السمنة أصبحت مرض العصر والسبب الرئيسي للكثير من الأمراض كالسكر وأمراض القلب والسرطان وغيرها لذلك يحذر الأطباء منها وينصح بضرورة التخلص من الوزن الزائد فيلجأ مرضى السمنة الى اتباع الحمية الغذائية وطرق الريجيم ولكن هذه الطرق تأخذ وقتاً طويلاً ويشعر معها المريض بالملل حالة اذا كانت عزيمته ضعيفة ووزنه زائد بصورة غير طبيعية ومن هنا يلجأ الى جراحات انقاص الوزن أو جراحات طب السمنة( bariatric surgery ) وفي خلال عامين بعد الجراحة يفقد الشخص من 20% الى 35% من الوزن الزائد لديه في مختلف انحاء جسمه ونسبة 70% من الأشخاص الذين قد أجروا هذه الجراحات تختفي لديهم داء السكري من النوع الثاني وانقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع الكوليسترول والتهاب المفاصل والربو والعجز الجنسي وعلى  الرغم من أهميتها في التخلص من الوزن في وقت قياسي الا أن الدراسات كشفت مدى خطورتها على صحة المريض ومؤخراً أشارت دراسة كندية أن جراحات السمنة ترفع خطر ايذاء الشخص لنفسه  وهذا ما ستبرزه تفصيلاً سطور المقالة التالية .

أنواع جراحات السمنة :

المجازة المعدية: تقوم هذه الجراحة بتقليص حجم المعدة بنسبة تصل الى 90% وهذا يستبب في الشعور بالشبع مبكراً وكأن الشخص قد خسر ما يقرب من 90% من كمية الطعام التي كان يتناولها وبالتالي يمتص الجسم سعرات حرارية أقل وتتقلص الشهية وينقص معها هرمون ghrelin وهو الهرمون المسئول عن الأحساس بالجوع  ونجحت هذه الجراحة في خسارة الوزن والتخلص من الأمراض ولكن تأتي خطورتها في كونها تتسبب في نقص الفيتامينات والمعادن بجسم الأنسان .

تطويق المعدة: ويسمى ربط المعدة Lap-Band وهى تعمل على حصر كمية الطعام التي يتناولها الأنسان وهنا يستخدم الأطباء المنظار وتقوم بوضع حلقة تقبل التعديل عند فتحة المعدة وهى عملية أسهل وذات مخاطر ومضاعفات أقل من عملية المجازة المعدية وهنا يأتي دور المريض في تحديد نوعية طعامه فاذا اختار طعام ذات سعرات حرارية قليلة الحلقة ستساعده على الشعور بالشبع أما اذا اختار تناول السكريات والآيس كريم والمشروبات الغازية سيبطء عمل الحلقة وستكون النتيجة ليست في صالحه وبالرغم من أن مضاعفات تطويق المعدة أقل من المجازة المعدية الا أن لها بعض العيوب فاذا كان الشخص يتناول طعامه سريعاً سيصاب بالقئ .

تكميم المعدة : هنا يقوم الطبيب بتحويل المعدة الى أنبوب ضيق ومن هنا يتقلص حجم المعدة وعدد خلايا هرمون جريلين الذي يشعر الفرد بالراحة للطعام وهنا يصعب أن ترجع المعدة لوضعها قبل الجراحة ولا تتوسع مجدداً وتكون أكثر أماناً عملية تطويق المعدة ويشير الأطباء الى أن تكميم المعدة أفضل من تطويقها ويتسبب في احكام السيطرة على الجوع ومن عيوبها أن المريض لم يرى تحسن على المدى القريب ولكن على المدى البعيد يلاحظ انقاص في الوزن .

هكذا تكون جراحات انقاص الوزن جميعها ذات فائدة وتساعد المريض في التخلص من السمنة والوزان الزائد ولكن أشارت الدراسات الى خطورتها كونها تجعل الشخص أكثر ميلاً للأنتحار وايذاؤه لنفسه ولهذا حذر الأطباء من ضروره تجهيز المرضى قبل الجراحة من خلال أعطائهم أدوية وعقاقير والمتابعة جيداً اذا كان المريض قد سبق له العلاج من مشكلات نفسية واكتئاب وغير ذلك .فقد ينحج الطبيب في ازالة الوزن الزائد ولكن لا ينجح في تخلص الفرد من العبء النفسي .

تفاصيل دراسة كندية حديثة علاقة جراحات انقاص الوزن بالأنتحار : قام الأطباء بجمع مجموعة من المرضى الكنديين والذين قد سبق لهم اجراء جراحات انقاص الوزن في الفترة من عام 2008 وحتى عام 2011 وكانت المجموعة تضم 8815 مريض نسبة 81% من النساء 80% أعمارهم فوق الثلاثين 98% قاموا بأجراء جراحة المجازة المعدية Gastric bypass وقام الأطباء بمتابعتهم لمدة 3 سنوات وخلصت نتائج الأطباء الى ما يلي

نتائج الدراسة الطبية الكندية :
1- زادت حالات الطوارئ لتصل الى ما يقرب من 158 حالة لحوالي 111 مريض بسبب ايذائه لنفسه .
2- بعد مرور عام ونصف من وقت اجراء الجراحة زادت حالات الطوارئ بصورة مفزعة .
3- ما يزيد عمرهم عن 35 عاماً هم الأكثر عرضة لخطر ايذاء النفس وأغلبهم منخفضي الدخل .

نصائح أكد الأطباء على ضرورتها : لجميع المقبلين على جراحات انقاص الوزن ضروري جداً الخضوع للمتابعة النفسية قبل الجراحة وبعد الجراحة وحضور البرامج التأهيلية التي قام بأعدادها أطباء جراحات نقص الوزن وذلك للتقليل من خطر ايذاء الفرد للنفس وتعرضه لخطر الأنتحار كما لابد أن يتفصح الطبيب المعالج تاريخ المريض النفسي بكل دقة ويحاول التعرف على صفاته الشخصية والأجتماعية والأقتصادية ليعرف هل الفرد لديه دوافع أخرى للأنتحار أم لا وأن تتم عملية التحفيز بالتزامن مع الجراحات وبعدها نسأل الله أن يحمي الجميع من شر الأمراض .