دائمًا ما يجول في أذهان الكثيرين بعض التساؤلات عن ماهية الذات الإلهية وقد أشار العديد من علماء وأئمة الأمة الإسلامية إلى أنه يجب أن يراعي المسلم حقائق دقيقة وأن لا ينسب إلى ذات الله عزل وجل أي شيء لم يرد في القران والسنة حتى لا يدخل في دائرة الانحراف والكفر ، وقد قال تعالى في كتابه العزيز : { إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } سورة البقرة [اية : 169] .

الذات الإلهية

أشار علماء الحديث والسنة إلى أن ذات الله تعالى كاملة كمال مُطلق ولا يُشاركه في هذا الكمال أحد ، حيث أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات الخلق ، بل لا يعلم حقيقة تلك الذات إلا هو سبحانه وتعالى ، وذاته سبحانة موصوفة بكافة الكملات التي لا يمكن عدها ولا إحصائها ، وفي ذلك قد أشار رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – في بعض الأدعية والتضرع إلى الله : { لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك } .

مفهوم الذات الإلهية

كما قد أشار العلماء أيضًا إلى فهم ومعرفة حقيقة ذات الله تعالى أمر لا يمكن لأي مخلوق الوصول إليه ، حيث أنه ليس من الجائز للمخلوق أن يحيط بالخالق إدراك وعلم لحقيقة وصفات ذاته ، ويقول الله تبارك وتعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } سورة طه [اية : 110] ويقول أيضًا { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } سورة الإسراء [اية : 85] .

وقد ذكر أحد العلماء أيضًا أن ذاته تعالى مخالفه لباقي الذوات ، فهو سبحانه وتعالى مُنزه عن المثل والند تعالى سبحانه عن ذلك علوًا كبيرًا ، وذكر أيضًا أن قدماء المتكلمين قد ذكروا أن الذات الإلهية تتصف بأربعة أحوال متفردة ، هي :

-القدرة المُطلقة .
-العلم الكامل التام .
-الوجوب .
-الحياة .

وقد أضاف أبي هاشم أن الذات الإلهية تتفرد بحالة خامسة وهي التي تستوجب تلك الأحوال الأربعة وهي صفة (الإلوهية) .

الذات الإلهية من مفهوم القران والسنة

أشار العلماء إلى ضرورة نفي كل ما نفاه الخالق عز وجل عن نفسه من خلال ايات القران الكريم ، مثل :

-الله جل وعلا حي لا يموت وقد نفى عن ذاته الموت والظلم والتعب ، في قوله : { وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } سورة ق [اية : 38] .

-ونفى سبحانه عن ذاته النوم أيضًا في قوله تعالى : { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } سورة البقرة [اية : 255] .

-ونظرًا إلى كمال ذاته وقيّومته ، فهو سبحانه لا تدركه الأبصار نظرًا إلى عظمة كبريائه وكرامة جلاله ، وعندما ينفي تبارك وتعالى عن ذاته شيئ فيجب أن نعتقد كمال الاعتقاد في الضد وعلى سبيل المثال فإن نفي الظلم يُعني العدل المُطلق ونفي الجهل يعني الاعتقاد التام في إحاطته سبحانه وتعالى بكل شيء علمًا ، وقد جاء قوله تعالى في كتابه العزيز : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ } في سورة الأنعام [اية : 103 ] .

-وفي موضع اخر في القران الكريم جاء قول الله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } سورة الشورى [اية : 11] .

بالتالي فعندما نُفكر كمسلمين في الذات الإلهية ؛ فيجب أن نُثبت وننفي ما ثبته جلا وعلا وما نفاه عن ذاته ، كما نُثبت وننفي أيضًا ما أثبته ونفاه النبي – صل الله عليه وسلم – عن ذات الله تعالى ، دون أن يشوب ذلك أي ابتداع أو تحريف أو تمثيل أو تعطيل أو تكليف أيضًا ؛ لأن الله تبارك وتعالى هو أعلم بنفسه وذاته عن خلقه ، ورسول الله – صل الله عليه وسلم – أيضًا أعلم بربه عن باقي الخلق .