البطالة…البطاله هي أكبر شبح يراود كل من يبحث ويسعى عن وظيفة كمصدر رزق له ولأولاده ولم يجد، فيوجد بعض من الناس يستسلم للوضع القائم والأخر يعمل في أي وظيفة حتى يلقى الوظيفة التي تناسبة وتناسب إمكانياته نظرا لأهمية العمل المادية والمعنوية، فالعمل ليس مجرد وظيفة يذهب إليها الإنسان يوميا كي يتقاضى أجرة في أخر الشهر، بل هو حياة ومن أحبها أحبته، فما أجمل أن يجعلك الله عز وجل في إحدى كيانات العمل التي تصبح من خلالها سبب لقضاء حوائج الناس، ولم يظهر مصطلح البطالة في العهد القديم حيث بدأ ظهورة في ظل التطور والتقدم الذي أدى الى الإعتماد على الماكينات بدلا من الأيدي البشرية، وبالرغم لما وصلنا إلية من تقدم في أمور شتى إلا أنة لازال للصناعة اليدوية قيمتها التي دائما تقدر بأغلى الأثمان، كما تختلف أنواع البطالة وأسبابها في الدول العربية وهذا ماسوف يكون موضوع مقالتنا، مع كيفية الحد من إرتفاعها.

 أنواع البطالة…أولا وقبل ذكر أنواع البطالة يجب علينا توضيح من هو الشخص الذي يواجة البطالة، فليس كل فرد بلا وظيفة يعتبر عاطل، فتختلف كل من الحالة الإجتماعية والصحية والنفسية من فرد لأخر، فلا يمكن أن نقول أن من ليس له رغبة في العمل أنة يواجة البطالة ، ولا من كانت قدرتة الصحية لا تستطيع العمل، ولا لمن يرغب و يقدر و لكن لايسعى، ولكن لابد من توافر جميع الشروط السابق ذكرها بدون إستثناء واحدة منهم كي نستطيع تحديد نسب البطالة في أي مكان، وهم (قدرة) الفرد و(رغبتة) ثم (سعية)، أما الأن فسوف نتحدث عن أنواع البطالة والتي أختلفت حسب متطلبات السوق الإقتصادية وحالتة من إنتعاش أو ركود وهم :

أولا البطالة الإقليمية …وهي النوع الناتج عن تركيز كل مؤسسات الدولة وإهتمامها بإعمار المدن الكبرى على حساب باقي أقاليم الدولة مما يؤدي لعدم توافر فرص العمل فيها بشكل يرضي متطلبات الحياة ويضطر الفرد للهجرة الى المدن للسعي وراء العمل.

ثانيا البطالة الطبيعية…وهي عبارة عن الفجوة الناتجة عن إنخفاض نسب الوظائف المطلوبة مع زيادة نسب الطلب عليها، أو بسبب عدم توافر المهارات التي يحتاج إليها أصحاب العمل.

ثالثا البطالة الهيكلية…وهذا النوع من البطالة ناتج عن التغيرات التي تلحق بالسوق في متطلباتة والتي تتسبب في إنتعاش بعض المهن على حساب غيرها مما يؤدي الى زيادة نسب البطالة.

رابعا البطالة المقنعة… وهي من أسوء أنواع البطالة والتي تعد من أحد الأعباء الكبيرة على الإقتصاد ويتمثل في كون الفرد من أحد موظفين القطاعات الحكومية ومعة في نفس القسم عدد من الأشخاص لايقل عددهم عن ثمانية أو تسعة أفراد من الممكن إنجاز عمل هذا القسم بأكملة من خلال فردين فقط، وهذا يعتبر سوء تنظيم من قبل الجهات المسؤلة التي يمكنها إستغلال هذا العدد من البشر للنهوض بالبلاد.

خامسا البطالة الدورية…أهم الأسباب الرئيسية لهذا النوع هو سوء الحالة الإقتصادية للسوق وركودها والتي ينتج عنها إستغناء بعض أصحاب أماكن العمل من القطاع الخاص عن عدد من العمالة الموجودة معهم لتقليل التكاليف وتحجيم نسب الخسائر.

سادسا وأخيرا البطالة الإحتكاكية… وهي إنتقال الفرد من وظيفة لأخرى حتى يستقر في عمل ما يناسبة وهذا أيضا ناتج عن تغييرات متطلبات السوق وإحتياجتة.

أسباب البطالة… تنحصر أسباب البطالة في عدة أمور من أهمها الأسباب الإقتصادية التي تمر بها البلاد في بعض الأحيان، والإهتمام من قبل بعض أصحاب القطاعات الخاصة بتوفير العمالة لعدة أمور منها البحث عن أيدي عاملة بتكاليف أقل، هذا بالأضافة الى ظاهرة الميكنة التي تتمثل في الإستغناء عن العمالة البشرية مقابل عمل الماكينات بدلا منهم، كما نرى بعض العيوب في منظومة التعليم في بعض الدول التي تؤدي الى تخرج الكثير من الطلبة دون الإهتمام بتعليمهم العديد من المهن والحرف التي يمكن الإستفادة منها في الحياة العملية ففي بعض الأحيان يعتبر التعليم ما إلا أنة مجرد حشو معلومات نظرية يظل الطالب يدرس فيها طوال السنة الدراسية لكي يجيب على أسئلة الإمتحان فقط.

ماهي نتائج زيادة نسب البطالة… تتسبب زيادة نسب البطالة الى مصائب يجب التنوية إليها لمحاولة الحد منها فمن ضمن النتائج إرتفاع نسب سن الزواج لعدم توفر العائد المادي الذي يساعد الفرد على قضاء متطلبات الزواج و إعالة أسرة مما يؤدي الى كثرة العلاقات المحرمة، كما تتسبب زيادة البطالة أيضا الي إنحدار المستوى الأخلاقي للفرد وتعرضة للإنحراف مما يؤدي الى إرتفاع معدلات الجريمة للحصول على متطلبات حياتة ، مع تعرضة لإدمان المخدرات محاولة من الفرد للهروب من واقع لا يرضية ، وأخيرا اللجوء للهجرة الغير شرعية سعيا وبحثا عن مصدر رزق له ولأسرته مما يعرضة لخطر يهدد حياتة وفي بعض الأحيان يلقى الفرد حتفة وتصبح الأسرة بدون شخص يعولها.

كيف يمكننا الحد من زيادة نسب البطالة…تستطيع حكومات الدول أن تحد من إرتفاع نسب البطالة بطرق عدة من أهمها:

أولا التعليم :كيفية إستغلال التعليم أحسن إستغلال يؤهل الفرد الى حياة عملية واسعة النطاق وكان هذا هو السر التي إهتمت بة دولة اليابان مما جعلها من أوائل البلاد تقدما في أمور ومجالات شتى.

ثانيا: الإهتمام بالمشاريع الإستثمارية التي تساعد على النهوض بالإقتصاد وتنميتة مع توافر فرص العمل.

ثالثا:النظر الى الأقاليم والإهتمام بها مثل الإهتمام بالمدن الكبيرة تماما، مع وضع ميزانية توفر من خلالها إعانة بعض العاطلين لحين حصولهم على أعمال يستطيعون العيش منها بدلا من تركهم الى الظروف التي من الممكن أن تؤدي الى مصائب لا يمكننا حين ذاك علاجها.

وأخيرا: العمل نعمة من نعم الله عز وجل لا يقدرها إلا من يفقدها ويحتاج إليها.