سيدنا سليمان هو نبي من أنبياء الله -عز وجل- بُعث إلى بني إسرائيل، كان له ملكًا عظيمًا؛ فقد سخَّر الله له الجن والطير والدواب والرياح وغيرها من المخلوقات، ففهم لغاتهم وسخرهم في الدعوة إلى الله عزَّ وجل. رُوي عنه الكثير من القصص والأساطير التي تناقلتها الأجيال، من بينها قصة خاتم سيدنا سليمان السحري.

قصة خاتم سيدنا سليمان

قِيل أن نبي الله سُليمان كان يملك خاتمًا سحريًّا هو السر في ملكه، إذ أنه كان كلما أراد تسخير بعض الجن أو الدواب حركه فكان له ما أراد. وكان عليه السلام يرتديه دائمًا، عدا عند دخوله الخلاء. وقد حاول الشيطان اللعين أكثر من مرَّة أن يسرق ذلك الخاتم، ولكنه لم يتمكَّن، حتى ترك نبي الله الخاتم مع إحدى زوجاته ذات يوم ودخل إلى الخلاء، فتمثَّل الشيطان في صورته وطلبه منها، وبعد أن أعطته إياه، استولى الشيطان على عرش سليمان وملكه ونسائه. وطرد سليمان ليعمل على الشاطئ مساعدًا للصيادين، حتى حصل على سمكة ذات يوم وذهب ليأكلها، فوجد خاتمه في بطنها، بعد أن ألقى به الشيطان في البحر، ظنًّا منه أنه بذلك يحرم سليمان منه للأبد، إلا أنَّ الله أراد له أن يسترد خاتمه، ومن ثمَّ تمكَّن سُليمان أن يسترد ملكه مرَّة أخرى.

حقيقة قصة خاتم سيدنا سليمان

أجمع العلماء على أن ما ورد بشأن تلك القصة بمختلف رواياتها، لا يتعدى كونه أسطورة باطلة من أساطير بني إسرائيل؛ فلم يَرد في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما يُؤكد هذا الأمر. وكل ما جاء في القرآن الكريم، كانت الآية رقم 34 من سورة “ص”: ((ولقد فتَنَّا سليمان وألقيْنا على كرسِيه جسدًا ثُمَّ أناب)) صدق الله العظيم، ولا نعلم من تفاصيل هذه الفتنة إلَّا ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “قال سُليمان بن داوود عليهما السلام: لأطوفنَّ الليلة على مائة امرأة، أو تسع وتسعين، كلهن يأتي بفارس يُجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قُل إن شاء الله، فلم يقُل إن شاء الله. فلم يحمل منهن إلَّا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. والذي نفس محمد بيده، لو قال إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أمَّا ما قيل في هذه الأسطورة، ففيه الكثير من الأمور غير المنطقيَّة:

  • أولها أن الشيطان لا يُمكنه أن يتمثَّل في صورة نبي من أنبياء الله. فكيف يُذكر أنه تمثل في صورة نبي الله سليمان؟
  • وثانيها لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن يختلط الأمر على نساء سيدنا سُليمان، فلا يستطيعون التمييز بينه بصلاحه وعدله، وبين شيطان فاسد، قيل أنه كان يأتيهن في حيضهن، وهذا ما لا يليق أن يُقال على نبي الله وزوجاته.
  • ثم أن الله -عز وجل- حين سخر لسليمان الجن والدواب والرياح والطير، لم يكن ذلك مشروطًا بخاتم أو غيره، فقد كان -عليه السلام- يأمرهم أمرًا فيُطيعون.