البطالة من أكثر المشكلات التي تواجه كل المجتمعات في كل أنحاء العالم والتي تهدد من استقرار أي مجتمع إذا تزايدت فيه، ونجد أن المشاكل الاقتصادية تكون هي السبب في المرتبة الأولى، وتسبب أيضاً المزيد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لأفراد المجتمع، حيث تعتبر فئة الشباب هي الفئة الأكثر قدرة على الإنتاج والعمل، بما ميزها الله من قدرات بدنية وعقلية ولكن عندما ينهي مرحلته الدراسية يصطدم بواقع سوق العمل.

تعريف البطالة

البطالة تعد من أكبر مشاكل المجتمع الذي يعاني منها العديد من المجتمعات العربية والغير عربية، وللبطالة تأثير سلبي على المجتمعات لما تحدثه من مشاكل اجتماعية وإقتصادية ونفسية على مستوى الأفراد وعلى مستوى الدولة أو المجتمع الذي تتفاقم فيه.

يعد الشباب أكثر الفئات التي تتعرض للبطالة، إما لعدم توافر فرص عمل أو عدم وجود خبرات لديهم تؤهلهم لسوق العمل، مما قد يؤول بهم في نهاية المطاف إلي أما البقاء بدون عمل وبدون دخل مادي لأنفسهم مما يجعلهم عاله علي أهلهم و يتسبب هذا في تفاقم المشكلة الاقتصادية بالمجتمع، أو يؤدي إلى أن يقوم هؤلاء الشباب بالطرق الملتوية أو الغير أخلاقية التي تخالف الأعراف والقوانين لكسب قوتهم مما يسبب فساد للمجتمع.

ويمكن تعريفها بأنها العدد الاجمالي للأشخاص القادرين على العمل ولكن لم يتمكنوا من وجود عمل أو وظيفة مناسبة لهم أو لم يجدوا عمل بشكل عام، ويمكن تعريفها بأنها تلك الفئة من السكان التي لم يتمكنوا من الحصول على عمل أو وظيفة في مجال تخصصهم أو خبراتهم ومهاراتهم، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى جلوسهم في منازلهم بدون عمل، وبالتالي عدم قدرتهم على القيام بتحقيق أي دخل مالي لهم أو لذويهم، ويتم دائماً استخدام بيانات وعمليات إحصائية لكي يتعرفوا عليهم ويقومون بتحديدهم وتحديد نسبهم في المجتمع، لمعرفتهم ودراستهم من قبل الدولة ومعرفة طبيعة حياتهم التي يعيشونها، ومن أجل أن يصنفوا من ضمن القوى الغير عاملة.

ومن التعريفات الأخرى التي يمكن أن نعرف البطالة بها هي أن يتوقف الفرد عن العمل رغم قدرته علي القيام بذلك، ومع محاولات منه للبحث عن عمل بشتي السبل، ولكنه لم يتمكن من العثور عليه، وقد يكون هذا بسبب عدم وجود فرص مناسبة له أو أن فرص العمل في المجتمع قليلة، وقد تشمل أيضاً البطالة حديثي التخرج الذين لم يجدوا فرصة عمل مناسبة لعدم توافر الخدمة لديهم، وكذلك الأشخاص الذين استقالوا أو تم إقالتهم من عملهم أو أن ظرف ما حدث لموطن عملهم مما أدي إلي توقفهم على العمل ولم يجدوا فرص عمل جديدة مناسبة لهم.

أنواع البطالة

وللبطالة عدة أنواع للأفراد القادرين على العمل ولم يجدو العمل المناسب لهم، ومن أهم هذه الأنواع:

البطالة الهيكلية

وهذه البطالة تسببها التكنولوجيا الحديثة، حيث أن الأعتماد حديثاً أصبح بشكل كبير على الأدوات التكنولوجية الحديثة والحواسيب والأجهزة الالكترونية، التي تنجز الأعمال والتي تم تبديلها بالعمال والموظفين، وهذا أدي إلي تفاقم عدد البطالة وبالأخص في مجال الأعمال الصناعية والأعمال الإنتاجية.

البطالة الموسمية

وهذه البطالة تحدث بسبب أن بعض الأعمال تعتمد على مواسم معينة للتشغيل، حيث ينتعش فيها السوق وقطاع العمال وهذا لفترة زمنية معينة وهذه الفترة هي الفترة الموسمية لهذه الأعمال، والتي تسبب بعد انتهائها ركود في السوق وقلة في نسبة التوظيف أو الاستغناء على قطاع كبير من العمال الذين كانوا يعملون في هذا القطاع مما يؤدي إلى الزيادة في نسبة البطالة، كما يحدث في الأعمال المتعلقة بالسياحة الموسمية أحياناً أو المواسم الزراعية مثل العمل في معاصر الزيتون.

البطالة الاحتكاكية

هذه البطالة تنشأ عند تنقل الأفراد بين الوظائف المختلفة أو المهن، سواء في الدولة نفسها أو خارج الدولة ، مما يؤدي إلى تحول  هؤلاء العمال أو الموظفين الي عاطلين خلال هذه الفترة من الانتقالات والبحث عن وظيفة أو عمل جديد.

حلول البطالة

-أن تقوم المملكة بالاهتمام بفئات الشباب من خلال المشاريع التنموية التي تسعى إلى استيعاب طاقة الشباب، والتي يتمكنون من خلالها إخراج طاقاتهم وإبداعاتهم في العمل.
-محاولة الاستغناء عن العمالة الرخيصة القادمة من الدول النامية، والقيام بتوظيف العمالة المحلية.
-تطوير التعليم بصورة مستمرة لكي يكونوا الخريجين في مستوى مهني وتعليمي مناسب لاحتياجات السوق التي تتطور باستمرار حتى يكونوا قادرين على الالتحاق بمتطلبات سوق العمل والعصر الحديث.
-التشجيع على الاستثمار داخل المملكة مما يساعد على إيجاد المزيد من الفرص الجديدة للمواطنين.
-القيام بتخفيض الأجور والرواتب المرتفعة لبعض الموظفين الذين يتقاضون رواتب وأجور عالية قد لا تكون تتوافق مع جهودهم التي يبذلونها، وهذا يساعد على توفير الأموال التي يمكن استثمارها في العديد من المجالات التي تساعد في حل البطالة أو يمكن بها أن نقوم برفع الحد الأدنى من الأجور لترفع من رواتب الوظائف صاحبة الرواتب المتدنية التي تجعل الشباب يعزفون عنها.
-إعطاء الدعم والتشجيع اللازم للقطاع الخاص الذي يمكنه  المساهمة الجادة مع المملكة في حل مشكلة البطالة، وتوفير فرص مزيدة للشباب ليطوروا مهاراتهم ويكتسبوا الخبرات اللازمة لسوق العمل.