يمكننا القول بأن الفن هو القدرة على التعبير عن الذات أو عن البيئة المحيطة إما بالصورة أو الحركة أو الصوت، أو هو يمثل الطريقة للتعبير عن الصراعات الذاتية والأحاسيس، وفي النهاية هو نوع من الموهبة الإبداعية التي يهبها الله لكافة مخلوقاته بدرجات متفاوتة، فأنت لا تستطيع أن تطلق لقب فنان على أي إنسان إذ يجب أن يتمتع بالقدرة الإبداعية على إنتاج عمل إبداعي يحمل قيمة جمالية، لذا يمكننا القول بأن الفن عبارة عن مهارة أو حرفة أو خبرة أو إبداع أو حدس أو محاكاة.
الفن السعودي
كما عرفنا الفن لغة إبداعية تطلق لصاحبها حرية التعبير بصورة أو ببيت من الشعر أو بأغنية أو بمقطوعة موسيقية أو بأي شكل من الأشكال الفنية المتاحة أو المبتكرة، والحياة في المملكة ليست ببعيدة عن الفنون وبخاصة مع ما تمر به من تطورات كبيرة سمحت لظهور الفن في المجتمع السعودي بعد حرمان منه أو من بعض صوره.
المسرح
تعود بداية دخول الفنون الحديثة إلى المملكة إلى عام 1928 وكانت البداية مع فن المسرح حيث تم تقديم عمل مسرحي باسم حوار بين جاهل ومتعلم وكان ذلك في منطقة القصيم، وحضر العرض المسرحي سمو الملك المؤسس رحمه الله الملك عبدالعزيز آل سعود واستمرت المحاولات الحسيسة في مجال فن المسرح.
البداية الحقيقة كانت في عام 1960 حيث قام أحمد السباعي بتأسيس أول فرقة مسرحية في مكة، إلا أنه ظل المسرح السعودي لفترة طويلة يتم تقديمه على مسارح المدارس والجامعات مما جعله ذو طابع مدرسي ويظهر بمظهر متواضع جدًا.
كما اعتمدت المسرحيات على قصص ومقررات مدرسية من القصص الدينية في البداية ثم انتقلت المسرحيات إلى المسرحيات أو القصص الاجتماعية أو الدروس الاجتماعية والعبر ورغم أن التجربة ليست بالقوة الكافية إلى أنه برزت بعض الأعمال المسرحية التي يمكن اعتبارها مسرحيات معتبرة مثل سبع صنايع والبخت ضايع، والبحث عن الكنز وهما من تأليف عبد الله حسن، وليلة النافلة، وقرية اسمها السلام من تأليف عبد الرحمن المريخي، وبشكل عام المسرح في المملكة لم يحقق المرجو منه.
السينما
عرفت دور العرض السينمائي في المملكة على أيدي موظفي شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي التي تحول اسمها إلى شركة أرامكو، حيث كانت تعرض الأفلام السينمائية في المجمعات الخاصة بهم وذلك حتى بدايات الثمانينات، ثم بدأ توالي ظهور دور العرض السينمائي خارج تلك المجمعات.
الدراما التليفزيونية
بدأت الدراما التليفزيونية في المملكة مع تأسيس التليفزيون السعودي في الستينيات من القرن الماضي، وتطور كثيرًا حتى أصبح منتشرًا وبشكل واسع على مستوى العالم العربي وبخاصة مع ظهور الفضائيات السعودية.
الغناء
تتمتع المملكة بتنوع كبير في مجال فن الغناء إذ تتميز كل منطقة في المملكة بلون أو بشكل غنائي مميز وحتى المهن كذلك، ومنها فن السامري في نجد، والخبيتي والرديح أو البدواني، وشعر المحاورة والكسرة، وفن الصهبة في الحجاز، وفن النهمة أو غناء البحر في الأحساء وغيرها، كما أنجبت المملكة مجموعة من ألمع نجوم الغناء في العالم العربي منهم طلال مداح ومحمد عبده وخالد عبد الرحمن وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وعبادي الجوهر ورابح صقر وعبدالرب إدريس.
الفن التشكيلي
الفن التشكيلي واحد من الفنون التي نمت ببطء داخل المملكة وكانت البداية في عام 1377 هجرية بعد اعتماد التربية الفنية ضمن المواد الدراسية، وكان الرسم في البداية يعتمد على القلم الرصاص، وألوان الباستيل، والشمع، والفحم فبدأت تظهر المعارض المدرسية الفنية والتي مثلت الوسيلة الأولى لتعريف الجمهور في المملكة بالفن التشكيلي، واستمر الحال كما المرجل حتى تشكلت الشخصية الفنية السعودية المعاصرة وتظهر بسماتها المميزة .
ما هو الفن المعاصر ؟
الفن المعاصر ويطلق عليه أيضًا فن ما بعد الحداثة، ويمثل مجموعة من التيارات الفنية التي ظهرت منذ فترت الستينات وحتى الآن، ويطلق لفظ الفن المعاصر على الفنون التشكيلة وعلى العمارة يطلق لفظ ما بعد الحداثة، كما يمكننا القول بأن الفن المعاصر هو كل المدارس التي تعارض الحداثة، وفي المضمون يقول البعض بأن المصطلح يشير إلى مضمون أن كل شيء مقبول.
مدارس الفن المعاصر أو فنون ما بعد الحداثة
– الدادا أو الدادنية وهي حركة ثقافية فنية ظهرت في ألمانيا وكان لها تأثير كبير على الأدب، الشعر، الفن الفوتوغرافي، نظريات الفن، المسرح، والتصميم.
– فن التجهيز وهي مدرسة فنية اهتمت بمشاركة الجمهور واعتمدت على ربط الفن بالمجتمع.
– فن البيئة أو فن الأرض ويعتبر أحد اتجاهات الفن المفاهيمي حتى وإن تم فصله في مدرسة مستقلة ويعتمد على التسجيل الفوتوغرافي.
– فن الحدث وهو نوع من العروض التي تتضافر فيها أنواع الفنون السبعة السمعية والبصرية.
– الفن المفاهيمي ويسمى أيضًا بالمذهب التصوري وهو نوع من الفنون تشترك فيه المفاهيم مع الماديات والجماليات التقليدية.
– فنون الميديا ويقصد بها الأعمال الفنية التي يتم تجهيزها بواسطة الوسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الفن الرقمي، الرسومات الحاسوبية، رسوم متحركة بالكمبيوتر وغيرها.
أهم سمات الفن السعودي المعاصر
يعتبر الفن التشكيلة هو الفن الأكثر انتشارًا بين الفنون التعبيرية والبصرية ويمكننا من خلاله التعرف على أهم السمات للفن السعودي المعاصر والتي تتمثل في:
-يهتم الفن السعودي المعاصر بجماليات العمل.
-يهتم الفن السعودي المعاصر بمضمون الأعمال الفنية والذي ينبع من تعايشه مع البيئة والتراث الحضاري للمملكة.
– الانفتاح على الحضارات والفنون العالمية الأخرى.
-الأعمال تحاول رفع الذوق البصري لدى المجتمع ونشر الجمال.
-عرض التراث الشعبي الحجازي والعمارة الحجازية بلغة فنية معاصرة من دون الوقوع في المباشرة التقريرية.
-يعتمد الفن السعودي المعاصر على استخراج الرموز الفنية والمفردات بشكل فني معاصر من تربته المحلية.
-رغم أفكاره الغريبة أحيانًا إلا أنه في المملكة يميل إلى عدم الخروج عن التقاليد سواء الدينية أو الأعراف.