اليوم نحن سوف نتحدث عن متلازمة ستندال و متلازمة باريس و هما من أغرب الاضطرابات النفسية التي من الممكن أن تسمع عنها كما أنهما أيضاً لديهم عامل مشترك و هو الانفعال العاطفي الشديد ، و لذلك نحن قررنا أن نتناول الحديث عنهما في مقال واحد ، إذا كنت من الأشخاص الذين يحبون معرفة جميع المعلومات المتعلقة بالأمراض النفسية الغريبة تابع معنا .
متلازمة باريس : بالطبع جميعنا يحلم بالذهب إلى فرنسا حيث الرقي و الذوق الرفيع و على وجه أخص العاصمة الفرنسية باريس فهي من أكثر البلدان التي يقبل الناس على زيارتها من أجل مشاهدة برج إيفل ، و لكن هناك بعض الأشخاص يحدث لهم شيء في غاية الغرابة عند زيارتهم إلى باريس ، حيث يصابون بأنهيار عقلي مصحوب ببعض الهلوس و التشنجات و الأغرب أن معظم الأشخاص الذين يتعرضون إلى هذا الاضطراب يحملون الجنسية اليابانية .
التفسير العلمي لمتلازمة باريس : التفسير خلف الإصابة بمتلازمة باريس أنها ناتجة عن صدمة ثقافية حيث أن باريس لها صورة خيالية في عقول الكثير من الناس بشكل مبالغ فيه لا ينطبق مع الواقع و يصاب بها اليابانيين بنسبة أكبر لأنهم أكثر شعب لديهم صورة مثالية راقية لها منذ الصغر و لكن عندما يشاهدونها في الواقع يتعرضون لصدمة ثقافية نتيجة لمشاهدتهم صورة مغايرة تماماً تتسم بالسرعة و النشاط والحداثة و الصخب والضجيج ، تختلف كثيراً عما نقل لهم من خلال الأفلام السينمائية التي تعكس دائماً الجانب الراقي و العريق فقط للمدينة و الأجواء الرومانسية المثالية و لكن هي في الواقع مثلها مثل أي مدينة أخرى تعاني من الازدحام و المشاكل اليومية التي يعاني منها أي شعب في العالم و أيضاً الفرنسيون مثل باقي البشر لا تنتظر منهما معاملة راقية عندما تسير غاضبهم بدون أي أنفعال و لذلك يجب أن يكون لديك مهارة في استيعاب ثقافة وآراء الآخر والاندماج في البيئة الجديدة .
متلازمة ستندال : هناك تشبه في جزء واحد فقط بينها و بين متلازمة باريس و هو الانفعال العاطفي الشديد و هذه المتلازمة يصاب بها بعض الأشخاص عند رؤيتهم إلى صورة فنية بارعة الجمال و مميزة جداً فينبهرون بها بشكل مبالغ فيه مما يتسبب لهم بتضارب سريع في ضربات القلب مصحوب بالشعور بالدوخة و في النهاية يفقدون الوعي .
سبب تسميتها بمتلازمة ستندال : تم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الكاتب الفرنسي ستندال الذي عاش في القرن التاسع عشر حيث كان هو أول من تحدث عن الانبهار الشديد بالعمل الفني و وصف هذا من خلال تجربته في مدينة “فلورنسا” الإيطالية في عام (1817) حيث أنه أعجب بها بشكل مرضي مما جعله وقع أسير لمشاهدتها و على وجه أخص كنيسة “سانتا كروتشه” التي تتميز بجدران تحمل أعمال فنية في غاية الروعة ، و قام بعمل وصف تفصيلي لتجربته المليئة بالإعجاب ، و أيضاً خلال كتابه تحدث سندال عن انبهره الشديد بنابليون و لكن بعد انقلاب نابليون على أهداف الثورة أكتشف أنه كان يعيش في وهم كبير مما تتسبب له في صدمة و الشعور بأنه شاهد جدران جميلة مثل جدران هذه الكنيسة و لكن خلفها قبح ، لا يشاهده و لذلك يستخدم مصطلح متلازمة ستندال أحياناً للتعبير عن ردة الفعل التي تحدث عندما يفرط الشخص في القيام بأمر ما، أو التعرض إلى شيء ما باختياره في ظروف مختلفة، مثل ما يفرط الشخص في الوقوف منبهراً لمدة طويلة أمام لوحة فنية رائعة لمنظر طبيعي رائع .