الأحاديث النبوية هي كل الأقوال التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا، وهي تعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي عند المسلمين، وهي عدة فروع : السنة القولية، السنة الفعلية، التقرير، الصفات الخُلقية، الصفات الخَلقية، والسيرة النبوية الشريفة .

صحة الأحاديث
يتم معرفة صحة الحديث وقوته من ضعفه من خلال سند الحديث الذي يوصل إلى المتن، وعلى هذا يتم تقسيم الأحاديث عدة تقسيمات كالصحيح والحسن والضعيف، وبالتالي يتم قبول كل حديث أو رده .

السند والمتن والفرق بينهم
أولا السند

السند عبارة عن سلسلة من الرجال الذين نقل الحديث عن لسانهم حتى وصل إلى القائل الأصلي وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي نراها في بداية كل حديث في صورة ( قال فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ) .

ثانيا المتن
المتن هو نص الحديث الذي يأتي بعد السند من قول أو فعل أو تقرير، فهو لب وجوهر الحديث، بعد أن ينتهي السند من حدثنا فلان عن فلان يأتي المضمون ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا وكذا ) .

مثال
حدثنا ‏ ‏الحميدي عبد الله بن الزبير، ‏قال حدثنا ‏سفيان، قال حدثنا ‏‏يحيى بن سعيد الأنصاري، ‏قال أخبرني ‏‏محمد بن إبراهيم التيمي، ‏‏أنه سمع ‏علقمة بن وقاص الليثي ‏‏يقول، سمعت ‏عمر بن الخطاب ‏‏رضي الله عنه ‏على المنبر ‏‏قال : سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ” ‏إنما الأعمال ‏‏بالنيات ‏‏وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا ‏يصيبها ‏‏أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ” .

الجزء الأول الذي يشمل حدثا الحميدي عن سفيان عن الأنصاري هذا يعد سند الحديث، أما الجزء الآخر الذي يضم ( إنما الأعمال بالنيات )، فهذا يعد متن الحديث أي موضوع الحديث ولبه وجوهره، وعليه فإذا صح السند والمتن صار الحديث مقبول، وإذا اختل أحدهما صار الحديث مردود، والمقبول والمردود من تصنيفات علم الحديث .

تصنيف الأحاديث
ينقسم الحديث إلى قسمين :
1- متواتر
هو الحديث الذي رواه عدد كبير، والذي يستحيل معه اتفاقهم جميعا وتواطئهم على الكذب، وهذا النوع من الأحاديث مقبول كله، ولا حاجة للبحث فيه عن رواته .

2- آحاد
حديث الآحاد هو الذي لا يوجد فيه شروط المتواتر، ومثاله أن يروي الحديث شخص واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينقسم إلى ثلاثة أقسام :

أ- مشهور : هو الذي رواه ثلاثة أو أكثر في كل طبقة، شرط أنه لم يبلغ حد التواتر .
ب- عزيز: هو الذي لم يقل رواته عن اثنين في كل طبقات السند .
ج- غريب : وهو الذي يرويه راو واحد فقط .

وحديث الآحاد بأقسامه الثلاثة المشهور والعزيز والغريب، ينقسم من حيث قوته وضعفه إلى قسمين هما ( المقبول والمردود )

أولا المقبول
المقبول هو الذي يرجح فيه صدق راويه وهو أربع أنواع :

1- صحيح لذاته : وهو الذي يتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه، دون أن يكون فيه علة أو شذوذ .

2- حسن لذاته : وهو الذي يتصل سنده بنقل العدل الذي يخف ضبطه عن مثله إلى منتهاه دون وجود علة أو شذوذ .

3- صحيح لغيره : وهو الحسن لذاته الذي روي عن طريق آخر سواء مثله أو أقوى منه، وقد سمي صحيحا لغيره لأن الصحة لم تنبع من هذا السند نفسه، وإنما نبعت من انضمام غيره له .

4- حسن لغيره : الحسن لغيره هو الحديث الضعيف الذي تعددت طرقه، والذي لم يكن سبب ضعفه هو أن الراوي فاسق أو كاذب .

ثانيا المردود
الحديث المردود هو الحديث الذي لم يرجح صدق الشخص الذي رواه، لأنه يفقد شرط أو أكثر من شرزط القبول التي سبق وذكرناها، والحديث المردود قد قسمه العلماء إلى أقسام كثيرة، منها من قد أطلقوا عليها اسما خاصا، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسم خاص، بل سموها باسم عام، مثل الحديث الضعيف، وهذا أشهرهم، وهو الذي لم تتوفر فيه صفة الحسن والتي تعتبر أدنى درجة في القبول .

والأحاديث الضعيفة أنواع، وهي مقسمة أيضا من حيث القوة والضعف إلى أقسام أو درجات، فهناك الضعيف، وهناك الواهي والمتروك، وهناك الموضوع وهي التي ليس لها أي أساس من الصحة وقد نسبت ظلما وزورا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وغيرها الكثير من الدرجات الأخرى .