يعتمد العالم بشكل كبير على الوقود الأحفوري للحصول على الطاقة اللازمة في الكثير من المجالات والاستخدامات الحياتية اليومية، وقد استُبدِل الفحم الحجري بالبترول الذي عُرِف بالذهب الأسود نظرًا لتفوقه عليه في أمور عدَّة. ومع هذا، تمكن العلماء من استنتاج الخطر الناتج عن الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري لفترات طويلة على الكرة الأرضية؛ فبدأوا في البحث عن أنواع الطاقة البديلة التي يُمكن الاستغناء بها ولو بشكل جزئي عن الوقود الأحفوري.

ما هو الوقود الأحفوري

يُطلَق مُصطلح الوقود الأحفوري على المواد التي تنتج عن تحلل الكائنات الحية في باطن الأرض وتعرضها للضغط والحرارة الهائلين على مدار ملايين السنين مما أدي إلى زيادة نركيز نسبة الكربون بها وتحولها إلى وقود، ومن أمثلة تلك المواد الفحم والبترول والغاز الطبيعي. وقد تميَّز الوقود الأحفوري بسهولة نقله وتخزينه، بالإضافة إلى إمكانية تكريره للحصول على الكثير من المشتقات التي تدخل في الكثير من الصناعات. إلا أنه في المقابل عُدَّ سببًا رئيسيًّا لما تتعرَّض له الكرة الأرضية من تلوث واحتباس حراري، بالإضافة إلى اعتباره مصدرًا غير متجددًا للطاقة، ومن ثَمَّ فهو من المصادر القابلة للنفاذ والاحتكار، وخاصَّة مع الإقبال المتزايد عليه في الآونة الأخيرة.

ما هي الطاقة البديلة

استُخدمَ مُصطلح الطاقة البديلة للدلالة على مصادر الطاقة التي يُمكن استخدامها بدلًا من الوقود الأحفوري لتفادي الضرر الناجم عن التمادي في الاعتماد عليه مصدرًا أساسيًّا للطاقة، إذ تميَّزت تلك المصادر بنسبة أمان عالية على البيئة، كما تميَّزت بعدم قابليتها للنفاذ؛ لذا أُطلِقَ عليها أيضًا اسم الطاقة المتجددة. والجدير بالذكر أن أنواع الطاقة البديلة على اختلافها قد لا تُغني بشكل كامل عن الوقود الأحفوري، إلا أنها من الممكن أن تساهم في الحد من آثاره الضارة على البيئة، ومن ناحية أخرى تحول دون نفاذه.

أنواع الطاقة البديلة

تعددت أنواع الطاقة البديلة والتي عُرفت أيضًا باسم الطاقة المتجددة، ومن أشهر أنواعها:

  • الطاقة الشمسية: إذ تُعَد الطاقة الشمسية أعظم أنواع الطاقة البديلة وأنظفها وأكثرها تجدُّدًا، وهي مصدر أساسي للتدفئة، كما أمكن الاستفادة منها في توليد الكهرباء عن طريق صنع الخلايا الشمسية التي أصبحت أكثر كفاءة وتطورًا من ذي قبل.
  • طاقة الرياح: وهي نوع آخر من أنواع الطاقة البديلة التي تعتمد على حركة الرياح في إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية، وذلك من خلال قيام الرياح بتحريك الريش الثلاثية للتوربينات التي تعمل بدورها على تحريك مجموعة من التروس التي تُشكل ناقل حركة لتوليد الكهرباء.
  • الطاقة الهيدروكهربائية: وهي الطاقة الناتجة عن تدفق الماء عبر سد، ليقوم الماء المتدفق بتحريك التوربينات التي تعمل بدورها على توليد الكهرباء. وهي من أشهر مصادر الطاقة البديلة والمتجددة، التي لا تحمل أي ضرر للبيئة. ويُعَد السد العالي في مصر أكبر مثال على نجاح وفاعلية إنتاج هذا النوع من الطاقة.
  • طاقة الحرارة الجوفية: إذ يُمكن الاستفادة من الطاقة الحرارية الهائلة الموجودة في باطن الأرض في إنتاج الكهرباء، وذلك عن طريق تمرير البخار المتصاعد عبر توربينات. والجدير بالذكر أن أولى محطات الطاقة الحرارية الجوفية أنشئت في إيطاليا عام 1904م.
  • الوقود الهيدروجيني: يُستَخدَم الوقود الهيدروجيني في الآونة الأخيرة باعتباره أحدث أساليب الحصول على الطاقة الكهربائية بشكل آمن من خلال تفاعل الهيدورجين مع الأكسجين الذي ينتج عنه طاقة حرارية وكهربية، وقد ساعد على ذلك توافر غاز الهيدروجين وتعدد مصادر الحصول عليه.