إنه من الرائع أن نفتخر ونعتز بآبائنا وأجدادنا وأن نمارس عاداتهم وتقاليدهم الجميلة و يجب ألا ننسي ماهيتنا في ظل هذا الإنفتاح علي العالم فقد أصبح الكثير من الشباب يقلد الغرب ويتبع عاداتهم وتقاليدهم إعتقادا منهم أنهم أفضل ، ولكن هذا قمة الخطأ فبهذا الأسلوب أنت تمحو شخصيتك العربية ، لذا يجب علينا بدلا من أن نقلد ونتبع الغرب أن نتبع أجدادنا وتراثهم لذا في هذه المقالة سوف نتعرف على كيفية إحتفال أجدادنا القديمة بعد الإنتصار في المعارك ألا وهي (فن التعشير).
رقصة التعشير
هي نوع من الفلكور الشعبي بالسعودية تقام في مناسبات الأفراح و الشخص الذي يؤدي هذه الرقصة يحتاج إلي لياقة ومهارة عالية لتجنب الإصابات حيث أن هذه الرقصة نهايتها يكون إطلاق بارود ناري والراقص يعانق السماء.
نبذة عن رقصة التعشير
رقصة التعشير هي رقصة فلكور حربي قديم ويمكن ممارستها من قبل شخص واحد أو إثنين أو أكثر في ذات الوقت ، ويؤديها الراقص حاملا سلاح المقمع الذي يحشى بالبارود بالدكاك الذي يطلق إلي الأسفل عندما يقفز العارض إلي أعلي ، وهنا تكمن خطورة هذه الرقصة ولذا وجب على العارض أن يتمتع بقدر كبير من اللياقة والمرونة وأن يكون متمرسا في هذة الرقصة لتجنب الإصابة من البارود، وكان المحاربين القدامي يمارسون التعشير كنوع من بث الثقة والحماسة قبل خوض المعركة وعلي النقيض كانت تبث الرعب في قلوب أعدائهم ، أما عن تأديتها بعد الإنتصار في المعركة فكانت تعتبر نوع من الفرحة بزهوة الإنتصار.
طقوس رقصة التعشير
يرتدي العارض ملابس شعبية تراثية ويسير بخطوات مرتبة إستعراضية تظهر الجمال والرشاقة في العارض ، ويكون العارض مدربا علي حمل السلاح المحشو بالبارود الذي يطلقه إلي أسفل عندما يعانق السماء في قفزاته الرشيقة ، ولذا فإنه غالبا ما يؤدي هذا العرض راقص أو إثنين علي الأكثر بسبب الخطورة ولتجنب الإصابة، ويصاحب العرض الأهازيج وهو نوع من الشعر يؤدي في وجود لحن خاص.
متطلبات رقصة التعشير
تتطلب رقصة التعشير أن يقوم بأدائها شخص أو شخصين أو مجموعة من العارضين معا
– تكون رقصة التعشيرفي أغلب الأحيان على الأشعار وأهازيج الرجز
– كل عارض يشارك في رقصة التعشير يكون حاملا لسلاح يسمى ( المقمع ) و يكون محشو بالبارود
– يقوم العارض عادة بدك البارود بما يسمى ( المشحان أو الدكاك )
– من اهم متطلبات الرقصة أن يكون العارض محترف حتى لا يتسبب في أذى نفسه أو أذى الأخرين
– يتطلب أن يكون العارض مرتدي للبس تراثي حتى يكون متناسقا مع الرقصة
– تطلب الرقصة خطوات أستعراضية متناسقة و مرتبة
– تتطلب الرقصة أن يكون جسم العارض رشيق و يتمتع باللياقة
– يقوم العارض بحمل و تحريك السلاح بمهارة و دقة متناهية
– تتطلب الرقصة أن يكون لدى العارض المهارة المناسبة التي تمكنه من القفز عاليا بشكل جمالي
منع التعشير لخطورتة
اتفقت الأجهزة المعنية متمثلة في البحث الجنائي والضبط الإداري والجهاز الأمني على منع إطلاق أعيرة نارية في الأفراح والمناسبات لما سببه ذلك من إصابات كثير لعدم إحترافية بعد المؤديين لهذا الفلكلور الشعبي وشدد علي أصحاب قاعات الأفراح والمناسبات بمنع التأجير إلا بعد الرجوع إلي الأجهزة المختصة.
ولهذا شدد علي منع التعشير في الأفراح والمناسبات وذلك لحركات الرقصة الخطرة التي قد تؤذي المشاهدين أو العارض نفسه بسبب عدم الخبرة والتدريب الكافي علي الرقصة كما كان في السابق.
جريمة يعاقب عليها القانون
لقد إعتبر القانون حمل السلاح جريمة يعاقب عليها لما قد يسببه هذا الفعل من مخاطر حتي وإن كانت عن دون قصد وهذا حرصا علي سلامة الجميع ولذا فإن حمل السلاح في المناسبات والأفراح أصبح جريمة في نظر القانون ولذا فقد منعت رقصة التعشير حيث أن أهم ما في هذه الرقصة هو إطلاق البارود أسفل العارض ولذا إقتصر إحتفال التعشير علي الأهازيج والشعر والرقص الشعبي حرصا علي سلامة الجميع.
ختاما …وفي النهاية إنه من الممتع أن نتعرف علي تراث أجدادنا وعاداتهم وتقاليدهم الجميلة حيث كانت النفوس صافية وكان الجمال مكتمل وإنه لفخر وإعتزاز منا أن نمارس تلك العادات والتقاليد ولكن دون أن نضر أحد أو نتسبب الأذي لأنفسنا .