هناك من نعم عليه الله بنعمة الصبر في كل الظروف ، وهناك من يحلم أن يكون لديه ولو مثقال ذرة من صبر ، فنعمة الصبر نعمة رائعة يمن الله على عباده بها في وقت الشدائد والمكاره ، فكان هناك من الصحابة ورجال الدين والعلماء والرؤساء وغيرهم حكما رائعة عن الصبر وقت البلاء ، وقد جئنا اليوم ومعنا أفضل هذه الحكم التي قيلت عن الصبر ، وخلال السطور التالية سوف نقوم بعرض أفضل هذه الحكم لعلها تؤثر فينا إيجابا نحو التحلي بالصبر في كل أمور حياتنا
فقال علي ابن أبي طالب رضي الله عن الصبر قائلا
إِن تسأليني كيف أنتَ فإِنني … صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة … فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ –
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ … وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ –
وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ … وفوقَ تقديرِنا للّهِ تقديرُ –
وقال عبد الله بن الاحوص
صَبْراً جميلاً على مانابَ من حَدَثٍ … والصبرُ ينفعُ أحياناً إِذا صبروا
الصبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به … على الزمانِ إِذا ما مسَّكَ الضررُ
كما قال أعرابي
تعزَّ فإِن الصبرَ بالحرِّ أجملُ … وليس على رَيْبِ الزمانِ معوَّلُ
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً … لنازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ –
لكان التعزي عند كُلِّ مصبيةٍ … ونازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل –
فككيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامه … وما لامرئٍ مما قضى اللّه مزحَلُ
وقال سلمان العودة
الوقت الذي يمرّ بين المثير والاستجابة يبلغ نصف ثانية، والإدراك يزيد بمقدار نصف ثانية أخرى،
وهذا هو الوقت الذي يُعتبر الصبر فيه خيارًا قابلًا للتطبيق.”
وقال جلال الخوالدة
حين يشتد الوجع، ويتصاعد الألم، ليس هناك علاج فوري وفاعل مثل وصفة الصبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها
وقال مصطفى صادق الرافعي
واعلم أن أرفع منازل الصداقة منزلتان : الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسئ إليك ، ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسئ إليه
وقد أبدع ابن القيم في الصبر قائلا
إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبد
كنا قال ابن تيمية
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق.
وكان لصدام حسين مقولة في الصبر قائلا فيها
أعلم بأنه ليس هناك ما هو أفضل من تجديد الأمل في النصر… وأن في العلاقة الإنسانية بين الرئيس والمرؤوس ما يحيي التفاؤل في النفس، ويعطيها الثبات، للمضي في طريقها، في ظروف حرب أو صراع، تكون الغلبة فيه للمطاولة والصبر والعزيمة
وعن حسن البصري قال في الصبر أيضا
رحم الله امرءاً نظر ففكر ، وفكر فاعتبر فأبصر ، وأبصر فصبر . لقد أبصر أقوام ثم لم يصبروا فذهب الجزع بقلوبهم ، فلم يدركوا ما طلبوا ، ولا رجعوا إلى ما فارقوا ، فخسروا الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين
وقال عباس محمود العقاد عن الصبر
ظنوا أن النبي لا يحزن ، كما ظن قومٌ أن الشجاع لا يخاف ولا يحب الحياة ، وأن الكريم لا يعرف قيمة المال . ولكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم ، والقلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة ، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر . إنما الفضل في الحزن والغلبة عليه ، وفي الخوف والسمو عليه ، وفي معرفة المال والإيثار عليه
وقال الشيخ زايد بن سلطان
لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا
كما قال عائض القرني
الصبر الجميل لا شكوى فيه والصفح الجميل لا أذى فيه والهجر الجميل لا عتاب فيه
وقال الشريف المرتضى
إِذا لم تستطعْ للرزءِ دَفْعاً … فصبراً للرزيةِ واحتسابا
فما نالَ المنى في العيشِ إِلا … غبيَّ القوم أو فَطِنٌ تغابى