نرى الكثير من الأبطال الخارقين الأسطوريين في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ، وتكون تلك الشخصيات خيالية تمامًا من فكر المؤلف ومخرج العمل ، ولكن هل فكرت يومًا أن يكون واحدًا من تلك الأشخاص معنا على الأرض  ، وليس مجرد اسم خيالي في فيلم أسطوري تراه على التلفزيون ؟ ، فبعيدًا عن جميع المعجزات التي نسمعها في القصص المختلفة التي يرويها الأجداد ، كان هناك شخص يستحق أن يطلق عليه ( معجزة ) ، وهو ” جيمس هاريسون ” أو ” الرجل ذو الذراع الذهبية ” ، وسنتعرف بشكل تفصيلي على جيمس وقصته وبطولاته في ذلك المقال .

من هو جيمس هاريسون

وُلد ” جيمس هاريسون ” في استراليا ، ويبلغ الآن  82 من العمر ، ويعتبر جيمس واحدًا من الأبطال المهمين في العالم ، حيث أنقذ ما يزيد عن مليوني طفل بعد التبرع لهم بدمه ، واستمر ذلك الأمر على لمدة 60 عامًا تقريبًا ، اكتشف الأطباء أن دم جيمس هاريسون يعتبر عملة نادرة ، وأنه مميز بدرجة كبيرة ، وذلك لأن دمه يحتوي على العنصر المضاد المعروف باسم ( أنتي _ دي ) ، ويعمل ذلك العنصر على إحداث التوافق ما بين فصيلة دم الأم وفصيلة دم الجنين في حالة إذا كانتا متعارضتين .

فبدأ هاريسون رحلة طويلة من البطولات أنقذ من خلالها ما يزيد عن مليونين ونصف من الأطفال ، كما إنه حقق رقمًا قياسيًا في التبرع بالدم في العالم ككل ، فوصل رقم تبرعه بالدم على مدار تلك الرحلة ما يزيد عن 1173 مرة مما ساعده على الدخول إلى موسوعة ( غينيس ) للأرقام القياسية ، ونظرًا لأن السياسة في استراليا تمنع التبرع بالدم لمن يزيد عمره 81 عامًا ، فبوصله إلى ذلك العمر توقف عن التبرع بعد رحلة طويلة من العطاء وفعل الخير .

بداية جيمس هاريسون بالتبرع بالدم

بدأت الحكاية عندما كان ” جيمس هاريسون ” في عامه الرابع عشر ، ففي ذلك العام خضع هاريسون لعملية جراحية كبيرة في صدره ، مما جعله يحتاج إلى نقل ما يزيد عن ثلاثة عشر لترًا من الدم لضمان نجاح تلك العملية الجراحية ، وعلم بعد ذلك أن ما أنقذ حياته ومنحه حياة جديدة هو تبرع الآخرين له بالدم ، ومن ثم أخذ عهدًا على نفسه بأن يبدأ في التبرع بالدم عندما يصل إلى السن القانوني الذي يُسمح فيه للأشخاص بالتبرع بالدم ألا وهو الثامنة عشر ، وحينما بلغ هاريسون ذلك العمر بدأ بالفعل بتنفيذ ذلك العهد ، فبدأ بالتبرع بالدم لكل من يحتاجون لذلك لإنقاذ حياتهم ، واستمرت رحلته البطولية في التبرع قرابة 60 عامًا .

وعندما بدأ بالتبرع بالدم اكتشف الأطباء ذلك الاكتشاف الذي جعل من هاريسون بطل ومنقذ للبشرية ، وهو أن دمه يحمل أجسام مضادة ، تؤدي تلك الأجسام إلى التوافق ما بين الأم والجنين _ كما ذكرنا سلفًا _ ، وبعد ذلك الاكتشاف تمسك هاريسون بعهده في التبرع بالدم بشكل أكبر ، وتم التأمين على حياته بمبلغ قد يزيد عن المليون دولار ، وبفضل دمه النادر والمميز استطاع الأطباء أن يطوروا حقنة يطلق عليها ” أنتي – دي ) ، ووظيفة تلك الحقنة أنها تعمل على إيقاف عدم التوافق بين الأم والجنين من قِبل الأم ، بالإضافة إلى أن دمه يُستخدم اليوم في تصنيع أدوية يتم تخصيصها للحوامل اللاتي من الممكن أن يؤثر دمهم على الجنين بشكل سلبي ، وبفضل ذلك فقد ساعد هاريسون في الحفاظ على حياة الملايين من الأطفال التي كانت حتمًا معرضة للخطر .

دور جيمس هاريسون في التبرع بالدم

يتبرع الأشخاص عادة بالدم بين الحين والآخر ، عندما تطرق عليهم ظروف معينة ، أو يلجأ إليهم أحد المحتاجين إلى ذلك ، ولكن الأمر بالنسبة لهاريسون كان مختلفًا تمامًا، فهو أتخذ ذلك بمثابة وظيفة له حيث أنه كان يتبرع بشكل أسبوعي وأحيانًا يومي ، ويقدس هاريسون التبرع بالدم ويعتبره واجب بشري ، لذلك يدعو الناس إلى التبرع بالدم ، فيقول : ” ساعة واحدة من وقتك هي عمر لشخص آخر . ” ، ونتيجة لجهوده الكبيرة فقد حصل هاريسون على الكثير من الجوائز سواء الدول المختلفة أو المنظمات العالمية ، ويعتبر ” وسام استراليا ” من أهم تلك الجوائز ، ويقول هاريسون أنه ينزعج حينما يوجه أحدهم الكلام إليه ويقول : ” أوه ، لقد قمت بذلك ، أو فعلت ذلك ، أو كنت بطلًا .  ” ، ويرد بشأن ذلك قائلًا : ” إنه شيء يمكنني القيام به . إنها واحدة من مواهبي ، وربما موهبتي الوحيدة ، هي أنني أستطيع أن أكون متبرعاً بالدم . “

ويُذكر أن هاريسون الذي يملك ذلك النوع النادر من الدم يعتبر واحدًا من بين 50 شخصًا فقط في استراليا ممن يمتلكون هذا النوع النادر من الدم المحمل بالأجسام المضادة ، كما خصته هيئة الصليب الأحمر الاسترالية وأشادت به بشدة ، حيث اعتبرته منقذًا لحياة العديد من الأشخاص في استراليا .

الوسوم
قصص