تتعرض المملكة العربية السعودية لهجمات إعلامية شرسة من قبل المؤسسات الإعلامية الإيرانية والمؤسسات التابعة والموالية لسياستها ، لعل من أبرزها الفضائيات التابعة لحزب الله الذي يعتبر الحليف الأول لإيران ، فهذه القنوات دائما ما تبث الأخبار الكاذبة والشائعات التي لا أساس لها من الصحة محاولة منها التغطية على العمليات الإجرامية التي تقوم بها في اليمن من نشر الفوضى وزعزعة الأمن اليمني وسلبه حريته وشرعيته بالقوة ، ولتغطية فشلها الذريع في حربها مع المملكة وقوات التحالف العربي من خلال خلاياها المدمرة التي تحركها بأصابعها كالدمية والتي نقصد بها الميليشيات الحوثية وأتباع علي صالح الذين لا يتحركون حركة واحدة إلا بأمر إيراني .
ولكن هذا الأمر لن يدوم طويلا فبدأت التحركات للحد من الأكاذيب الملفقة التي تشنها هذه القنوات ، حيث أعلنت المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية ” عرب سات ” في بيان صحفي لها ، عن قرارها بإيقاف قناتي ” المنار ” و ” الميادين ” وهي إحدى القنوات الفضائية الموالية لإيران وحزب الله اللبناني والتي تبث من لبنان ، وقد جاء هذا القرار بالتزامن مع توجيهات وزير الثقافة والإعلام السعودي ” الدكتور عادل الطريفي ” الذي طالب بإيقاف القناتين لهجومهما الإعلامي المستمر على المملكة العربية السعودية ، وتلفيق الأكاذيب والشائعات خلال حرب عاصفة الحزم ، وقد ذكرت عرب سات الأسباب الحقيقية الكامنة وراء قرار الإيقاف في بيانها الصحفي ، وتفاصيله في مقالنا أدناه .
أسباب إيقاف قناتي المنار والميدان :
صرحت عرب سات في بيانها الصحفي بأن قناتي المنار والميادين أخلتا بالشروط المتواجدة في بنود التعاقد القانونية ، حيث تجاوزا نصوص العقد التي تفرض عليهما الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي العربي ، والذي ينص بشكل صريح وواضح بعدم بث كل ما يثير النزعات الطائفية والنعرات الدينية ، أو الإساءة والتجريح بالرموز السياسية والدينية ، والتي تؤدي إلى نشوب النزاعات والخلافات بين أبناء الأمة العربية الواحدة .
وبما أن هاتين القناتين أخلتا ببنود هذا الاتفاق الواضح والصريح ، وباعتبار أن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية عرب سات هي مشغل للأقمار الصناعية في المنطقة والتي تعمل تحت كنف جامعة الدول العربية ، وبناءا على أن المرجع القانوني هو الأساسي الذي يتم الحكم فيه في العلاقة بين المؤسسة وأي قناة فضائية ، فقد قررت المؤسسة فسخ التعاقد بينها وبين إدارة القناتين ، بناءً على نصوص التعاقد التي تنص على أن أي مخالفة لنصوص العقد تحتم على الطرف الآخر إلغاء التعاقد ، وهذا ما تم بالفعل مع قناة المنار وقناة الميدان ، التي بثت أكاذيب ملفقة وشائعات خلال تغطيتها لحرب عاصفة الحزم ، بالإضافة إلى هجومها الذي لا ينتهي على رموز السياسة في المملكة العربية السعودية وانتقاداتها اللاذعة والتي لا أساس لها من الصحة لقيادات المملكة .
ردود الأفعال المعارضة للقرار :
قناة المنار :
انتقدت قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله توجيهات السعودية بوقف بثها على قمر عرب سات وذلك في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي ، حيث عبرت عن استيائها لهذا القرار .
قناة الميادين :
صرح رئيس مجلس إدارة قناة الميادين ” غسان بن جدو ” خلال مؤتمر صحفي عقده فور الإعلان عن إيقاف الميادين ، بأن القرار جاء بشكل مفاجئ وبدون تدرج ، واعتبر أن هذا القرار هو تجاوز للخطوط الحمراء ، مؤكدا على أن هذا القرار لن يأثر على سياسة القناة التحريرية ، وبأنه لا يوجد أي مشكلة بين القناة وأي دولة عربية أخرى .
الإعلام السوري :
أما وزارة الإعلام السورية التابعة لنظام بشار الأسد الإجرامي ، فقد أصدرت بيان لها تم نشره على وكالة الأنباء الرسمية التابعة للوزارة ، بأن هذا القرار يعتبر قرار تعسفي يحاول قمع المؤسسات الإعلامية والفكر المستنير الحر الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي! .
مواقع التواصل :
فور إعلان خبر إيقاف قناة المنار والميادين في وسائل الإعلام ، والتوجيهات التي أصدرها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي حول إيقاف القناتين ، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعلت مع الخبر من خلال هاشتاق تم إطلاقه تحت عنوان ” #السعودية_تحجب_قناة_المنار_على_عربسات ” وقد تصدر الهاشتاق أعلى التريندات في المملكة والدول الخليجية ، وتفاعل المغردين مع الهاشتاق بشكل كبير معبرين عن تأييدهم وتضامنهم مع هذا القرار ، واعتبروه نصرا جديدا ضد الهجمات التي تشنها إيران بشتى الطرق والوسائل لمحاربة المملكة العربية السعودية التي لن تتوارى عن صدها لمحاولات إيران لبسط نفوذها في المنطقة وزعزعة استقرار وأمن البلاد .