إن المشاريع الصغيرة التي تؤهل الطلاب للعمل يتزايد الإقبال عليها يوما بعد يوم، فهي من ناحية عمل حر يستطيع الطالب المرتبط بمواعيد دراسية أن يختار المواعيد المناسبة له للعمل، ومن جانب آخر فهي بمثابة مصدر دخل جديد لهم ، يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، لذا فقد أقرت الكويت في يونيو الماضي مشاريع ” العربات المتنقلة “، بعدما أبدى الطلاب استعدادهم لبدء مثل هذه المشروعات الصغيرة، كما قام العديد من الأساتذة بالترحيب بوجود مثل هذه المشروعات في الصرح الأكاديمي، والتي اعتبروها وسيلة مهمة وحيوية تؤهل تكوين رجال أعمال المستقبل، لذا قد سهلت الدولة عملية استخراج التراخيص الخاصة بهذه المشاريع، رغبة منها في مساعدة الأجيال الصغيرة من أجل التقدم بالوطن .

العربات المتنقلة
يقصد بالعربات المتنقلة كما حددتها اللائحة بأنها الوحدات المجهزة لتحضير وبيع المأكولات الخفيفة، والمواد الغذائية والمرطبات، وبعض الأنشطة الأخرى التي تحددها اللائحة، حيث بينت في مادتها الثالثة أن البيع يكون في أحد النشاطات التالية فقط : المأكولات الخفيفة، الحلويات والمعجنات، المرطبات، الكافتيريا، بيع الخضروات والفواكه، المشروبات الساخنة والباردة،، الآيس كريم، بيع الثلج، على أن يكون الحق لمدير عام البلدية في إلغاء أي نشاط من هذه الأنشطة وإضافة نشاط آخر، بالتنسيق مع الجهات المعنية بحسب ما تقتضيه حاجة المنطقة .

شروط استخراج التراخيص
على طالب التراخيص بحسب ما اقتضته المادة الثانية في اللائحة أن يكون كويتي الجنسية، ولديه رخصة تجارية، على أن يدفع رسوم قدرها ألف دينار كويتي كرسوم سنوية، ويصدر الترخيص لمدة سنة واحدة ويجدد، ويكون في الترخيص تحديد للمواقع المصرح للطالب العمل فيها، والأشياء المسموح له بيعها، كما يمنع وضع الطاولات والكراسي بجوار العربة، مع عدم السماح باستخدام أي مكبرات صوت للإعلان عن السلعة .

المواقع المخصصة لوقوف العربات المتنقلة
قامت المادة الخامسة في اللائحة بتحديد نوعية الأماكن التي ينبغي للعربات المتنقلة الوقوف فيها وهي : الحدائق العامة والمتنزهات، مواقف الشواطئ العامة، أماكن الاحتفالات الوطنية وإقامة المهرجانات، المواقع الخاصة بإقامة المعارض، مواقع التخييم، المنطقة الخاصة بالشاليهات، الأندية الرياضية، المناطق الزراعية، المواقع الحدودية، ونقاط الخروح والدخول من الخطوط السريعة على الطريق، شرط أن تبعد مسافة 100 متر عن حرم الطريق، و 500 متر عن الاستراحات .

آراء الطلاب في هذه المشاريع
عبر بعض الطلاب عن آرائهم الخاصة بمثل هذه المشاريع، حيث قالت لولوة النصار طالبة في كلية العلوم، أنها لا تمانع أبدا في افتتاح مشروعها الصغير الخاص، والذي تستخدم فيه العربة المتنقلة، حيث وضحت أن العمل المشروع لا يعيبه شيء، كما أبدت الطالبة وفاء الحسون وهي طالبة في كلية الآداب عن رغبتها في بدء مثل هذا المشروع، حيث أبدت رغبتها في البدء بمشروع العربة المتنقلة على أن تكون المنتجات من صنعها، الأمر الذي سيجعل الإقبال عليها كبيرا .

وقالت أن مثل هذه المشاريع سوف يخلق جو تنافسي بين أصحاب العربات، ليكون كلا منهم مبدعا أكثر من الآخر، كما أكد الطالب عبد الله الخاتم طالب في كلية الآداب، أن استخراج التراخيص أصبح أمرا سهلا، الأمر الذي فتح مجالا واسعا أمام الشباب للبدء في مشروعاتهم الصغيرة، حيث أكد أن ننظرة الشباب للعمل اليدوي قد تغيرت .

آراء أساتذة الجامعات في هذه المشاريع
قال الدكتور عبد الله الدوسري أستاذ الإدارة والتسويق في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت، أن مستقبل هذه المشاريع جيد، ونسبة النجاح فيها أعلى من المشاريع الأخرى، حيث أن تكلفة المشروع قليلة مقارنة بمبالغ الإيجار التي يضطر أن يدفعها أصحاب المحلات، الأمر الذي يجعل البدء في تنفيذ هذه المشاريع سهل ويسير، كما أن هذه المشاريع لا تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة، كما أن تكاليف تشغيلها منخفضة، وسرعة وصولها إلى الزبائن كبيرة، فهذه المشاريع تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي والرقي به، الأمر الذي يجعل المواطن يعتمد على نفسه، ويقل معه الضغط على الوظائف الحكومية .

ورغم أن الدكتور عبد الله الدوسري لا يمانع في معاونة الجنسيات الأخرى للبلاد في هذه المشاريع، إلا أن الأستاذة سمر باقر أستاذة الإدارة والتسويق بكلية العلوم الإدارية، عبرت عن إعجابها بفكرة المشروع شرط أن يقتصر على الكويتيين فقط، ولا يتحول لمشروع تعمل فيه الجنسيات الأخرى، حيث أنه إذا أصبحت هذه المشاريع لغير الكويتيين فهذا لن يساعد في الرقي باقتصاد البلاد، ومن جانبهم فقد أكد مجموعة كبيرة من الأساتذة الجامعيون المتخصصون في إدارة الأعمال، أن هذه المشاريع الصغيرة تعتبر ركيزة هامة تعمل على تنشيط الاقتصاد الوطني، وتقلص من نسبة البطالة، وتخفف الأعباء على الحكومة .