كانت قد اختتمت جمعية البيئة العمانية جهودها الخاصة بالمرحلة الأخيرة من برنامجها لتثبيت أجهزة تتبع حيتان بحر الحدباء ، و يأتي ذلك في إطار تعاون جمعية البيئة العمانية مع شركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية.

جهود البيئة العمانية في تعقب الحيتان بمياه السلطنة :- في إطار ما تقوم به جهود البيئة العمانية من جهود هامة ، و حثيثة في مجال الحفاظ على البيئة بشتى صورها كان البرنامج البيئي الخاص بتعقب الحيتان الحدباء في مياه بحر العرب إحدى تلك الجهود من جانب البيئة العمانية ، و جدير بالذكر أن هذا البرنامج البيئي الهادف ، و الهام كانت بدايته في خلال عام 2014م ، و إلى وقتنا الحالي حيث قد تم مؤخراً انتهاء المرحلة الأخيرة من البرنامج ، و التي تقوم على تثبيت أجهزة خاصة بتعقب ما عدده حوالي 4 أحواتاً في مياه السلطنة بهدف الحفاظ على ذلك النوع من الحيتان ، و المهدد بالانقراض .

هذا ، و قد نجح فريق الباحثين المحليين بالعلاوة إلى الباحثين الدوليين من القيام بتثبيت ما عدده خمسة أجهزة تتبع إضافية ، و ذلك على مجموعة من الحيتان المنتشرة في خليج مصيرة في خلال الفترة الماضية ، و ذلك بهدف أساسي ، و هو التمكن من متابعة حركتها في المياه العمانية إذ قد ساهمت تلك العملية ، و التي قد أتت في الأصل بدعم مباشر من جانب شركة النهضة ” ش .م.ع.ع” في تزويد المتخصصين ، و فريق العمل بمجموعة من المعلومات الحيوية ، و الهامة ، و التي كان قد يستغرق القيام بجمعها فترة زمنية طويلة تقدر مدتها بعدة شهور من العمل الميداني المكثف .

و تقوم في الأساس مهمة تلك النوعية من الأجهزة على إرسال إشارات لا سلكية ، و ذلك في كل مرة تقوم فيها الحيتان بالصعود إلى سطح البحر بينما تقرر عمل هذه الأجهزة لمدة زمنية تتراوح مدتها فيما بين شهر واحد ، و حتى أربعة شهور ، و ذلك بهدف أن يتم استعمال البيانات بشكل لاحق من أجل القيام بوضع عدة خرائط توضيحية توضح ، و بشكل رئيسي طبيعة ، و مسار حركة الحيتان علاوة على اماكن تجمعها بالإضافة إلى أنماط معيشتها في أعماق البحر .

و كما هو معروف أن حيتان بحر العرب الحدباء تشكل مجتمعاً فريداً ، و متميزاً في مياه السلطنة ، و منذ القدم ، وذلك يرجع إلى أن تستقر في مياه السلطنة منذ ما يقارب مدته حوالي 70 ألف عام ، و لم تهاجر مكانها منذ ذلك الوقت البعيد علاوة على كون ذلك النوع بالتحديد من أنواع الحيتان من ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بشكل كبير ، و لذلك فقد تم وضعها على القائمة الحمراء الخاصة بالاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ، و مواردها .

هذا بينما قد أكدت السيدة ” سعاد الحارثية ” ، و التي تشغل منصب مديرة المشروعات في جمعية البيئة العمانية في تصريحها بهذا الخصوص قائلة ” لقد ساهم ، و بدرجة كبيرة تعاوننا المثمر مع شركائنا سواء المحليين أو العالميين ، و ذلك على مدار الفترة الزمنية الخاصة بالعشرة أعوام الماضية على تكوين ذلك الفهم الكبير لمجتمعات الحيتان علاوة على الدلافين في السلطنة .

و نظراً لتفرد حيتان بحر العرب الحدباء ، و ذلك من ناحية استقرارها الطويل المدة في مياهنا فإنه ، و بناءا على تلك المعطيات فقد ترتب علينا مسئولية كبيرة سواء بالنسبة للسلطنة أو مجموعة الدول الأخرى ، و المطلة بالتحديد على السواحل الشمالية الغربيةللمحيط الهادي ، و لذلك فقد تضافرت جهودنا على الحيتان ، و من ثم ترك إرث غني لأجيالنا القادمة.

و على نطاق شركة النهضة للخدمات ، و التي قد قامت بعملية تمويل المشروع ، وذ لك منذ عام 2011 م فقد أكد السيد ” ستيفن توماس ” ، و الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة في تصريحه بهذا الخصوص قائلاً ” لقد حصلنا على مجموعة متميزة ، و هامة من النتائج ، و المعلومات النوعية الجيدة .

و ذلك جاء بناءا على مجموعة الأبحاث العلمية علاوة على عمليات المراقبة التي قمنا بها لكل من حركة ، و تصرفات حيتان بحر العرب الحدباء ، و طبقاً لتلك الجهود فقد تمكنا ، و بدرجة كبيرة الآن من فهم مدى حساسية موائلها ، و طبيعة التهديدات التي تتعرض لها ، و مما لا شك فيه أن الوقت قد حان لاستعمال ذلك الكم الهائل من البيانات ، و المعلومات من أجل وضع خطة فعلية ، ومحكمة لحمايتها من الانقراض .