وضع الدين الإسلامي أساسا لكافة العلاقات ، و تحدث عن آداب للعديد منها ، و كان من بين الأمور التي تحدث عن أدابها زيارة المريض ، تلك التي يفضل أن تتم في أسس معينة .
زيارة المريض
ذكرت العديد من الأحاديث الشريفة التي حثت على زيارة المريض ، تلك الزيارة التي تدخل البهجة على نفوس المرضى ، هذا فضلا عن أن هذه الزيارة لها العديد من الفضائل التي تعود على كلا من المريض الزائر ، و ربما يكون الهدف من ذلك تقوية العلاقات الإنسانية بين المسلمين ، أو أنهم يكونوا كالبنيان المرصوص كما حثنا نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ، و الجدير بالذكر أن هذه الزيارة تم وضع أسس لها ، و أداب تحددها و ترتقي بها .
أداب زيارة المريض
اختيار الوقت المناسب للزيارة
البعض يشعر بالرغبة في العجلة في زيارة المريض ، و فعلى سبيل المثال ، بمجرد أن يسمع الشخص بأن أحدهم قد خرج للتو من غرفة العمليات يسارع بالذهاب إليه ، في حين أن رسولنا الكريم قد حثنا على الانتظار لحين يتحسن المريض و يقدر على تلقي الزيارة ، بشرط ألا نتأخر عن أدائها بشكل زائد عن الطبيعي و ذلك اعتمادا على قول أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَعُودُ مَرِيضًا إِلاَّ بَعْدَ ثَلاَثٍ.أخرجه ابن ماجة ، و ذلك مع الاهتمام ألا يكون هذا الموعد هو موعد تناول الطعام أو النوم و هكذا .
سؤال المريض عن حالته
عند زيارة المريض نعتاد أن نسأله عن حاله ، و علينا ألا نشق عليه في السؤال عن حالته الصحية ، و ذلك اعتمادا على العديد من المواقف لرسولنا الكريم فعن الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِ أَنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَالصُّنَابِحِىُّ مَعَهُ فَقُلْتُ : أَيْنَ تُرِيدَانِ ؟ يَرْحَمُكُمَا الله. قَالا : نُرِيدُ هَا هُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلاَ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ فَقَالاَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قال : أصبحت بِنِعْمَةٍ. فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ : أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ وَحَطِّ الْخَطَايَا فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : إِنِّى إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِى عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا وَيَقُولُ الرَبُّ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِى وَابْتَلَيْتُهُ وَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ.أخرجه أحمد .
عدم الإطالة في الزيارة
البعض يطيل التواجد عند المريض ، في حين أن المريض في حاجة للراحة و هذ ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف ، فعن رسول الله صلى الله عليه سلم قال ” يَا أَبَا ذَرٍّ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا ” رواه الطبراني 10/565 صحيح الترغيب والترهيب .
إفساح الأمل للمريض
من أهم الأداب التي لابد من أن نتحلى بها أن تعمل على إفساح الأمل للمريض ، و لذلك لا يصح أن نذكر للمريض أن شخص قد مرض بمرضه و أصابه كذا و كذا ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا وَهُوَ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْمَرِيضِ.أخرجه ابن ماجة .
طلب الدعاء من المريض
من أهم ما لابد من أن نهتم به في زيارة المريض أن نطلب منه أن يدعوا لنا ، و ذلك لأن المريض مضطر و دعائه مستجاب من الله عز و جل و ذلك اعتمادا على قوله تعالى أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ، و كذلك قول رسول الله وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مَرِيضٍ ، فَمُرْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ ، فَإِنَّ دُعَاءَهُ كَدُعَاءِ الْمَلاَئِكَةِ.أخرجه ابن ماجة .