يعد مرحلة المرض من أكثر مراحل الضعف التي يمر بها كل شخص، وتعد أيضًا هذه المرحلة صعبة في بعض الأوقات، فمن المعروف أن الأمراض تختلف أعراضها على حسب نوع كل منها، وقد ينتج عن هذه الأمراض أثار جسدية خطيرة، كما يصاحبها أعراض نفسية شديدة .
ومن هنا يلزم على الأقارب والأصدقاء زيارة المريض ومساندته في هذا الموقف الصعب، والقيام بتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة له، وتعد زيارة المريض في هذا الوقت من أكثر أنواع الدعم له خلال هذه الفترة، حيث تشير هذه الزيارة لرحمة الشخص الزائر وتعبر عن مدى خوفه واهتمامه بصحة المريض أيضًا، وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على اداب زيارة المريض وأهمية هذه الزيارة.
أهمية زيارة المريض
تشكل هذه الزيارة أهمية كبيرة للمريض وتتمثل هذه الأهمية في ما يلي:
1- تساهم في التخفيف عن المريض جميع الآلام التي يشعر بها وتقلل من متاعبه، وتلعب دور هام في إدخال السرور والفرحة عليه، وتكسبه شعور بالأمل والتفاؤل وبالتالي يساهم ذلك في تحسن صحته بطريقة سريعة، وتجعله يعود لممارسة حياته الطبيعية بشكل سريع.
2- تعمل على زيادة روح المحبة والمودة بين الأصدقاء والأقارب، فهي تعتبر وسيلة لزيادة جميع أعمال البر والخير، فلا شك أنه من المعروف أن زيارة المريض تعد من أعظم الأعمال التي حثنا عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أكد على أن زيارة المريض تعتبر صدقة.
3- تبعد كل شخص عن طريق الإنحراف وتزيد من تعلق قلبه بهدف نبيل وجيد، كما أنها تساهم في زيادة الصلة بين أبناء المجتمع كلهم وتجعلهم أكثر قدرة على مساندة بعضهم البعض وخاصة إذا كان الشخص المريض فقير والزائر له غني، وقيامه بتقديم المساعدة المادية له ومساندته في مرضه، فسوف يساهم ذلك في دخول روح السرور والسعادة على قلب المريض.
أهم آداب زيارة المريض
من المعروف أن لزيارة المريض بعض الأداب التي تتمثل أهمها في مايلي:
1- ضرورة أن يلتزم الزائر للمريض بعدم الإطالة في الزيارة، حيث قد يتسبب ذلك في إرهاق المريض وإرهاق أسرته أيضًا، ولذلك يجب أن تتم هذه الزيارة خلال وقت سريع.
2- يفضل عدم زيارة الكثير من الأشخاص للمريض في نفس الوقت، حيث يجب أن تقتصر هذه الزيارة على عدد معين فقط من الأشخاص، وذلك يرجع لأن بعض المرضى تكون حالتهم الصحية حرجة وبالتالي لا تستدعي هذه الحالة رؤية أشخاص أخرين لهم.
3- ضرورة أن يتم مراعاة حرمة المريض وخاصة في حالة ما إذا كان الشخص المريض إمرأة، حيث يجب أن يقتصر على زيارتها في هذه الحالة الأقارب فقط من النساء، مع الحرص على عدم الإطالة في الزيارة، وذلك يرجع لأن في بعض الأوقات قد تعاني السيدات من أمراض تكون خاصة تشكل حرج كبير لها.
4- عدم الإهتمام بالتفاصيل الدقيقة والتدخل في الخصوصيات، كما يجب على الزائر أن يسعى لدخول جو المرح والتفاؤل للمريض والتخلص من أي أجواء للإكتئاب تحيط به.
5- تجنب ممارسة أي أفعال سلبية أمام المريض، ومن أهمها التدخين، وفي حالة ما إذا كان المريض يلتقط أنفاسه الأخيرة وحالته حرجة بشكل كبير يجب أن يتم الإبتعاد عن زيارته خلال هذا الوقت مع الإكتفاء بالدعاء له والإطمئنان عليه بالهاتف فقط، حتى لا يؤثر ذلك بشكل سلبي على صحته.
6- الحرص على الإلتزام بتعليمات الطبيب وذلك من حيث الطعام والشراب المقدم له، ففي حالة إذا كان المريض ممنوع من تناول الدهون يجب عليه الإلتزام بذلك وعلى الأشخاص التي تزوره أيضًا، حيث يجب عليهم تجنب إحضار للمريض أي نوع من الأطعمة الغنية بالدهون، بالإضافة لضرورة الإبتعاد عن إعطاؤه أي سجائر.
7- يفضل عدم إصطحاب الأطفال وذلك لأنهم يمثلوا مصدر إزعاج للمريض، كما يسببوا فوضى وإزعاج للمريض، ويجعلوا المريض أكثر عرضة للإصابة بالغضب وارتفاع ضغط الدم لديه، وبالتالي يضاعف ذلك من مرضه.
فضل زيارة المريض
تعتبر زيارة المريض من أهم الأمور التي حثنا عليها الدين الإسلامي، وأكد على الأجر العظيم لها، فالإسلام دين رحمة وخير، ولقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال وقدوة على هذا الأمر، فلقد كان يهتم بزيارة المريض ومراعاة جميع شؤونهم حتى تتحسن حالتهم الصحية، ولقد سار على هذا النهج بعد ذلك الصحابة، كما أن زيارة المريض تعتبر خير مثال لتقوية العلاقات الإجتماعية والإنسانية.
تساعد زيارة المريض على جلب روح السعادة والسرور للمريض، كما تجلب روح الأمل له وتخفف عنه أي معاناة يشعر بها وبالتالي تسرع من شفائه، كما أن في زيارة المريض حق وواجب من المسلم على أخيه المسلم، ويتضح ذلك من قول رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز”.