البترول Petroleum هو عبارة عن سائل زيتي كثيف يتدرج لونه ما بين الأصفر الداكن والأسود، يتكون بشكل طبيعي نتيجة تحلل بقايا الكائنات الحية الموجودة بين طبقات القشرة الأرضية تحت تأثير الضغط والحرارة الهائلين على مدار ملايين السنين، لتتحوَّل تلك البقايا إلى خليط معقد من المواد الهيدروكربونية سريعة الاشتعال. وتتلخص أهمية البترول في كونه مادة أولية للعديد من المشتقات التي تدخل في العديد من الصناعات، فضلًا عن كونه من أهم مصادر الطاقة.

استخراج البترول

يُستخرَج البترول من باطن الأرض بثلاث آليات مُختلفة، تُمثِّل كل آلية منها مرحلة من مراحل الاستخراج، وتعتمد كل واحدة على كمية البترول الموجود في المستودع ومعدل الضغط الواقع عليه، وهو ما يُمكن توضيحه كالآتي:

  • المرحلة الأولى: يُحفَر فيها بئر أو مجموعة من الآبار التي توصِّل إلى مستودع البترول بباطن الأرض. ثم يُضخ الماء إلى داخل المستودع، مما يُزيد من معدَّل الضغط بالداخل، فيندفع البترول لأعلى ويبدأ في الظهور على سطح الارض.
  • المرحلة الثانية: يقل الضغط نوعًا ما داخل مستودع البترول، مما يضطر العاملين على استخراجه إلى استخدام الطلمبات الكهربائية، مستعينين في ذلك ببعض التقنيات المساعدة كحقن الماء أو بعض أنواع الغازات.
  • المرحلة الثالثة: بعد الانتهاء من المرحلة الثانية، وعدم قدرة تلك التقنية على استخراج المزيد من البترول الموجود بالمستودع، يُمكن استخدام التقنية الثالثة، وهي أعلى في التكلفة؛ إذ تعتمد على تسخين البترول عن طريق حقن البخار داخل المستودع، فتنخفض كثافته، ويَسهُل استخراج ما تبقى منه.

أهمية البترول

  • يُمثل البترول ثروة اقتصادية قيِّمة، نتيجة تهافت الدول الصناعية على استيراده من الدول المنتجة له.
  • يُساعد التوسع في أعمال البترول من استخراج وتكرير وصناعة على توفير الكثير من فرص العمل على مستوى العالم، مما يُحسن الحالة المعيشية للفرد.
  • يُستخدم في التدفئة وتدوير الآلات الصناعية.
  • يُستخدم في وسائل النقل والمواصلات.
  • يُستخدم في تمهيد الطرق.
  • يدخل في العديد من الصناعات الهامة مثل الأقمشة والمنظفات والصبغات، ومستحضرات التجميل ومزيلات العرق، وكبسولات الفيتامين والأقراص المدمجة، وبعض المصنوعات الجلدية.
  • كما يدخل في صناعة الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والمتفجرات، وغير ذلك الكثير من الصناعات.

مشتقات البترول

تتزايد أهمية البترول بعد استخراجه وخضوعه لعمليات تكرير، تهدف إلى إنتاج مواد بترولية متباينة التركيز ومتعددة الاستخدامات. ومن أشهر مشتقات البترول ما يلي:

  • الجازولين: وهو المادة البترولية الأكثر انتشارًا، والتي يُمكن الحصول عليها بمجرَّد تعرُّض البترول لدرجة حرارة تتراوح بين 40 و250 درجة مئوية، ويبدو على هيئة سائل شفاف اللون خفيف القوام.
  • الكيروسين، هو المشتق الذي يُمكن الحصول عليه بعد الجازولين، عند درجة حرارة 275 درجة مئوية.
  • السولار: ويسمى أيضًا الديزل، وهو ما يُمكن الحصول عليه عند تعرض البترول الخام لحرارة تتراوح درجتها من 250 إلى 350 درجة مئوية.
  • القار: كما يُعرف بالزفت أو الأسفلت، ويُمكن الحصول عليه أثناء عملية التقطير التجزيئي للبترول، عند درجة حرارة 525 درجة مئوية. ويبدو على هيئة سائل كثيف أسود اللون.
  • زيت الوقود: الذي يُستخرج بالتقطير التجزيئي عند درجة حرارة تتراوح ما بين 370 و600 درجة مئوية، وهو المادة المستخدمة بكثرة في تدفئة المنازل وتشغيل المولدات الكهربائية الاحتياطية.

تراجع أهمية البترول

اعترى أهمية البترول ورواجه بعض التراجع في الآونة الأخيرة، والمتوقَّع أن يتزايد ذلك التراجع بمرور الوقت، لعدة أسباب منها:

  • البترول مورد قابل للنفاذ، فعلى الرغم من كونه يتكون بشكل طبيعي في باطن الأرض، إلا أن بطء عملية التكوين التي تستغرق ملايين السنين، تجعله من المصادر غير المتجددة.
  • أدى اقتراب نفاذ البترول وعدم توافره كما كان في السابق إلى ارتفاع سعره، مما أدى إلى البحث عن مصادر أخرى رخيصة.
  • كما أن استخدام البترول ومشتقاته بكثرة يضر بالبيئة، مما يدفع العديد من الدول في عصرنا الحالي إلى البحث عن بدائل أقل ضررًا مثل الغاز الطبيعي، ومحاولة الاستفادة من الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح.