قال الله تعالى : ” فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ” سورة القصص اية 50، وقال تعالى : ” أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ” سورة الفرقان آية 43 و 44 .
أنواع الناس
قسم الله تبارك وتعالى أمر الناس إلى قسمين وهم :
1- الأشخاص التي تستجيب لله والرسول صلّ الله عليه وسلم .
2- الأشخاص التي تتبع الهوى .
أي أن كل ما لم يأت به الرسول صلّ الله عليه وسلم يكون من الهوى، والشيطان لا يجد مدخل للإنسان ولا طريقا له إلا من خلال هواه، وبالتالي من يخالف هواه يرد كيد الشيطان، ويمكن مخالفة الهوى بالرغبة في الله، والرغبة في ثوابه، والخوف من عقابه وغضبه، فالهوى يدخل النار، ولذلك حذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم من اتباع الهوى، فقال تعالى : ” ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ” سورة الجاثية اية 18 .
7 أشياء لعلاج اتباع الهوى
1- التفكر في أن الله لم يخلق الإنسان للهوى، وإنما خلقه للعبادة والعمل .
2- التفكر في فائدة مخالفة الهوى، حيث سيجازي الله على ذلك في الدنيا والاخرة أفضل الجزاء .
3- التفكر في الهوى، وإعمال العقل، وحينها سيخبرك العقل أن الهوى لا شيء، إلا أن عين الهوى عمياء .
4- التدبر فيما يحدث للإنسان من عز إن ملك هواه، وقهر وذل شديد إن ترك هواه يملكه، فمن غلب هواه عز، ومن غلبه هواه ذل .
5- التفكر في عواقب الهوى، كم بسببه فوت فضائل، وكم بسببه وقعت في الآثام والرذائل .
6- التفكير بالعقل بعد انقضاء الهوى، وترتيب الأحداث على ذلك، وستكتشف أن تبعات ما يحدث من سوء سببه الهوى .
7- تصور عاقبة الهوى في حق الناس، وستخجل من اتباع الهوى والآثام، قال تعالى : ” وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ” سورة الأنعام آية 119، وقال تعالى : ” إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ” سورة النجم الآية 23، وقال أيضا سبحانه وتعالى : ” قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ” سورة البقرة آية 120 .
تشبيهات الله سبحانه وتعالى لمن يتبع الهوى
شبه الله سبحانه وتعالى من اتبع الهوى بالحيوانات، فشبههم بالكلب في قوله سبحانه : ” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ” سورة الأعراف الآية 175 و 176 .
وقد شبههم أيضا بالحمر في قوله سبحانه : ” فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ” سورة المدثر الايات من 49 – 51 .
كما أن من يتبع الهوى يطبع الله ويطمس على قلبه، كما في قوله سبحانه : ” وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ” سورة محمد الاية 16 .
وبالتالي جعل الله الجنة طريق لمن يتبع هداه فقط، ولمن يخالف هواه، وإلا كان النار طريقه، حيث قال الله سبحانه وتعالى : ” فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) ” سورة النازعات الآيات من 37 – 39، فاتباع الهوى يضل العبد عن طريق ربه، ومن يضل طريق ربه لا يصل للنعيم والجنة، وكانت النار هي مأواه وبئس المصير، قال تعالى : ” يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ” سورة ص اية 26 .