العلاج الحركي واحد من اهم انواع العلاج الذي يتم استخدامه في العلاج الطبيعي ، حيث يتم تحديده وفقاً لعلوم التشريح و فسيولوجيا الجسم و علم النفس و السلوك الخاص بالانسان ، ويعمل العلاج الحركي على حماية الجسم و توفير الوقاية اللازمة للمحافظة على وظائفه الحيوية بشكل سليم كما انه يستخدم بعد الاصابات الحركية لاعادة تأهيل النسيج المصاب و استعادة وظائفه الطبيعية لذلك فإنه يعتبر العلاج الافضل و الاوقى للمشكلات الحركية و الاعاقة و كذلك في حماية الجسم ووقايته ..

اذا تم تحديد العلاج الحركي بالشكل المناسب الذي يتوافق مع الخلل الحركي الموجود في الجسم و من خلال قوانين الحركة و النظريات العلمية السليمة فإن مفعوله يكون مؤثر بشكل كبير و كذلك يتمكن من استعادة النسيج الى طبيعته الحيوية و تجديد طاقته الحركية و كذلك منع انتشار الاعاقة او تمكنها من الجسم و في هذا المقال نوضح تأثير العلاج الحركي على اهم اجهزة الجسم و قدرته الفعالة في التأثير على جميع الوظائف الحيوية و الحركية ..

◄ الجهاز العصبي المركزي : استخدام الطاقة الحركية في تقوية الجهاز العصبي من اهم الطرق التي تساعد في حماية الجهاز العصبي و تقوية خلاياه الداخلية و بالتالي مع التكيف على الحركة وتثبيتها في خلايا الاعصاب فإن عمليات الخلايا العصبية و قدرة التواصل بين خلايا الجسم وعمليات الاستثارة التي يتم فيها ارسال الاشارات الى بعض الخلايا لتوصيل الاوامر من المخ الى الجهاز المسئول و عملية استجابة الجهاز المسئول للاستثارة و الاشارة التي وصلت اليه ، و غيرها من العمليات الداخلية المسئول عنها الجهاز العصبي يُلاحظ انها تحدث بسهولة و قوة و كذلك تكون عمليات الاستجابة و الاداء ، و يتم تمرين الخلايا العصبية من خلال ثلاث مراحل وهم ..

المرحلة الاولى هى مرحلة الاكتساب الاولي للاداء الحركي و التي يتم فيها تدريب عضلات الجسم بشكل معين و بالتالي يحدث العديد من التوتر لوجود بعض العضلات التي لا تخص الجهاز العصبي وتجعله يشعر بالتوتر و عدم الاتزان و من هنا تأتي المرحلة الثانية و هى مرحلة اكتساب التوافق الجيد و هى العملية الحركية التي يتم فيها تدريب الفرد على التوازن و استخدام العضلات المختلفة بشكل متزن و منظم ثم يدخل فى المرحلة الاخيرة و هى مرحلة اتقان الحركة و التي يتم فيها تدريب الفرد على الالتزام بالحركات بشكل مستمر و تعليمه طرق استخدام العضلات بشكل اكثر سهوله وطريقة ادائها تحت مختلف الظروف مهما كانت صعوبتها ومع المواظبة و الاستمرار يلاحظ تطور ملحوظ في الجهاز العصبي بشكل عام و كذلك تقوية كبيرة لوظائف القلب و الاوعية الدموية و الرئتين

◄ العضلات الهيكلية : مع التدريب الحركي الخاص بالعضلات الهيكلية يتم الوصول الى زيادة حجم العضلات و مرونة الالياف العضلية و سهوله تمددها مما يساعد في زيادة القوة العضلية بالاضافة الى زيادة قوة الغلاف المبطن للالياف العضلية و بالتالي يوفر لها الحماية الكافية كما انه يساعد في سرعة العمليات الكيميائية التي تحدث داخل الخلايا العضلية فيتم توفير كميات اكبر من الطاقة و الهيموجلوبين مما يزيد من قوة تحمل العضلات لفترات اطول من التمارين و صعوبتها كما تسهل عمليات وصول الاشارات العصبية الى نهاية العصب الحركي و ذلك بالاشتراك مع الخلايا العصبية و الجهاز العصبي .

◄ الجهاز العظمي : تساعد التمارين الحركية على زيادة مرونة المفاصل و قوة الاربطة بين العظام و الغضاريف ، كما انها تزيد من نسبة تركيز الكالسيوم داخل العظام و بالتالي تعمل على تثبيت المواد التي تقوي العظام و الانسجة الضامة ، في حالات المرضى الذين قاموا بتركيبات عظمية او مفاصل فإن الاداء الحركي يساعد الجسم على تقبل هذه التركيبات ويساعد على زيادة مرونتها و اندماجها بين خلايا الجسم .

◄ الدم : اثناء الاداء الحركي تزداد عدد خلايا الدم الحمراء بمقدرا مليون خلية ، و كذلك تزداد عدد خلايا الدم البيضاء بمقدار 30 الف خلية و تزداد عدد الصفائح الدموية الى اربعة اضعاف بالاضافة الى زيادة سكر الجلوكوز لتوفير الطاقة اللازمة للجسم و يزداد حمض اللاكتيك و زيادة حرق الشحوم و الدهون الزائدة .

◄ القلب و الاوعية الدموية و الجهاز التنفسي : تزداد حجم عضلة القلب و ذلك لزيادة حجم الالياف العضلية ، كما ان قدرة القلب على ضخ الدم تزداد قوة و بالتالي تزداد كمية الدم المتدفق الى خلايا الجسم و بالتالي تزداد نسبة الاكسجين و الهيموجلوبين الواصل الى الخلايا ، كما ان سعة القلب تزداد و كذلك سمك عضلات حجراته فتتمكن من استقبال كميات اكبر من الدم كما تزداد عدد الشعيرات الدموية التي توصل الاغذية الكافية الى جميع اجزاء و خلايا الجسم ، و كذلك الحال في الجهاز التنفسي و الرئتين حيث تزداد حجم الرئتين و تزداد القدرة على طرد الغازات و السموم و توصيل الاكسجين بفاعلية اكبر الى خلايا الجسم