رضية بنت إلتـُتـْمـِش والتي يشار إليها في التاريخ بإسم رضية سلطانة ، كانت سلطانة من مماليك دلهي في الهند من 10 نوفمبر 1236 – 14 أكتوبر 1240 . تولت العرش خلفا لأخيها ركن الدين فيروز ، كما إنها إبنه السلطان شمس الدين إلتتمش . تدربت رضية الدين في حياة والدها على تولي شئون الجيوش وتنظيم الدولة إستعداداً لتوليها الحكم بعده .
معلومات عن رضية الدين ، سلطانة دلهي :
رضية الدين (ولدت في 1205 منطقة بودان – وتوفيت في أكتوبر 1240) ، كانت الأنثى الوحيدة المشهوره لحكم سلطنة دلهي .
في ظل أنتشار الدين الإسلامي ، فقد تحرر كلاً من الرجال والنساء من أغلال العبودية وجعلهم سادة العالم ، وجاء تاريخ المماليك ليوضح هذه الملاحظة ، ففي القرن 9 و 10 الميلادي ، كانت تجارة الرقيق منتشرة بشكل كبير من خلال مداهمة الفايكنج أوروبا بشراسة و بلا هوادة بحثا عن الغنائم والعبيد وذلك عند نهر الفولجا ، بالقرب من بحر قزوين ، وكانت أوروبا الشرقية متحجرة كما كانت بين الإقطاعيات المحلية .
راضية لم تضيع الوقت في إقامة سلطة لها كمليكه لهندوستان ، بينما أمرت أن تكون العملات المصكوكة باسمها باسم “عمود من النساء ، ملكة العصر ، سلطانة راضية ، ابنة شمس الدين إلتـُتـْمـِش “، وتم قراءة خطبة الجمعة باسمها ، ومع ذلك ، كانت السلطة لها ليست شرعية حتى قبل الخليفة في بغداد ذلك ، على الرغم من انه كان قد خسر كل ما يملك في آسيا على يد المغول ، ولكن كان لا يزال الخليفة والزعيم الروحي وحامل لقب أهل السنة والجماعة وكان يحمل لقب أمير المجاهدين المؤمنين “أمير المؤمنين” وانه فقط يمكن أن يضفي الشرعية على السلطان ، وأعلنت راضية ، ولائها للخليفة العباسي مع إعلان ما يلي : “في عهد الإمام المستنصر ، أمير المجاهدين المؤمنين ، مليكة إلتـُتـْمـِش ، ابنة سلطان إلتـُتـْمـِش ، وهي التي تزيد من مجد أمير المجاهدين المؤمنين “، واعترف الخليفة لها باسم “مليكة دلهي” في عام 1237 ، لانه يحتاج لحصن السنة إلى الشرق من الأراضي الشاسعة التي سيطرت عليها الآن على يد المغول ، الذين ضيقوا الخناق على بغداد نفسها .
السنوات المبكرة :
ولدت راضية ابنة إلتـُتـْمـِش شمس مسعود الدين ، التي كانت قد بدأت حياتها كعبد تركي وانتهت بأنها سلطان دلهي نفسه ، وقد كان التتمش مفضلا لسيده قطب الدين أيبك ، سلطان دلهي ، وأنجب ابنته ، من قطب بيغوم ، المتزوجة من التتمش ، وكانت راضية بذلك حفيدة الأمهات من مسعود قطب الدين أيبك ، وهكذا نشأت راضية حتى في ظروف متميزة وقريبة من مقاليد السلطة داخل الحريم ” حيث كانت والدتها المسيطرة” في ذلك الوقت علي المحكمة ، حيث كانت الوجهة المفضلة للكل من جدها لأمها وأبيها . وكان هذا في تناقض معها لخطوة الاخوة ، ومعظم الذين كانوا أبناء الفتيات الرقيقات السابقين ، والذين نشأوا بعيداً جدا عن مراكز السلطة .
وعندما كانت راضية عمرها خمس سنوات ، توفي جدها لأمها وخلفه التتمش ، وكانت راضية وجهة مفضلة لوالدها ، كما كان يسمح للطفل أن يكون موجودا حوله بينما كان يتعامل مع شؤون الدولة ، وفي وقت لاحق ، كانت مثل بعض الأميرات الآخريات ، حيث كانت تدرب علي أن تدير المملكة إذا لزم الأمر ، في ظل غياب الأب أو الزوج ، وذلك بقدراتها واجتهادها ، ولم تكن أقل من النسب الملكي لوالدتها ، وأشاد التتمش براضية وجعلها وجهة مفضلة له ، وأكد وجودها معه ، ومع ذلك ، كان ابنه الأكبر ، نصر الدين محمود ، الذي كان يهيأ نفسه من قبل التتمش لخلافته .
توفي نصر الدين محمود فجأة في عام 1229 م ، وكان التتمش في حيرة شديدة إلى خليفته في الحكم . وفي عام 1230 ، اضطر التتمش إلى ترك العاصمة من أجل قيادة الغزو ضد جواليور ، وأثناء غيابه ، تصرفت راضية باعتبارها الوصيه المختصة ، بمساعدة وزير ثقة السلطان ، وعندما عاد التتمش إلى دلهي في عام 1231 بعد أن استولي علي جواليور ، كانت قضيته في الخلافة قبل كل شيء في ذهنه .
وأصبح التتمش هو السلطان الأول الذي يقوم بتعيين امرأة خلفا له عندما عين ابنته راضية كخليفته ، وكانت راضية هي الأولي والأخيرة كحاكم للإناث في سلطنة دلهي ، ” وفقا لمصدر واحد ، كان في البداية تم اعداد الابن الأكبر التتمش خلفا له ، ولكن قد توفي قبل الأوان ” ولكن كان النبلاء التركي لا نية في الانضمام إلى تعيين التتمش من امرأة في منصب ولي العهد ، وبعد أن توفي السلطان يوم الأربعاء 30 أبريل 1236، رقي شقيق راضية ، مسعود ركن الدين فيروز ، إلى العرش بدلا من ذلك .
وكان عهد ركن الدين فيروز شاه بن التتمش قصير ، حيث ترك أرملة التتمش شاه تركان لتقوم بجميع الأغراض العملية في إدارة الحكومة ، والتخلي عن ركن الدين نفسه إلى السعي وراء الملذات الشخصية والفجور مما أثار غضب المواطنين .
وفي 9 نوفمبر عام 1236، تم اغتيال كل من ركن الدين وأمه شاه بعد ستة أشهر فقط في السلطة ، وعلى مضض ، وافق النبلاء السماح لراضية أن تكون ملكه وسلطانة دلهي . وقالت انها ” تخلت عن الحجاب واعتمدت الملابس المذكرة ” وكانت حاكمة ذات كفاءة ، حيث امتلكت كل صفات الملك ، حيث كانت ” الحكيمة ، والراعيه المستفادة ، والموزع العادل ، والمعز في كثير من المواضيع ، وذات المواهب الحربية ، حيث وهبوا لها كل الصفات الرائعة والمؤهلات اللازمة للملك .
مؤامرة السقوط :
ومع استقرار حجم رضية الدين ، قامت بتعيين وزيرا جديدا للبلاد، كما فوضت أمر الجيش إلى واحد من أكفأ قادتها وهو “سيف الدين أيبك”، كما نجحت جيوشها في إنقاذ المسلمين المحاصرين في قلعة “رنتهبور” ، حيث كان الهنود هم من يحاصرون القلعة بعد وفاة أبيها السلطان “التتمش” .
كان المماليك غير راضيين لحكم رضية الدين بإعتبارها إمرأة حاكمة عليهم ، وإزداد الأمر سوءاً مع تقريب رجلا فارسيًا لمنصب قائد الفرسان وهو جمال الدين ياقوت ، حتى ازدادت حركة التمرد بإجتماع المماليك ومن خلال إشعال الثورة التي انتهت بهزيمة وقتل رضية الدين (25 ربيع الأول 637هـ ، 25 أكتوبر 1239م ) وتولي أخيها السلطان “معز الدين” لعرش البلاد
الموت :
قتلت راضية الدين في 25 أكتوبر 1239م ، وكان هناك 3 أماكن متنازع عليها لمكان دفنها من قبل المؤرخين ، وكانت هذه الأماكن الثلاث هي دلهي ، أو كيتهال وتونك ، أو راجستان .