الحسد، تعريف الحسد هو تمني زوال النعمة من صاحبها، مما يعرض الشخص للأذى، والعين تأتي نتيجة رؤية شيء يملكه الشخص المصاب فتعجب الحاسد ويتمنى زوالها عن صاحبها و العياذ بالله، و سوف نوضح لكم كيف نقي أنفسنا و أولادنا من الحسد، ويقال أن الحسد هو فعل الشيطان حيث أنه لا يقتصر على العين فقط فمثلا نجد شخص أعمى لا يرى و مع ذلك يحسد وهذا يدل على أن الشيطان له دور في عملية الحسد، ولذلك يجب على كل مسلم عندما ينظر لشيء و يستحسنه أن يقول ما شاء الله أو تبارك الله حتى يبعد عنه الشيطان وحتى لا يأذي صاحب النعمة بل يتمنى له الخير وزيادتها و يدعوا له بالبركة فيها وتأكد أن هناك ملائكة ترد عليك ولك المثل، تمنى الخير لأخيك تسلم.

و قد ثبت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه أكد وجود الحسد فيقول صلوات الله عليه ” إن كل ذي نعمة محسود” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: “أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين”، رواه البخاري في صحيحه.

وقد حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أن أحد الصحابة قد حسده أصحابه فوقع مغشيا عليه، فذهبوا للرسول وحكوا له أن فلان قد حسد أخانا ووقع، فطلب الرسول أن يذهب الصحابة ويطلبوا من الحاسد أن يتوضأ وأتوني بماء الوضوء، وبالفعل ذهبوا للحاسد وقالوا له إن الرسول يأمرك أن تتوضأ ، فتوضأ وأخذ الصحابة ماء وضوئه وذهبوا به للرسول الذي قام برمي هذا الماء في ظهر الشخص الذي أصابه الحسد وعلى الفور قام وكأن شيئا ً لم يكن، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها علاج المحسود، وقد ثبت فعلياً أن هناك طاقة تخرج عند الحسد وعندما يتوضأ الحاسد تنزل هذه الطاقة السلبية وعندما نرميها في ظهر الشخص المصاب بالحسد فإنه يرجع كما كان وينتهي أثر العين والحسد فسبحان الله الذي أعطى العلم لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

و لقد أوصانا رسولنا الكريم بأن نحصن أنفسنا و أولادنا من الحسد و العين و ذلك عن طريق أن تتم تقوية العلاقة بين العبد وربه، و ذلك بإتباع تعاليم الله والمواظبة على العبادة وذكر الله و البعد عن المعصية، ودائما نتوكل على الله بقولنا حسبنا الله ونعم الوكيل ، كما يجب على المؤمن أن يحصن نفسه دائما بقراءة المعوذتين على نفسه وأيضا يصلي على النبي و أيضاً يجب أن نذكر الله عندما تستحسن شيء أو ترى شيء يعجبك، فنظرة إعجابك للشيء هي مفتاح إبليس الذي بأذي به الشخص الذي لديه نعمه سواء كانت مال أو أولاد صالحين أو لبس أو شراء شيء جديد، لذلك اذكر الله حتى لا تؤذي أحد وحتى ترد إبليس اللعين دون أن ينال غرضه عليه لعنة الله فهو عدو الإنسان الأول، بالإضافة للمحافظة على أذكار الصباح والمساء فهي تحفظ و تحمي الإنسان، كما يجب أن تحصن نفسك بالرقية لتذهب عنك أي أذى أو حسد.
و يكون تحصين النفس بالقرآن الكريم و بالأدعية، والمواظبة على قراءة الفاتحة والأربع أيات الأولى من سورة البقرة و قراءة آية الكرسي وكذلك قراءة خواتيم سورة البقرة و خواتيم سورة أل عمران دائما لو فعلت ذلك تكون حصنت نفسك و قد ورد عن أبي هريرة رض الله عنه في فضلهم :

قال: سمعت رسول “صلّى الله عليه وسلّم” يقول:” لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان” ،و عن أبي أمامه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله “صلّى الله عليه وسلّم” يقول:” اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه أقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنّهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان- أو كأنهما غيابتان – أو كأنهما فرقان من طير صواف بحاجات عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فأن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة” . و لا ننسى بالطبع السور الثلاث المعوّذات سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس،و قراءة كل واحدة منهم ثلاث مرّات.

كيف تحمي نفسك من الشيطان
يجب عليك الإكثار من الاستغفار، وأن تستعيذ بالله من الشياطين ومن شرورها.
عيك بالإكثار من ذكر الله ومن التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد.
كما يجب على كل مسلم الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتقوم بقراءة آية الكرسي، وبخاصة اقرأها قبل النوم.
وعليك قراءة أواخر سورة البقرة، أيضاً قبل النوم.
وتواظب على قراءة المعوذات، وتحافظ على قراءتهم قبل النوم.
كما يجب المحافظة على الصلاة، و أن تواظب على الإكثار من النوافل والسنن.

الأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يتحصّن بها كثيره نذكر منها
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة و من كل عين لامة (ثلاث مرات).
وأكثروا من أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
ومع المواظبة على أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
كما يجب دائما الدعاء أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولافي السماء و هو السميع العليم (ثلاث مرات صباحاً وثلاث مساء).
حفظنا الله وإياكم من الحسد والحاسدين وشرور الطامعين من الأنس والجن أجمعين.