التلوث هو إدخال الملوثات في البيئة، والتي تسبب الضرر أو عدم الراحة للبشر أو الكائنات الحية الأخرى، أو التي تضر بالبيئة، والتي يمكن أن تأتي في شكل مواد كيميائية، أو الطاقة مثل الضوضاء أو الحرارة أو الضوء، ويمكن أن تكون الملوثات عبارة عن مواد أو طاقات موجودة طبيعياً، ولكنها تعتبر ملوثات عندما تتجاوز المستويات الطبيعية .

تعبير حول التلوث في البيئة

يحدث التلوث البيئي عندما لا تستطيع البيئة معالجة وتحييد المنتجات الثانوية الضارة للأنشطة البشرية ( انبعاثات الغازات السامة )، في الوقت المناسب، دون أي ضرر هيكلي أو وظيفي في نظامها، قمن ناحية يحدث التلوث لأن البيئة الطبيعية لا تعرف كيف تتحلل العناصر غير المنتجة بشكل طبيعي ( أي الملوثات البشرية المنشأ )، ومن ناحية أخرى، هناك نقص في المعرفة من جانب البشر حول كيفية تفكك هذه الملوثات بشكل صناعي، وقد تستمر لسنوات عديدة تحاول الطبيعة خلالها تحليل الملوثات، وفي واحدة من أسوأ الحالات – من الملوثات المشعة – قد يستغرق الأمر ما يصل إلى آلاف السنين حتى يتم الانتهاء من تحلل هذه الملوثات .

التلوث له تأثيرات سلبية على الخدمات البيئية الهامة، مثل توفير الهواء النقي والمياه النظيفة، التي بدونها لن تكون هناك حياة على الأرض بالصورة التي نعرفها، والناس هم سبب وجود التلوث، حيث يؤثر التلوث على بيئتنا لأن تلوث المياه يمكن أن يؤثر على الظروف المعيشية للناس والنباتات، ويمكن أن يتسبب التلوث في تدمير بيئتنا وسقوطها، وإذا لم يكن لدينا مياه نظيفة للنباتات والأشجار كيف سنزرع النباتات وننمي الخضار للناس لتناول الطعام ؟ هذا هو السبب في أن فكرة التلوث تؤثر على البيئة .

وبشكل عام، يوجد هناك العديد من أنواع التلوث البيئي، ولكن أهمها تلوث الهواء، وبعض من أبرز أشكال تلوث الهواء هو ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النتروجين، وأول أكسيد الكربون والأوزون، والمركبات العضوية المتطايرة والجسيمات المحمولة جواً، مع احتمال وجود ملوثات إشعاعية بين الأكثر تلويثاً ( خاصة عند إنتاجها بواسطة التفجيرات النووية )، كما يعد تلوث المياه من أشهر أنواع التلوث، ويشمل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، فضلات معالجة الأغذية، الملوثات الناتجة عن عمليات الثروة الحيوانية، المركبات العضوية المتطايرة، المعادن الثقيلة، النفايات الكيميائية وغيرها .

أما بخصوص تلوث التربة، فيأتي في صورة الهيدروكربونات والمذيبات والمعادن الثقيلة، وفي المجتمعات الصناعية الحديثة، تجاوز الوقود الأحفوري ( النفط والغاز والفحم ) جميع الحواجز التي يمكن تخيلها، وأثبت وجودها في حياتنا اليومية، لا نستخدم فقط الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتنا اليومية الواضحة ( مثل ملء السيارات )، وفي صناعة توليد الطاقة، ولكن أيضا ( النفط تحديدًا ) موجود في منتجات مثل جميع أنواع البلاستيك والمذيبات والمنظفات، الأسفلت، زيوت التشحيم، وفي مجموعة واسعة من المواد الكيميائية للاستخدام الصناعي .

ومن بين مصادر التلوث الأخرى، تجدر الإشارة إلى الزراعة ( تربية الماشية )، باعتبارها أكبر مولد لانبعاثات الأمونيا مما يؤدي إلى تلوث الهواء، ومن إجمالي كمية غازات الاحتباس الحراري، في الإنتاج الزراعي يحدث حوالي 30 %، تنتج التربة الزراعية 32 %، والثروة الحيوانية 31 %، زراعة المحاصيل 12 %، إدارة السماد 6 %، و 19 % من الانبعاثات الأخرى، ويتسبب التلوث البيئي بالكثير من الضيق ليس فقط للبشر ولكن أيضًا الحيوانات، مما يدفع العديد من أنواع الحيوانات إلى تعرضها للخطر، بل وحتى الانقراض، إن الطبيعة العابرة للحدود للتلوث البيئي، تجعل الأمر أكثر صعوبة في إدارته .

من المعترف به على نطاق واسع أننا نفرط في الإنفاق على ميزانيتنا الحالية للموارد الطبيعية – بالمعدلات الحالية لاستغلالها، لا توجد طريقة لاستعادة البيئة في الوقت المناسب، والاستمرار في أداء جيدًا في المستقبل، كل شيء على كوكبنا مترابط، وفي حين أن الطبيعة تزودنا بخدمات بيئية قيمة بدونها لا نستطيع أن نكون موجودين، فنحن جميعًا نعتمد على أعمال بعضنا البعض وعلى طريقة تعاملنا مع الموارد الطبيعية .