على مر الزمان كان هناك بعض المعتقدات المتعلقة بسن الزواج للمرأة ، حيث كان قديمًا لا يجب أن تتجاوز المرأة سن العشرين دون أن تكون متزوجة ، وشيئًا فشيئًا عندما أصبحت المرأة ذو قدرة على المشاركة في التعليم والعمل أصبح هناك بعض التفهم المشروط ألا تكون المرأة قد تخطت سن الثلاثين دون أن تتزوج .
وفي عصرنا الحالي أصبحت تلك المفاهيم تتبدل وتتغير شيئًا فشيئًا حتى تمكنت المرأة أن تُثبت للجميع أن دورها في المجتمع ليس لأن تكون زوجة فقط ؛ وإنما هناك العديد من المهام والمناصب والأعمال التي تهتم بها المرأة أيضًا دون أن يكون هناك سنًا مشروطًا للزواج بل أن الكثيرات أصبحن يتزوجن في سن الـ 40 وسن الـ 50 أيضًا .
الزواج بعد الخمسين
في الشريعة الإسلامية لم يتم تحديد سن مُحدد لزواج المرأة دون غيره ، وبالتالي ؛ لا يوجد موانع أو شروط تمنع زواج المرأة بعد سن الخمسين ، كما قد أشار بعض الخبراء أن الزواج لأي شخص سواء رجل أو امرأة قد تجاوز الـ 50 من عمره لا يشير إلى أي خلل اجتماعي أو نفسي على الإطلاق ، بل هو عادة اجتماعية طبيعية يقبلها من يشاء ويرفضها من يشاء ، وقد أكدوا أيضًا على أن الكثير من النساء والرجال في الدول الأوروبية والغربية يبدأون حياتهم بعد سن الخمسين دون وجود أي عوائق وخصوصًا إذا كان كل منهم يتمتع بالصحة والعافية التي تؤهله لأن يكون شريك حياة شخص آخر بشكل سوي وطبيعي .
أسباب زواج المرأة بعد الخمسين
كما يرى بعض الخبراء أن أسباب زواج المرأة بعد الخمسين ترجع إلى العوامل التالية :
-في هذا السن تكون الكثيرات من النساء في حاجة إلى من يرعاها ويوفر كل احتياجاتها ويكون مؤنسًا لوحدتها خصوصًا إذا لم يسبق لها الزواج ولم يكن لديها أبناء أيضًا .
-وفي بعض الأحيان قد يكون الزواج بسبب الاحتياج المادى خصوصًا إذا لم يكن للمرأة مصدر دخل تعتمد عليها في تلبية احتياجاتها الشخصية .
-قد يكون لدى المرأة الأرملة أو المُطلقة أبناء في سن صغير بعض الشيء وتكون في حاجة إلى وجود من يقوم بدور الأب في المنزل ولذلك في بعض الأحيان قد تلجأ إلى الزواج بعد أن تتجاوز الـ 50 عامًا .
-كما قد أشار البعض إلى أن الرجال في عمر الخمسين أو أكثر من الذين لم يسبق لهم الزواج أو الذين لم يُوفقوا في حياتهم الزوجية أو أي سبب اخر دائمًا ما يبحثون عن المرأة الخمسينية خصوصًا إذا كانت امرأة عاملة ويُمكنها أن تُشارك في الإنفاق وتحمل أعباء الحياة مع الزوج .
-كما قد يكون الزواج بعد الخمسين سواء للرجل أو المرأة مُنزهًا من أي مصالح ولا يهدف إلا إلى التغلب على الشعور بالوحدة .
الحب بعد الخمسين
الأمر ليس مُستحيلًا حيث أن بعض الأشخاص ولا سيما الذين يُعانون من سيطرة العاطفة دائمًا على العقل يظلون طوال سنوات حياتهم يبحثون عن الحب الصادق والحقيقي غير مكترثين بالعمر أو بفرص الزواج التي قد تأتي إليهم طيلة حياتهم ، وفي كثير من الأحيان ؛ فإن بعض النساء لا يُمكنهن أن تجد ذلك الحب إلا بعد أن تكون قد تخطت الخمسين من عمرها حتى تبدأ الحياة الجديدة والسعيدة التي قد تمنيتها طيلة حياتها .
ومن جهة أخرى ؛ قد يكون الحب بعد الخمسين بعد الطلاق أو الانفصال ناتجًا عن افتقاد تلك المشاعر مع الزوج الأول ، وبالتالي تجد المرأة الحب والأمان والسكينة مع الزوج الثاني ولذلك تُقبل على الزواج مرة أخرى .
وعلى الرغم أن الزواج بعد الخمسين قد يكون مُجازفة بعض الشيء ويتطلب قدر من الجرأة والشجاعة ، ولكن فكرة وجود الحب والأمان والاستقرار مع شخص اخر مرة ثانية أو حتى للمرة الأولى يُثمن من قيمة تلك المغامرة .
نصائح عند الزواج بعد الخمسين
أي شخص في الخمسين من عمره سواء رجل أو امرأة يكون ناضجًا بما فيه الكفاية ليتمكن من تحديد مصيره ومسيرة حياته بمفرده ، ومن أهم النصائح الخاصة بالزواج بعد الخمسين ما يلي :
-في سن الخمسين يكون الإنسان قد اكتفى من الصراع في الدنيا بعض الشيء ويكون املًا في الحصول على حياة هادئة ومستقرة خالية من الشحناء والضغينة والشجار ، ولذلك ؛ لا بد من اختيار الإنسان الذي تكون على ثقة بأنه سوف يُساعدك في أن تحيا سنوات عمرك في سعادة وهناء واستقرار نفسي واجتماعي .
-عندما تتخذ القرار بالزواج بعد الخمسين ؛ يجب أن تكون مقتنعًا بقرارك تمام الاقتناع ما دمت لا ترتكب أي فعل يخالف الشريعة أو القانون .
وأخيرًا ؛ يجب أن يعي الجميع بأن الزواج للمرأة ليس له سن مُحدد على الإطلاق ، ويجب توعية المجتمعات العربية بهذا الأمر حتى تتمكن الفتاة من إثبات ذاتها ونفسها أولًا وبعد ذلك تبدأ في التفكير في الزواج والإنجاب حتى تكون ذات قدر من النضج والوعي الذي يؤهلها إلى إقامة حياة أسرية واجتماعية سوية وناجحة في أي سن .