بدأ الحديث منذ يوم الخميس الماضي الموافق الخامس من أبريل للعام الجاري 2018، حول عزم المملكة على شق قناة بحرية ضخمة يطلق عليها ” قناة سلوى البحرية “، ستكون على طول الحدود مع قطر، وهو مشروع سياحي سيحول قطر إلى جزيرة .
مشروع سلوى
مشروع سلوى عبارة عن مشروع سياحي متكامل يتمثل في شق قناة بحرية ضخمة يطلق عليها ” قناة سلوى “، على طول الحدود بين المملكة وقطر، وسيقوم بتنفيذ المشروع تحالف استثماري سعودي إماراتي سيضم 9 شركات، وقد أعلنت المصادر يوم الخميس الماضي عند سرد تفاصيل المشروع، أنه سيبدأ تنفيذه ما إن تأتي الموافقة الرسمية عليه ويتم استخراج التراخيص وخلافه، علما بأنه سيكتمل بعد 12 شهرا من بدء التنفيذ، وتتداول مختلف المصادر أن هذا المشروع السياحي الضخم سوف يقوم بتحويل قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة .
مكان القناة وسبب اختياره
تهدف خطة المشروع إلى شق قناة سلوى البحرية من منفذ سلوى ” وهو منفذ حدودي بين المملكة وقطر، يتبع محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية، ويبعد عن الرياض حوالي 460 كم، كما يبعد عن الدوحة القطرية 90 كم، وقد تم إغلاق هذا المنفذ بصورة رسمية منذ التاسع عشر من ديسمبر للعام الماضي 2017، ولم يسمح لأي مسافر بالمرور من خلاله بسبب المشاكل السياسية مع قطر “، إلى خور العديد ” وهو عبارة عن لسان في الماء يقع جنوب قطر على الحدود مع المملكة وأبو ظبي “، وبالتالي ستكون هذه القناة على امتداد الساحل الشرقي للمملكة بالكامل .
ويأتي السبب في اختيار هذا المكان كونه منطقة حيوية مهمة ذات طبيعة رملية، مما يجعلها خالية من مختلف المشاكل أو العوائق التي يمكن أت تعترض تنفيذ المشروع، بمعنى أنه لا يوجد بها أي جبال أو تضاريس خطيرة تعطل عمليات الحفر، كما أن القناة لا تمر على قرى سكنية أو أراضي زراعية، وهذه المنطقة تتميز بنشاطاتها الأخرى النفطية والصناعية، وبالتالي فهي مؤهلة لتكون مركز اقتصادي وصناعي هام وحيوي .
حول مشروع قناة سلوى البحرية
سيتم شق قناة سلوى للربط بحريا بين منفذ سلوى وخور العديد، وسيبلغ عرض هذه القناة 200 متر، وعمقها سيتراوح بين 15 إلى 20 متر، أما طولها فسيبلغ حوالي 60 كم، وبالتالي ستكون القناة قادرة على استيعاب مختلف أنواع السفن الكبيرة والصغيرة سواء كانت حاويات أو سفن ركاب وخلافه، على أن يكون أقصى عرض للسفينة 33 متر، وأقصى عمق للغاطس 12 متر، وأعلنت بعض المصادر الرسمية أن تكلفة هذا المشروع المبدئية تقدر بـ 2.8 مليار ريال، وأن تنفيذه لن يتجاوز الاثني عشر شهرا منذ لحظة تنفيذ المشروع .
أماكن حيوية سيتم بناؤها على طول المشروع
جدير بالذكر أن هذا المشروع يهدف إلى بناء منتجعات سياحية على طول الشاطئ الجديد، وسيكون هناك شاطئ خاص لكل منتجع من هذه المنتجعات، كما سيتم بناء خمس فنادق رئيسية سيكون أحدها في سلوى، وآخر في سكك، وثالث في خور العديد، أما الاثنان الآخران فسيكونان في رأس أبو قميص، وكذلك سيتم بناء موانئ بخلاف ميناء رأس أبو قميص الموجود حاليا، حيث من المفترض أن يتم إنشاء ميناء في سلوى، وآخر في عقلة الزوايد، وسيكون هناك مرافئ على جانبي القناة لممارسة الرياضات البحرية ولتكون مرسى لليخوت والسفن السياحية، كما أعلنت المصادر أنه سيتم إنشاء شركتين للرحلات البحرية، وتخصيص منطقة حرة للتبادل التجاري .
أهداف المشروع وفوائده
من أهم أهداف المشروع وفوائده التي من المقرر أن يجنيها هو تنشيط عملية السياحة البحرية بين دول الخليج، لاسيما أن المنطقة تحتوي على شواطئ جذابة ونقية، وبالتالي ستزدهر سياحة اليخوت والقوارب، وسيتم ممارسة الصيد المقنن، أما حول المناخ فإن هذا المشروع سيساعد في تخفيض درجة الحرارة بمقدار درجتين على الأقل، وربما سيساعد على زيادة الأمطار في المنطقة ومواجهة العواصف الرملية وتثبيت التربة الصحراوية .
كما تتمثل فوائد مشروع شق قناة سلوى البحرية في زيادة المساحة السكانية، وزيادة العمليات الاستثمارية، وخلق المزيد من فرص العمل، وتوسيع عملية الصناعة السميكة وإدخال أنواع وكائنات بحرية جديدة، وتوفير مصدر جديد للمياه لاسيما وأن المنطقة تعاني من نقص شديد في المياه العذبة، وكل هذه الأمور من شأنها أن تشجع على الاستقرار في المنطقة، جدير بالذكر أن مياه القناة لن تكون دولية، بل ستكون سعودية خالصة لا أحد غير المملكة له حقوق عليها .