الصحة من أهم نعم الله على الإنسان، لذا قد أمرنا الله بالمحافظة عليها، وبالتالي سنحاسب على صحتنا وعمرنا فيما أفنيناه، ولأهمية الصحة، فقد أمرنا الله تعالى بزيارة المرضى، وجعلها من أهم العبادات في التقرب إليه، ففضلا عن الثواب الذي سيأخذه الزائر، إلا أن مفهومه سوف يتغير كذلك، حيث أنه سيرى المرضى وهو بكامل صحته، فسيزيد شكره وحمده لله تعالى، كما أنه سيخفف من ألم المريض ببعض الحب الذي سيعطيه له .
زيارة المريض
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” حق المسلم على المسلم ست، قيل : ما هي يا رسول الله ؟ فقال : إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه “، لذا فإذا في زيارة المريض فضل ورعاية من الله، وصلاة من الملائكة، ونزول الرحمة والمغفرة، والإقرار بنعم الله، وإدخال السرور على قلب مسلم ضعيف .
إتيكيت زيارة المريض
عند زيارة المريض قد لا يخطر في بالنا أن هناك بعض التصرفات الغير لائقة، التي قد نفعلها عن غير قصد، فتجلب على المريض ضغط أكبر، ويصبح غير مرتاح لوجودنا، وغير مرحب بزيارتنا، لذا هناك بعض قواعد الإتيكيت التي يجب اتباعها عند زيارة المرضى، سواء في المستشفيات، أو في المنزل وهي :
1- قم باختيار الوقت المناسب للزيارة
لابد أن تكون فطنا في اختيار الوقت المناسب للزيارة، فلا تتعجل في زيارة مريض خرج لتوه من غرفة العمليات، ولا تتأخر في زيارته فتصبح آخر شخص يهتم بالسؤال عنه، بل كن وسطي في اختيار الوقت، وكذلك لا تذهب لمريض في وقت متأخر ليلا حيث يرتاح، ولا تزعجه في الصباح الباكر، وإنما اختار وقت يكون فيه المريض مستيقظا ومهيئا للزيارة، فالزيارات في المستشفيات تكون بوقت محدد لذا التزم به، أما إذا كانت الزيارة في المنزل فمن الإتيكيت أن تجري اتصالا لتستأذن قبل الحضور .
2- احضر معك هدية بسيطة
إن أنسب ما يمكنك أن تحضره للمريض هو باقة من الزهور ذات الرائحة الخفيفة، حيث أن الزهور تحسن من مزاج المريض السيء، ويمكنك كذلك إحضار سلة من الفواكه المنمقة، حيث أن أغلب المرضى يكونوا ممنوعين من العديد من الأطعمة، لذا إن سلة الفواكه اختيار مناسب، وإذا كان المريض التذي ستزوره سوف يمكث في المستشفى فترة طويلة، يمكنك أن تحضر له بعض الكتب أو المجلات من الأنواع المفضلة لديه، لكي يشغل وقت فراغه .
3- عدم إجبار المريض على كثرة الكلام
من إتيكيت زيارة المريض عدم إجباره على التحدث كثيرا، بل ينبغي أن تكتفي بسؤاله عن حاله، وتتبادل معه بعض المحادثات القصيرة، وتجنب أي محادثات لها علاقة بالموت أو الألم، ولا تقوم بسؤاله عن نوع المرض الذي أصابه، فبعض الأمراض تكون محرجة ولا يستطيع المريض البوح بها، إلا إذا أخبرك هو بنفسه عن تفاصيل مرضه .
4- عدم إطالة مدة المكوث
لا تمكث مع المريض مدة طويلة للغاية، حيث أن المريض يحتاج وقتا أطول لكي يرتاح، لذا اجعل زيارتك لا تتعدى ال 15 دقيقة، ولا تمكث بجوار المريض على السرير الذي ينام عليه، حتى ولو طلب هو منك ذلك، لأن أبسط حركة تقوم بها يمكن أن تؤلمه، لذا من قواعد الإتيكيت أن تجلس على كرسي بجواره .
5- لا تبالغ في مظهرك أثناء الزيارة
هناك من يذهب لزيارة المريض وهو يرتدي ملابس غير لائقة، ولا تتناسب إلا مع حفلة أو سهرة، أو قد تضع بعض النساء كمية كبيرة من مستحضرات التجميل، أو وضع عطر نفاذ وقوي يزعج المريض، لذا إن من قواعد الإتيكيت في زيارة المريض ارتداء شيء هادئ ومناسب، بألوان مبهجة غير مبالغ فيها، ويجب تجنب الألوان الداكنة كالأسود والبني، كما يجب وضع عطر خفيف جدا حتى لا يؤذي المريض، ويجب على النساء تخفيف وضع مستحضرات التجميل .
6- كن بشوشا واعطي الأمل
يجب أن تدخل على المريض بابتسامة على وجهك تعطي له من خلالها الأمل، كما يجب أن تثني على وضعه وصحته، وأنه أصبح في تحسن، ومن الإتيكيت أيضا أن تمدح في وضع المستشفى، أو طاقم الأطباء والممرضات الذي يعالجه، حتى تعطي له ثقة وأمان في المكان الذي يمكث فيه، وتجنب تماما عبارات مثل : هذا طبيب سيء، أو هذا المكان غير نظيف .
7- لا تقم باصطحاب الأطفال الصغار
إن المريض سواء كان في المستشفى أو في المنزل يحتاج إلى الهدوء والراحة، لذا لا تفكر أبدا في اصطحاب أطفالك معك أثناء الزيارة، لأن هذا سوف يزعج المريض والمحيطين به، حتى ولو لم يظهروا ذلك .
8- قم بالدعاء للمريض وتمنى له الشفاء
لا تنسى وأنت تستعد للذهاب، أن تقوم ببعض الأدعية القصيرة للمريض، التي تعمل على تهدئة نفسه، وأن تتمنى له الشفاء العاجل .