اخترع جراح المخ والأعصاب البرتغالي أنطونيو إيجاس مونيز عملية فصل الفص المخي الجبهي عام 1935؛ وهي إحدى العمليات التي تجرى بالمخ. تتضمن العملية قطع الاتصال بين الفص المخي الجبهي وباقي المخ. وقد أجرى الطبيب أنطونيوس هذه العلمية لأول مرة على مرضى يعانون من مرض الوسواس القهري والذي تكرر لديهم مراراً وتكراراً. وقد أجراها أيضًا لعلاج بعد الأمراض العقلية مثل انفصام الشخصية والاكتئاب.وقد بدت هذه العملية ذات نجاح كبير في بادىء الأمر حيث تحول سلوك بعض المرضى من الحدة والعنف إلى الهدوء، ولكن على المدى الطويل ظهرت بعض المشاكل - والتي لم يدرسها الطبيب أنطونيو- للمرضى بعد العملية كالتغيرات والاضطرابات الحادة في الشخصية والسلوك وفقد الطموح والحافز في الحياة. مما جعل من النادر جدا إجراء هذه العملية الآن.

الجراحة الفصية
تعرف الجراحة الفصية أنها تداخل جراحي عصبي يحدث فيه إيذاء الاتصالات العصبية الموجودة في مقدمة الفص الجبهي ، فهذه العملية تشمل تحديداً العمليات المجراة على الفص الجبهي دون أجزاء الدماغ الأخرى ، و ذلك لأن الفص الجبهي له دور كبير في التحكم بالسلوك و تبدلات الشخصية من جهة إلى أخرى ، و قد كان الدافع الأساسي لهذه العملية هو التحكم في الاضطرابات النفسية كالفصام و الاكتئاب و الاضطراب ثنائي القطب .

تاريخ تطور الجراحة الفصية
ظهرت أولى محاولات استئصال أجزاء من القشر الدماغي في القرن التاسع عشر ، فقد كان الأطباء يرون فيه وسيلة لتخفيف بعض الأمراض النفسية مثل الهلاوس السمعية و غيرها من الأمراض الفصامية ، و قد اختلفت نتائج هذه الجراحة ما بين التحسن و الموت ، يعد Antonio Moniz هو أول من  أدخل الجراحة الفصية حيز التطبيق ، و ذلك عام 1935م ، و قد حصل على جائزة نوبل نظير عمله ، على الرغم من أن كثيرًا من هذه الجراحات انتهت بتأثيرات سيئة على المدى البعيد ، و قد اختلف الأطباء حول هذه العمليات ، و تأثيراتها الجانبية أو بعيدة المدى ، إلا أنها استمرت مدة طويلة من الزمن .

دواعي استخدام الجراحة الفصية
كان السبب الأساسي لإجراء مثل هذا العمل الجراحي هو الاضطرابات النفسية ، و لكن مع تطور الكثير من الأدوية المضادة للاكتئاب لم يعد إجراء تلك العملية ضروريًا ، أما في حال عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي ، فيلجأ الطبيب إلى جلسات العلاج الكهربائي ، و إذا لم يتحسن المريض ، ففي هذه الحالة يكون الحل الأمثل هو إجراء العملية الجراحية ، و من عوامل استخدام تلك الجراحة أيضًا ؛ فشل السيطرة على النوب الاختلاجية رغم استخدام نوعين من أدوية الخط الأول ، و ميل المريض نفسه في التدخل السريع للجراحة .

كيفية إجراء الجراحة الفصية
تضمنت العمليات الجراحية الأولى إجراء ثقب في الجمجمة ، و بعد ذلك يتم حقن مادة الايتانول بهدف تخريب الألياف العصبية التي تصل الفص الجبهي مع غيره من البنى الدماغية ، ثم إدخال أداة جراحية تماثل عروة سلكية و بدورانها تقتطع جزءً من الدماغ ، و بعد ذلك تطورت تلك العملية و تمادى بعض الأطباء بطرق شديدة للغاية شملت الدخول إلى الفص الجبهي من خلال عين المريض لعزل الفص الجبهي ، من كل نصف كرة مخية ، و بالتالي تسببت تلك العملية في ضرر و تلف للأجزاء الدماغية المجاورة للفص .

ما بعد الجراحة الفصية
لقد أُجريت العديد من الجراحات الجبهية حول العالم لكن لم يتعاف المرضى تمامًا ، بل إزداد الأمر سوءً و فقدوا شخصياتهم و تحولوا إلى عالة على عائلاتهم تتطلب العناية الدائمة ، و في منتصف القرن العشرين تدخلت المؤسسات المعنية بالصحة العقلية في هذا الأمر و بدأ إجراءها يقل تدريجيًا ، إلا أنها لم تنتهي تمامًا .