لقد أوضح لنا القران الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الأحكام والشرائع والعبادات إلى جانب اركان الاسلام التي من شأنها أن تنظم حياة المسلم وتبين له أوجه الحلال وأوجه الحرام وضوابط واداب الفروض والعبادات المختلفة ، ومن أهم العبادات التي يسعى الكثيرين إلى التعرف على أحكامها وشروطها بشكل دقيق هي العقيقة لما لها من ثواب عظيم وفضائل متعددة .

العقيقة

تأتي العقيقة في صورة شكر لله عز وجل على ما وهبه الله من نعمة الأطفال ، ويُقصد بها الذبيحة التي يتم ذبحها عن المولود سواء ذكر أو أنثى وهي جائزة من بداية اليوم السابع للمولود ، وتعتبر العقيقة من السنن المؤكدة في الشريعة الإسلامية والمستحبة لدى جموع المسلمين ، وفي حالة الصبي تكون العقيقة شاتان ، وفي حالة الأنثى تكون شاة واحدة فقط .

كيفية توزيع العقيقة

لقد قام علماء الأمة الإسلامية بتوضيح طريقة توزيع العقيقة الصحيحة ؛ حيث أن الطريقة المستحبة لتوزيع العقيقة هي أن تكون بنفس الطريقة التي يتم توزيع الأضحية بها وهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء على أن يكون لصاحب العقيقة الثلث ولأهله الثلث وللفقراء والمساكين الثلث ؛ حيث قد ورد عن الإمام أحمد قوله عن حديث عبد الله قال : {يأكل هو الثّلث، ويطعم من أراد الثّلث، ويتصدّق على المساكين بالثّلث} ، وقال علماء اخرون أنه من الأفضل أن تنقسم العقيقة إلى نصفين نصف لصاحبها ونصف للفقراء .

وقد جاءت بعض الشواهد الأخرى والتي نقلت عن رسول الله – صل الله عليه وسلم – كيف كان يوزع ذبيحة العقيقة ، حيث روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قول النبي : {ويطعم أهل بيته الثّلث ، ويطعم فقراء جيرانه الثّلث ، ويتصدّق على السّؤال بالثّلث} رواه الأصفهاني .

شروط العقيقة

دائمًا ما تسعى المملكة إلى توضيح كافة الشروط الخاصة بالمواليد الجديدة سواء فيما يخص الأحوال المدنية أو الدينية ؛ فكما تقوم طوال الوقت بتوضيح شروط تسمية المولود في الاحوال وغيرها ؛ فهي توضح أيضًا أحكام العبادات الخاصة بالطفل ، واستنادًا إلى أحكام الشريعة الإسلامية تم تحديد شروط العقيقة على النحو التالي :

-يشترط أن تكون ذبيحة العقيقة من الأنعام ، وقد رجح بعض العلماء أن الذبيحة يجب أن تكون من الضأن والغنم ، وقد أشار البعض إلى أنها يمكن أن تكون من البقر أو الإبل .

-كما يجب أن تكون ذبيحة العقيقة سليمة تمامًا وخالية من الأمراض ولا يوجد بها عيب ؛ وذكر العلماء أنها يجب أن لا تكون عجفاء ولا عوراء ولا مريضة ولا مكسورة القرن ولا يوجد بها ما يسبب الأذى لمن يأكلها .

-وقد أشار جمهور العلماء أيضًا إلى أهمية أن تكون الشاة قد أتمت عامها الأول على الأقل وظهر بها أسنان كما هو الحال في أضحية عيد الأضحى ، وفي حالة الأبقار يجب أن تكون قد أتمت عامين ، وفي حالة الإبل يجب أن تكون قد أتمت خمس سنوات .

فضائل العقيقة

هناك عدد كبير من فوائد وفضائل العقيقة ، مثل :

-من أهم صور الشكر والثناء على هبة وعطية الله لعباده ؛ حيث تعتبر العقيقة من أروع صور التقرب إلى الله عز وجل بما يتناسب مع هذه النعمة العظيمة التي وهبها الخالق تبارك وتعالى لعباده .

-فضلًا عن أن العقيقة تعتبر من أروع وسائل الحصول على عظيم الأجر والثواب من خلال إطعام المساكين وتحقيق أحد صور التكافل الاجتماعي ، وما ينتج عن ذلك أيضًا من حصول المولود ووالديه على الدعاء من الفقراء والمساكين .

-تعتبر العقيقة اقتضاء بسنة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وهي أيضًا اقتداء بسيدنا إبراهيم – عليه السلام – حيث أنه بمثابة الفدية التي يُقدمها العبد عن ولده .

وبوجه عام فإن العقيقة تُعتبر واحدة من أجمل السنن الإسلامية التي تُساعد على إدخال الفرحة والسرور والبهجة على أهل المولود وعلى الفقراء مما يوضح أهمية الحرص على تأديتها عن كل مولود أو مولودة .