الصعوبات القرائية هى واحدة من مشكلات صعوبات التعلم و التي يمكن ان يصاب بها بعض الاطفال مما يؤثر بشكل ملحوظ على مستواهم الدراسي حيث يكون متأخر عن اقرانه و تعتبر تلك المشكلة من المشكلات التي يجب الاهتمام بالمبادرة و المسارعة الى حلها حيث تمثل اللغة و القراءة اهمية اساسية في الحياة فهى التي تساعد على النمو العقلي و الاجتماعي كما انها تعتبر آداة التفكير التي يتعامل بها الفرد مع مختلف الامور و القضايا في الحياة كما انها تمثل الوسيلة لبناء العلاقات مع الآخرين .
ما هى القراءة ؟
هناك تعريفات متنوعة للقراءة و التي منها “القراءة هى نتاج لتفاعل عمليات الادراك السمعي و البصري و الانتباه الانتقائي و الذاكرة و الفهم اللغوي” و هناك من عرفها بانها “عملية تفكير معقدة تشمل تفسير الرموز المكتوبة و التي تتمثل في الكلمات و التراكيب ثم ربطها بالمعاني ثم تفسير تلك المعاني تبعًا لخبرات القارئ الشخصية” و قد وصفها البعض بأنها “القدرة على استخلاص المعاني من المواد المطبوعة او المكتوبة او هى القدرة على فك رموز المعاني و الاشكال المكتوبة” و تتمثل انواع القراءة في القراءة الجهرية اي القراءة بصوت عالي مسموع القراءة الصامتة بدون تحريك الفم فقط بالعينين و تجدر هنا الاشارة الى ان المبتدأ في القراءة يتعلم ليقرأ فقط اما مع التقدم فتكون القراءة للتعلم .
ما هى الصعوبة القرائية ؟
يوجد اكثر من تعريف لمصطلح الصوبة القرائية و هي تعرف بمصطلح (ديسلكسيا ) و هى كلمة يونانية تنقسم الى ( ديس ) و تعني صعوبة و الى ( ليكس ) و تعني الكلمة و تم ترجمة المصطلح الى العربية بمعني صعوبة القراءة او الصعوبة القرائية لقد وضعت الجمعية العالمية للديسلكسيا تعريف للصعوبات القرائية يتمثل في “صعوبة في تعلم اللغة يظهر في عدم قدرة الطفل على فك رموز اللغة و معالجة المعلومات و فهم الاصوات و لا تتعلق تلك الصعوبة بالعمر او القدرات العقلية و القدرة على التحصيل و هى ليست إعاقة حسية” او هى “القصور الواضح و المستمر في القدرة على التقدم في قراءة الكلمات المطبوعة بحيث يحول بطء تقدم الطفل في منطقتي الطلاقة و الصوتيات دون الدخول او الوصول الى مرحلة او منطقة فهم المعنى” البعض يسمى تلك الظاهرة باسم العمى اللفظي مع العلم بان الاطفال الذين يعانون من تلك الصعوبة لا يقلون في مستوى ذكائهم عن اقارنهم في نفس المستوى العمري .
اسباب الصعوبات القرائية .
تعود اسباب الصعوبات القرائية الى اسباب جسمية نفسية بيئية اجتماعية تربوية و قد رجح معظم الاطباء و اخصائي الديسلكسيا ان الصعوبات القرائية عبارة عن “خلل او اضطراب عصبي ينتج عن سبب وراثي يؤثر في المهارات” لذا فهناك ما يشبه الاجماع او ان اغلب المختصين في المجال يؤيدون فكرة ان السبب الاول و الاساسي خلف تلك الاصابة هو سبب بيولوجي يتعلق بالدماغ حيث يوجد بالجهة اليسرى من الدماغ المراكز او الاجزاء المسؤلة عن اللغة و بها جزء هو المسؤل عن ترجمة الكلمات و يرجح المختصين بان هذا الجزء يكون ضعيف لدى الاطفال المصابين بالديسلكسيا فالبتشريح ثبت ان اصحاب الصعوبات القرائية يتساوى الجزء الايمن و الايسر في المخ لديهم بينما من لا يعاني من تلك الصعوبة يكون الجزء الايسر من المخ اكبر و لذلك فقد قام المختصين بوضع مجموعة من الفرضيات التي يمكن ان تتسبب في هذا النوع من الاصابة و تتمثل تلك الفرضيات في : –
• الخلل الصوتي : – اي انه يوجد خلل في مهارات الوعي الصوتي و يكون ناتج عن تلف في منطقة اللغة في الدماغ .
• خلل في المغنطة الخلوية : – اى ان الطفل يكون ذو حساسية اقل بالامواج الضوئية .
• الخلل المضاعف : – حيث يعاني الطفل من خلل صوتي و خلل في سرعة التنمية .
• الخلل المخيخي
• الى جانب تلك الفرضيات هناك الاسباب الوراثية او الجينية حيث يولد الطفل بهذه الصعوبة الى جانب العوامل الكيميائية الحيوية و الفسيولوجية المكتسبة و التي تأتي عقب الاصابات الدماغية الى جانب العوامل التربوية و الاجتماعية و البيئية كسوء التغذية او التدريس بطريقة غير مناسبة او وجود الطفل وسط اسرة مصابة بالاضطرابات و هناك ايضًا العوامل النفسية او الاضطرابات ذات الابعاد الادراكية و المعرفية و اللغوية .
اعراض صعوبات القراءة .
• القيام بتكرار الكلمات و التوقف عند تهجئتها .
• ظهور ضعف عند قراءة الكلمات الجديدة السهلة .
• التوتر اثناء القراءة و التأتأة و الارتباك .
• القراءة بشكل بطئ و متقطع .
• الخلط في لفظ الحروف و حركاتها .
• التبديل او القلب للحروف عند القراءة .
• تنقل العين بشكل خطأ على السطر .
• الخلط في عملية ترتيب الكلمات في الجمل من حيث تتابعها او تسلسلها الصحيح .
طرق معالجة و التعامل مع الصوبات القرائية .
الاسلوب الاول الاساليب متعددة الحواس و منها : –
1- طريقة فيرناند .
تعتمد تلك الطريقة على استخدام حواس متعددة و يعرف باسم (VAKT ) و تتمثل تلك الطريقة في اربع مراحل هى : –
• المرحلة الاولى .
أ- رغبة الطالب في التعلم .
ب- القيام باختيار كلمة للتعلم و يقوم باختيارها الطالب .
ت- كتابة الكلمة حيث يتم احضار الطالب و جعله يشاهدك و انت تقوم بكتابة الكلمة و يفضل الكتابة على ورق ابيض و بخط عريض يشبه الخط و الحجم على الصبورة و مراقبة نطقك للكلمة مع مراعاة ان تتم عملية الكتابة و النظق بشكل بطئ و متابعة اصبعك على الحروف مع نطقك لها و القيام بتكرار العملية حتى تشعر ان الطفل استطاع استيعاب الكلمة .
ث- الكتابة من الذاكرة عندما تشعر ان الطفل استوعب و حفظ الكلمة ازل الورقة المكتوبة و اجعل الطفل يقوم هو بكتابة الكلمة من الذاكرة و يقوم بنطقها و عند التأتأة او التردد في الكتابة اعد النموذج للطفل لمزيد من التدريب ثم اجعله يعيد محاولة الكتابة من الذاكرة و حتى نحكم على مدى النجاح فيجب ان يقوم الطفل بكتابة الكلمة بشكل صحيح ثلاث مرات متتالية على الاقل .
ج- اترك فرصة للطفل لحفظ الكلمة في بنك الكلمات لديه ثم بعد مرور 24 ساعة اجعله يقوم بكتابتها و نطقها من الذاكرة للتأكد من تثبيت الكلمة في بنك الكلمات لدى الطفل .
• المرحلة الثانية .
يقوم المعلم هنا بكتابة الكلمات بحجم الخط العادي على ورقة ثم يراها الطفل ثم يقوم بكتابتها من الذاكرة و نطقها مقطع مقطع مع الكتابة .
• المرحلة الثالثة .
في هذه المرحلة يكون الطفل قد وصل الى القدرة على التعلم من الكلمات المكتوبة حيث يقوم المعلم بنطق الكلمات مع نظر الطفل اليها ثم يقوم بنطقها و كتابتها دون النظر اليها .
• المرحلة الرابعة .
فيها يكون الطفل قادرًا على التعرف عل الكلمات الجديدة ذات المقاطع المتشابهه مع كلمات سبق تعلمها و هنا يحتاج فقط الطفل الى التذكير بالكلمة و كتابتهاعلى ورقة على ان يكون في نهاية المرحلة ليس بحاجة الى ذلك بعد ذلك يحتاج الطالب الى التوجه الى القراءة بشكل عام اما في حال قراءة الكتب العلمية الصعبة فيفضل تجزئة الفقرة الواحدة و وضع خطوط تحت الكلمات الصعبة او التي لا يعرفها و مناقشتها مع المعلم تحقق تلك الطريقة نجاحًا كبيرًا رغم انها في مراحلها لاولى تستهلك الكثير من الوقت لذا فلا يتم اللجوء الى هذه الطريقة الا في حال عدم جدوى الاساليب الاخرى .
2- طريقة جلنغهام – ستلمان
يغلب على هذه الطريقة او الاسلوب استخدام الطريقة الصوتية في التعرف على الكلمات في البداية و تعتمد هذه الطريقة على ربط صورة الحرف او الكلمة و صوته او طريقة نطقه او شعور اليد عند اخراج الحرف يستخدم هذا الاسلوب لمدة لا تقل عن سنتين لتحسين القراءة حيث يتم فيه اولًا القراءة فقط حيث يتم بداية مناقشة اهمية القراءة و ان هناك البعض يعانون من هذه الصعوبة و كيف ان الطريقة نجحت و اصبحوا يجيدون القراءة ثم البدأ في الدروس حيث يتعلم الطالب الحروف و اصواتها ثم بعض الكلمات و يتم فيها مزج الاصوات و قراءة جمل و قصص .
• تعليم الحروف : – يتم فيه تعليم اسماء الحروف و اصواتها و شكل الارتباط الذي يكون قائمًا بين الحواس البصرية و السمعية و الحركية اي يقوم المعلم اولًا بعرض الحرف ثم يقوم بذكر اسمه ثم يقوم بتعليمه صوت الحرف و بذلك يتم مزج الثلاث حواس معًا هنا يتم الانتقال الى التهجئة الشفوية فيتعلم الطفل الربط بين الصوت الشفوي باسم الحرف حيث يقوم المعلم بنطق الصوت و يطالب الطفل بذكر الحرف المقابل لهذا الصوت بعدها يتم الانتقال الى ربط التهجئة الكتابية حيث يقوم المعلم بكتابة او عمل نوذج للحرف و يقوم الطالب بنسخه في البداية ثم كتابته من الذاكرة مع ربط صوت الحرف المكتوب بشكله عن طريق القيام بكتابة الحرف الذي يعبر عن الصوت الذي يقوم باصداره المعلم .
• تعليم الكلمات : – تبدأ تلك المرحلة عندما يتقن الطالب مجموعة من الحروف يمكن ان يكون 10 حروف و هنا يبدأ المعلم في تعليمه دمج الحروف لتشكيل الكلمات و يقوم بحفظ تلك الكلمات عن طريق كتابتها على بطاقات و يتم حفظها في صنوق حيث يتعلم الطالب كتابة و تهجئة الكلمات الموجودة على البطاقات و في هذه المرحلة يتم تعليم الطالب نطق الكلمات عن طريق اعطاء اصوات الكلمات بالترتيب و تكرار العملية بسرعات متزايدة ثم بطيئة حتى يستطيع الطالب او الطفل نطق الكلمة و يتبع ذلك الاسلوب مع الكلمات الجديدة .
اما الهجاء فيحتاج الى تحليل الكلمة الى مكوناتها الصوتية بعد تعلم دمج الحروف بفترة حيث يقوم المعلم بعمل الاصوات الخاصة بكل حرف من حروف الكلمة و مطالبة الطلاب بذكر الحرف المقابل للصوت ثم اخراج بطاقات او ورق مكتوب عليها تلك الحروف عن طريق الطلاب حتى يتم تكوين الكلمة المطلوبة هنا يقوم الطلاب بكتابة الكلمة و يقوم الطالب بالتكرار مع المعلم عن طريق نطق و كتابة كل حرف حتى تكتمل الكلمة و يسمى ذلك الإجراء التهجئة الشفوية المتوافقة يستمر هذا التمرين لفترة حتى يتقن الطالب الكلمة و مع التعلم لكلمات جديدة يتعلم الطالب ارتباطات صوتية جديدة مع الصور و مع الوقت و التقدم يتم اضافة كلمات جديدة
• الجمل و القصص : – بعد ان يتعلم الطالب القدرة على قراءة و كتابة كلمات ثلاثية يمكن ان يبدأ في قراءة الجمل و القصص حيث يتم البدأ بالقصص القصيرة و القليلة البناء و يبدأ فيها بالقراءة الصامتة حتى يشعر بقدرته على قرائتها بشكل جهري .
الاسلوب الثاني الاساليب الصوتية هى تعتمد على الوحدات الصوتية او الحروف لعلاج الصعوبات و منها : –
1- طريقة مونرو .
تعتمد تلك الطريقة على التركيز على الصوت و التدريب بشكل متكرر و متنوع و تعتبر تلك الطريقة اشهر الطرق او الاساليب العلاجية للتغلب على الصعوبات مع الاطفال و تتمثل الطريقة في الآتي : –
• التدرب عل التمييز بين الاصوات : – يقوم المعلم بعمل بطاقات تحتوي على صورة للحرف و يتم البدأ بالحروف البسيطة ثم التدرج في الصعوبة فيبدأ بالحروف الغير متقاربة في الاصوات ثم الاكثر تقاربًا .
• الربط بين الاصوات و الحرف الشائع : – حيث يتم تجميع الاصوات الخاصة بالحروف لتجميع كلمة مع متابعة الطالب للمعلم و معرفة الاتجاه الصحيح لقراءة الكلمة .
2- طريقة جلنغهام : – نفس الطريقة السابقة فهى تدخل ضمن الاسلوبين متعدد الحواس و الاسلوب الصوتي .
3- طريقة هيج- كيرك – كيرك للقراءة العلاجية .
هذه التدريبات في تلك الطريقة تم تطويرها لتناسب الاطفال ذوي الاعاقات العقلية او المتخلفين عقليًا و لكن قابلين للتعلم .
الاسلوب الثالث اسلوب الخبرة اللغوية .
يعتمد هذا الاسلوب على الاعتقاد بان الطفل يمكن ان يتعلم القراءة بشكل فعال اذا تم تقديم القراءة بشكل يتيح له ان يمر خلال عمليات التفكير التالية : –
• ما افكر به استطيع التكلم عنه .
• ما اتكلم عنه استطيع كتابته .
• ما اكتبه استطيع قرائته و كذلك الآخرون .
• استطيع قراءة ما اكتبه و ما يكتبه الآخرين .
هذا الاسلوب في المعالجة يعتبر اسلوبًا فرديًا حيث يقوم كل طفل بقراءة ما يريد لذا فان تحديد المادة التي يقرئها تعتمد على خبراته و هى تختلف من طفل لآخر مهمة المعلم هنا هى اثراء الطفل بالخبرات اللغوية مما يساعده على التفكير و الكلام و القراءة تتضمن برامج الخبرة اللغوية الانشطة اليومية كالاعمال الفنية و الرسم و الخبرات التي يقوم الطفل باكتسابها من موضوعات الدروس مثلًا و التدرب على الطباعة و المناقشة للموضوعات و هناك ايضًا الانشطة الاسبوعية و التي تعتمد على الخبرات الحسية المخطط لها كالتذوق و الشم و التحسس للاشياء .
و باي حال من الاحوال يجب العمل على متابعة الاطفال سواء من المعلم او الاسرة حتى يكون اكتشاف تلك الصعوبة مبكرًا مما يسرع و يسهل عملية المعالجة لها .