدم بطانة الرحم بفعل الهرمونات استعداداً منها لبناء بطانة رحمية اخرى لاستقبال بويضة جديدة و لذلك قد تشعر النساء بالام او ثقل في اسفل البطن  قد تمتد الى الظهر و الفخذين ، و هذه الالام قد تكون قصيرة المدى من 12 الى 24 ساعة و قد تستمر الى ثلاثة ايام متواصلة ، و هذه الالام المصاحبة للدورة الشهرية قد يكون سببها طبيعي و ذلك لان الهرمونات الانثوية تنشط افراز بعض المواد الكيمائية التي تسمى البروستاجلاندينات و التي تسبب الالام وهى المسئولة عن النزيف و التجلطات الدموية التي تخرج في الدم و قد يكون سببها مرضي مثل الالتهابات الميكروبية التي قد تصيب المهبل او الاورام الليفية التي قد تصيب الرحم وفي هذه الحالة يصبح الالم اشد قسوة ويستمر لمدة اسبوع او اكثر حتى بعد انتهاء الدورة الشهرية ..

علاج الام الدورة الشهرية

 بعيداً عن الاسباب المرضية ، فإذا كانت الالام طبيعية فيجب اللجوء الى العلاج المنزلي و هو شرب السوائل الساخنة المهدئة للالام مثل الينسون او النعناع و غيرها من المشروبات الدافئة كما يمكن استخدام زجاجة مياه دافئة ووضعها على البطن و النوم بشكل مماثل لوضعية نوم الجنين بالاضافة الى الابتعاد عن التوتر و القلق و الضغوطات اليومية ، اما في حالة اذا لم تجدي هذه الوسائل اي فائدة في التخلص من الالام فيجب اللجوء الى المسكنات المختلفة .

انواع مسكنات الالام

 توجد انواع متعددة من مسكنات الالام التي يمكن استخدامها مثل الباراسيتامول الذي يعمل على تثبيط عملية انتاج البروستاجلاندينات و كذلك مضادات التشنج و التي تخفف من تشنجات الرحم و انقبضاته و بالتالي تخفف الالم ولكن لا يمكن الاعتماد عليهم في حالة الالام الشديدة وفي هذه الحالة يمكن استخدام مضادات الالتهاب الغير استيرويدية و هي المسكنات الاقوى فعالية و اكثر قدرة على تخفيف الالام الشديدة مثل الايبوبروفين و حمض الميفيناميك و النابروكسين و هم اكثر المسكنات استخداماً في تسكين الام الدورة الشهرية لقدرتهم الفعالة و السريعة على تخفيف الالم ، بالاضافة الى الديكلوفيناك و السيليكوكسيب و لكن لا يفضل استخدامهم المتكرر لتسكين الالام .

افضل مسكن للدورة

 لا يجب اختيار المسكن اعتماداً فقط على قوة تأثيره و فعاليته و لكن يجب وضع درجة أمانه في الاعتبار ايضاً لذلك قام الباحثون بالعديد من الدراسات و الابحاث العلمية لدراسة تأثير المسكنات المختلفة على الام الدورة الشهرية و تحديد الاقوى مفعولاً و الاكثر اماناً ، فكانت نتيجة الدراسات التي كانت تحدد قوة تأثير المسكنات هى ان اقوى مسكن يمكن استخدامه هو النابروكسين و كان الاختلاف قائم بين الايبوبروفين و حمض الميفيناميك فهناك دراسات تؤكد قوة الايبوبروفين و اخرى تؤكد قوة حمض الميفيناميك و قد يعود الاختلاف فقط الى اختلاف المجتمعات ، اما نتائج الدراسات البحثية التي درست اكثر المسكنات أماناً فجميع الدراسات أكدت ان الايبوبروفين هو الاكثر أماناً و هو الاختيار الامثل لتسكين الام الدورة الشهرية دون قلق ، و في حالة اذا لم يتمكن الايبوبروفين من تسكين الالم بشكل كافي يمكن اضافة الباراسيتامول او احد مضادات التشنج اليه لتقوية فعاليته و تدعيمه ، اما في حالات الالام الشديدة يمكن اللجوء الى استخدام حمض الميفيناميك و لكن بجرعات منخفضة و قصيرة المدى ، و قد حذرت الدراسات من خطورة استخدام مادة النابروكسين لأن لها العديد من الاثار الضارة على المعدة و العديد من الاثار الجانبية الاخرى .