الأمل من أكثر الأمور التي تجعل الإنسان يعيش في هذه الحياة القاسية ، مع التشبث بالأمل وعدم اليأس والإيمان بالله وقدره وقدرته على حل الأمور ، والصبر عليها حتى يقضي الله أمر كان مفعولاً ، وهناك العديد من القصص و عبارات عن الامل في الله التي تحكي عن الأمل في الله وعدم اليأس وقدرته على إخراجنا من المصاعب التي نمر بها .

قصة ورقة الشجر

كانت هناك فتاة تعاني من المرض بشدة حتى أنها كانت تتسلق السرير بمشقة من شدة التعب ، وكانت أختها هي التي تساعدها في مثل هذه الأمور، وفي يوم من الأيام نظرت من شباك غرفتها على الشجرة التي تقابلها وقالت لها كم تبقى من الأوراق على هذه الشجرة ولم تسقط ، فقالت لها أختها : ما الذي يجعلك تسألين مثل هذا السؤال يا أختي الحبيبة ؟ قالت مع أخر ورقة تسقط من على أغصان هذه الشجرة ستكون هذه هي أخر أيام حياتي .

ثم أظهرت أختها ابتسامة تختلط مع دموعها تحاول أن تعطيها ولو بعض الأمل وردت عليها قائلة : إذاً دعينا نستمتع بكل دقيقة تمر في هذه الأيام الباقية سوياً ، ومع مرور الأيام بدأت الأوراق تتساقط واحدة تلو الأخرى والفتاتان تراقبان سقوطهم واحدة كما لو أنهم يراقبون حياة الفتاة المسكينة وهي تتساقط.

إلي أن تساقطت كل الأوراق ولم تبقى إلا ورقة واحدة على الشجرة والتي لم تسقط وظلت تراقبها الفتاة المريضة اليوم تلو الآخر ولكنها مازالت على الشجرة ولم تسقط حتى انتهي فصل الخريف ودخل فصل الشتاء ، ومازالت الورقة باقية في مكانها ولم تسقط ، ومع مرور الوقت كانت الفتاة تتعافي يوم بعد يوم حتى شفيت تماماً واستعادة عافيتها ، عندها خرجت الفتاه لتنظر إلي الورقة التي لم تسقط رغم كل هذا الوقت .

اكتشفت الفتاة أن الورقة في الأساس هي ورقة بلاستيكية قامت أختها بلصقها في الشجرة حتى لا تدع أختها تفقد الأمل ، وبالفعل لم تسقط الورقة الأخيرة ولم يسقط أمل الأخت المريضة الأخير بفضل أختها إلي أن عافها الله وشفها ، ولم يخيب أمال الفتاة المريضة ولا الأخت الطيبة التي تشبثت في ربها أن يشفي لها اختها.

قصة نبي الله يعقوب

قصة نبي الله يعقوب من أجمل القصص التي ذكرها القران الكريم التي تتحدث عن الصبر على البلاء وحسن الظن في الله والأمل في الله وعدم اليأس ، عندما فقد أحب أبنائه إلي قلبه على يد أبنائه أيضاً ، وهذه من أشد المصائب التي من الممكن أن تصيب الأب ، ولكن سيدنا يعقوب عليه السلام قابل هذا الابتلاء بالصبر والاستعانة بالله سبحانه وتعالي ولم يفقد الأمل في الله أن يرد له ابنه وأن يكون على قيد الحياة ، وقال لأبنائهم {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ على مَا تَصِفُونَ} سورة يوسف الاية 18.

ولم يقتصر بلاءه على هذا فقط بل أنه فقد أبنه الثاني ، ولم يكن من سيدنا يعقوب سوي الصبر والحسبان وقال {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} يوسف اية 83، وحينها تذكر مصيبته الأولي ولم يفعل شيء سوي الرجوع إلي الله بالدعاء بلسان المؤمن الواثق في الله وقال {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} يوسف اية 86.

كل هذا ولو يفقد الأمل في الله وأخذ بالأسباب في البحث عن الفقيدين يوسف عليه السلام وأخيه فقال لأبنائه {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف أية 87، وبعد هذا السعي والصبر وعدم فقدان الأمل في الله جاءته البشري ، قال تعالي {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ} يوسف 96، وحينها تقابل بيوسف وأخيه وارتد إليه بصره وزال الهم والكرب بالإيمان بالله والصبر على هذا البلاء.