كل شيء في الوجود يمر بمراحل تطورية كي يصل إلى مستوى معين ، كزراعة النبات التي تتطور وتنمو عبر مراحل مختلفة ؛ حيث أن مراحل نمو النبات تبدأ منذ غرس البذرة في تربة صالحة ومن ثَم تغطيتها بالسماد ، ومن الضروري توفر البيئة الملائمة للزراعة مثل الجو المناسب والماء اللازم لهذه الزراعة ؛ كي تبدأ البراعم الصغيرة في الظهور شيئًا فشيًا حتى تطفو على سطح التربة لتصبح أكثر وضوحًا ، لتبدأ فيما بعد عملية البناء الضوئي التي تعتمد على استفادة الوريقات من أشعة الشمس.

خطوات زراعة النبات

يمر النبات بعدة مراحل مختلفة كي ينمو ، وتُلخص هذه المراحل فيما يلي :

إحضار بذور النبات المراد زراعته من المشاتل المختصة بذلك

إعداد تربة مناسبة لزراعة النبات ؛ حيث يتم تنظيفها من القمامة أو الحجارة أو غير ذلك

القيام بحفر حفرة ثم إلقاء البذرة بها ، وتكون أعداد الحفر تبعًا لأعداد البذور التي سيتم زراعتها

يتم تغطية البذرة داخل الحفرة بكمية مناسبة من التراب

من الضروري سقاية النبات باستمرار من وقت لآخر حتى تبقى التربة رطبة باستمرار.

قصة المزارع الصغير

كي يتلقى الراغب في معرفة مراحل نمو النبات المعلومات بسهولة ووضوح ؛ فإنه من الضروري أن يقرأ قصة معينة تتحدث في هذا الأمر ؛ حيث أن القصص تساعد على سهولة الاستيعاب وخاصةً عند الأطفال ، ولذلك فإنه يوجد اهتمام  خاص بالقصص التعليمية ومن بينها القصص التي تتحدث عن مراحل نمو النبات :

لقد كان آدم يراقب والده دائمًا وهو يعمل في الحقل ؛ حيث يحرث الأرض ويزرع الزرع ويرويه ويضع الأسمدة اللازمة ويهتم به حتى يحصده في النهاية وقد أنتج أفضل المحاصيل ، وذات يوم قرر آدم أن يزرع مثلما يفعل أبيه ؛ حيث أنه أصبح شغوفًا جدًا بالزرع وخاصةً زراعة الأشجار على الرغم من صغر سنه ؛ فأسرع إلى المكان المخصص لبيع المشاتل الزراعية ، وهناك وقع اختياره على شجيرة تفاح صغيرة كي يزرعها في التربة ، وحينما عاد إلى بيته بجوار الحقل ؛ قام بحفر حفرة عميقة في جانب الحقل.

ترك آدم الحفرة تحت أشعة الشمس بعض الوقت ، ثم أحضر القليل من الرمل وبعض السماد الطبيعية وقام بخلطهما بعناية شديدة ، ومن ثَم قام بوضع الشجيرة التي انتقاها في الحفرة ؛ حيث دفن جذورها بين التراب ثم سقاها بالماء اللازم جيدًا ، وهكذا استمر آدم في الاعتناء بشجرته ؛ فكان يسقيها كل أسبوع مرة نظرًا لاحتياجها للماء كي تنمو ، كما كان يمنح تربتها السماد الطبيعي من وقت لآخر ، حتى بدأت الشجيرة في الترعرع ؛ حيث ازداد طولها وكثرت أوراقها وبدأت أغصانها في التفرع أكثر فاكثر.

كان آدم لا يغفل عن الاهتمام بشجرته كلما رآها تكبر أمامه بهذه الطريقة ؛ حيث كان يقتلع الأعشاب الضارة التي قد تؤذي جذورها ، كما كان يعالجها إن وجدها قد مرضت أو ذبلت ؛ حيث أنه يعلم جيدًا أن النبات كالإنسان يحتاج إلى رعاية دائمة لأنه قد يمرض ، وهو ما جعله يسقيها في أوقات مختلفة ويمدها بالسماد اللازم ، حتى مرت أعوام وكبرت الشجرة لتصبح كثيرة الفروع وقوية الجذع ، ثم ما لبثت أن طرحت التفاح الشهي الطازج.

وكبر آدم هو الآخر بينما كانت تكبر معه شجرته التي زرعها ، وكان يوم جمع الثمار منها هو أجمل أيام حياته ؛ لأنه استطاع أن يزرع هذه الشجرة منذ البداية لتكبر أمام عينيه بالاهتمام والرعاية ، وهو ما جعله يحب الزراعة جدًا ؛ حيث اتجه لمساعدة والده في زراعة الحقل بمختلف النباتات ؛ فكان يُحضر البذور ويُعد التربة ليدفن البذور التي تبدأ في الظهور بعد وقت معين من رعايتها ، كما أنه علم المواسم الخاصة بزراعة النباتات ؛حيث أن هناك نباتات تُزرع في فصل الصيف وأخرى في الشتاء ، وهكذا أصبح المزارع الصغير من أشهر المزارعين الكبار في بلدته.