إذا كان هذا حملكِ الأول ، فقد تجدين طبيبك الخاص أو مولدتك تسألكِ عن وجود حيوان أليف داخل منزلكِ ، وقد تفكرين لماذا يسأل الطبيب مثل هذا السؤال .

بالنسبة لمن يملكون قطاً أليفاً داخل المنزل بالتأكيد أنهن على علم بما يُعرف بداء المقوسات ؛ وهو التهاب يسببه طفيل التكسوبلازما والمعروف بـ داء القطط ويؤدى إلى إنكماش الجنين وعدم نموه مما يؤدى إلى إجهاضه فى أقرب وقت . وبالنسبة لمعظم من حملوا تلك العدوى فقد ظهرت لديهم مناعة قوية قادرة على التعامل معها ، وفى كثير من الأحيان تكون افصابة بهذا الطفيل خفيفة أو عديمة الأعراض . ومع ذلك ، فهذا الطفيل أشد خطورة عند الإصابة به أثناء فترة الحمل ؛ ذلك أنه يمكن أن يمر للجنين عبر المشيمة ويتسبب فى إجهاضه مبكراً . وأشارت العديد من البحوث والدراسات المتخصصة إلى أن حوالى 15 % من الإناث فى سن الإنجاب لسن محصنات ضد داء المقوسات الذى يسببه التكسوبلازما ، ولذا نستعرض فى هذا المقال 5 معلومات وحقائق حول داء المقوسات والحمل .

يمكن أن ينتشر عن طريق القطط
عادة ما تجلب القطط لأصحابها بعض الهادايا غير السارة ، مثل القوارض أو الطيور التى قامت باصطيادها ! وهذا هو ما ينقل العدوى للقط نفسه؛ فعندما يأكل القط حيوان مصاب بطفيل التكسوبلازما ، فإنه يقوم بإخراجه من خلال البراز عقب فترة حضانة تصل إلى ثلاثة أسابيع ، ومن الممكن أن تلقى القطط بملايين من هذا الطفيليات المجهرية خاصة الصغيرة منها . بينما تكون القطط الكبيرة أقل عرضه نوعاً ما للإصابة بهذا الطفيل . والقطط داخل المنازل تستخدم صناديق مخصصة لها لاحتواء البراز، بينما تلجأ القطط في الهواء الطلق إلى استخدام تربة الحديقة وملاعب من الرمل للقضاء، و الحدائق العامة، والمنتجات غير المغسولة واللعب في مربع الرمال الملوثة ، كل تلك الطرق التي يمكن أن يتعرض لها، بالإضافة إلى صناديق فضلات القطط ، ثم تنقل إليكِ هذا الطفيل بمجرد مسحك عليهم أو التعامل معهم ، إذا كنتِ من محبى الحيوانات الأليفة .

أنتِ لا تحتاجين إلى التخلص من القط
إذا كان للقطط على وجه الخصوص تاريخاً طويلاً فى نشر داء المقوسات ، إلا أنكِ تحتاجين أكثر من الملاعبة أو الجرى معها حتى تصابين بذا المرض . فمن أجل الإصابة بهذا المرض يجب أن تقومين بلمس براز القط الملوث بالطفيل المذكور ثم لمس عينيكِ أو فمكِ أو أنفكِ وغيرها من الأماكن المفتوحة فى الجسم مثل جرح أو قرحة مفتوة أو قطع وهكذا .

وللتأكد من تحصين نفسكِ سيدتى جيداً والحيلولة دون انتقال الطفيل إليك ، يجب عليكٍ إرتداء القفازات أثناء القيام بعملية البستنة نظراً لأن القط قد يقوم بعملية إخراج البراز فى أى مكان داخل الحديقة وأنتِ لا تعرفين وأن تنتبهى إلى عدم لمس وجهك قبل غسل اليدين ، بالإضافة إلى ذلك يجب عليكِ سيدتى القيام بغسل يديكِ جيدً بالماء عقب عملية البستنة أو وضع يديكِ فى الرمل والتأكد من تجنب الاتصال مع وجهك ، ويوصى الأطباء بالاعتماد على شخص آخر فى تفريغ محتويات صندوق فضلات القط ، إلا إذا كنتِ لا تملكين شخصاً يقوم بذلك فيجب عليكِ الحذر ، وتغيير صندوق الفضلات يومياً ؛ ذلك أن الطفيليات لا تصبح معدية قبل مرور من 1 -5 أيام بعد الانتهاء من براز القط ، بالإضافة إلى وجوب الحفاظ على القط داخل المنزل وإطعامه الحيوانات المطبوخة جيداً ، لأن الحيوانات التى يقوم باصطيادها قد تنقل إليه العدوى إذا كانت مصابة . وإذا كنتِ لا تملكين قطاً سيدتى فيجب عليكِ تأجيل تلك الخطوة إلى ما بعد الولادة .

يمكن انتقال داء المقوسات من مصادر أخرى غير القطط !!
بينما تلعب القطط دورا كبيرا في نشر داء المقوسات، إلا أن بعض المصادر الغذائية قد تكون سبباً رئيساً فى اصابتكِ به . وهنا ننصحك سيدتى بالتاأكد من طهى الطعام عند درجة حرارة لا تقل عن 145 درجة فهرنهايت (63 درجة مئوية) وطبخ اللحوم المفرومة إلى 160 على الأقل درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية) الدواجن و الخضار) يجب أن تطبخ إلى 165 على الأقل درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية) تجميد اللحوم لعدة أيام في درجة حرارة دون الصفر قبل الطهي للحد من خطر الإصابة ، ويجب غسل الفواكه والخضروات جيداً ، بالإضافة إلى غسل ألواح التقطيع والأواني التي تتلامس مع اللحوم النيئة أو غير المطبوخة والفواكه غير المغسولة والخضروات

توفر العلاج
الوقاية خيرُ من العلاج ، هذا هو القول الصحيح من أجل تجنب إصابتكِ عزيزتى بداء المقوسات خلال فترة الحمل ، والغرض هنا هو حمايتكِ وحماية جنينك باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب التعرض للمرض والإصابة به ، وأحياناً حتى مع الوقاية يمكن أن يكون هناك شكاً بسيطاً حول إمكانية حدوث العدوى . فإذا أصابتك ِ العدوى سيدتى فلا داع للقلق ؛ فالأدوي الفعالة متاحة وسوف يقوم طبيبك الخاص بفحصك وجنينك للتأكد من صحتكما. ولكن فى بعض الحالات حتى مع العلاج ، قد يضر هذا الداء بالطفل الرضيع والذى قد يكون قد وُلد حاملاً له . ففى الولايات المتحدة الأمريكية يقدر من يولدون بهذا الداء بحوالى 4000 طفل كل عام . وقد تكون الأعراض خفيفة أو شبه منعدمة ولكن فى الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى نزول الجنين ميتاً . لهذا السبب من المهم أن تأخذين الاحتياطات بعين الاعتبار ، فأنتِ لست بحاجى أن تكونى قلقة بشأن الإصابة بهذا المرض أنتِ أو طفلك .

يمكنكِ الإرضاع
إذا كنتِ لا تعانين من داء المقوسات ، فمن المحتمل أن يصاب طفلكِ به إذا قام بالرضاعة من إمرأة أخرى حاملة للمرض ؛ حيث ينتقل عن طريق حليب الثدى ، وقد وجدت بعض الدراسات الحديثة وجود علاقة بين داء المقوسات والرضع الذين تناولوا حليب الماعز غير المبستر ، ولكن لا توجد دراسات تبين أن طفيل التوكسوبلازما ينتقل عبر حليب الثدى .

ومن الناحية النظرية، ، وليس هناك أدلة تشير إلى أن المرأة المصابة بداء المقوسات لا يمكنها إرضاع صغيرها ، وإذا كان داء المقوسات هو مصدر قلق حقيقى لكِ سيدتى فينبغى عليكِ تقليل احتمالات الإصابة به أثناء فترة حملكِ عن طريق النظافة وإعدادا الطعام بشكل سليم ، وبالتالى فهذا سبب وجيه لإرسال القط إلى منزل آخر خلال تلك الفترة .

شاهدي :
قط الهيمالايا من سلالة القطط ذي الشعر الطويل الفارسية