في قديم الزمان كان للأسواق أهمية كبيرة عند العرب خاصةً في الجاهلية واستمرت أهميتها أيضًا بعد ظهور الإسلام الذي أقرها فكان يتم فيها التجارة ويقام فيها الأشعار، والمسابقات بين رواد السوق فكان السوق بالنسبة للعرب يعبر عن احتفالية ضخمة ينتظرها الجميع في كل عام ومن أشهر هذه الأسواق: سوق عكاظ، سوق ذو المجاز، سوق مجنة، وسوق حباشة.
الجاهلية قد تم تدميره وخرابه حيث أنتهى في القرن الثاني من الهجرة، وهو بينه وبين سوق عكاظ حوالي سبعين عامًا.
ويوجد العديد من الآثار المتبقية للسوق مثل قطع الفخار والحجارة المنقوشة وأيضًا بعض المقابر والتي هي أقوى دليل على أن هذا السوق يقع في صدر وادي قنونا.
وقد حرص المسئولين من هيئة السياحة والآثار بأن يتم العناية الفائقة والاهتمام الشديد بهذا المكان التاريخي الذي يقع فيه سوق حباشة وذلك للحفاظ عليه من أي أعمال تخريب أو عبث التي تحدث لكثير من الأماكن الأثرية، وإذا قمت بزيارة وادي قنونا سوف تجد العديد من الآثار التي تدل على الماضي القديم، فيوجد الكثير من النقوش التي تم حفرها منذ مئات السنين كما يوجد المقابر القديمة.
وإن وادي قنونا الذي يقع فيه سوق حباشة يتميز بوجود العديد من أشجار النخيل كما يتميز بوجود المياه المتدفقة، وبه العديد من المناظر الجميلة التي تعطي منظرًا خلابًا.
مكة، والمرحلة هي ما يقطعه المسافر من مسافة في اليوم، وكانت تُقدر عند الجماعة الشافعية والحنابلة بمقدار 80 كيلًا.
وتأكيدًا لصحة الكلام بأن السوق يقع في وادي قانونا قام الباحث المشهور أبو داهش بعمل زيارة لمكان السوق وكان هذا في يوم 6من شوال عام 1429، ومن خلال زيارته هذه تأكد الباحث من صحة الأقوال بأن السوق يقع في الوادي، وذلك لأنه عثر على بعض الآثار التي تدل على إقامة السوق في الوادي، وأبت بأن هذا المكان هو مكان السوق الحقيقي مهما جاءت العديد من الآراء حول موقعه.
وهذا السوق يقع على طريق رحلة التجارة القديمة وهي رحلتي الشتاء والصيف، كما أنه يقع بالقرب من مدينة القنفذة التجارية، كما يقع قريبًا من قرني قريش وهذيل وكانوا اماكن تجارية تمر عليهم القوافل من أجل التجارة.
فعاليات سوق حباشة
تميز هذا السوق بموقعه حيث تمر به أهم الطرق القديمة من اليمن لمكة والشام، وكان هذا في وقت العصر الجاهلي والعصر الإسلامي أيضًا، كما أنه كان من أكبر الأسواق في الجاهلية، وحيث تمتد فعاليات هذا السوق لثمان أيام متتالية كل السنة، أما عن رواده فكان أعلبهم من الشعراء وبائعي الفخار والتوابل الهندية والحرير الشامي والبن ، حيث كانت تقصده التجار من الشام واليمن والهند ومن جميع بقاع الأرض.