قيل عن الصبر أنه مفتاح الفرج ، و قد ورد في القرأن الكريم الكثير من الآيات التي تحدثت عن الصبر و فضله ، و من أشهر هذه الآيات الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [النحل 127] ، و الآية الكريمة {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل 96] .
بعض قصص الصبر التي وردت عن السلف
– قصة سيدنا أيوب
و من أهم القصص التي يعرفها الجميع و هي من أسمى معاني الصبر ، قصة سيدنا أيوب عليه السلام الذي يعد أكبر مثال للصبر ، حيث توفى أبنائه ، و أصابه الأمراض ، و ضاقت به الدنيا حتى أن زوجته باعت ضفائرها لتنفق عليه ، حتى أن دعى ربه فقال ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين ، وقد قال المفسرين عن هذا الدعاء أنه مثال للرضى و التأدب مع الله حتى في طلب رفع البلاء ، حتى أن الله رفع عنه البلاء و قد كان له جزاء الصبر من الله عز وجل .
– قصة عنترة بن شداد
ذكر عن عنترة بن شداد المقاتل الهمام أنه سئل عن السر في شجاعته ، و قدرته على أن يغلب الرجال ، فطلب من الذي سأله أن يضع إصبعه في فم عنترة و يضع عنترة إصبعه في فم الرجل ، على أن يعض كلا منهما على إصبع الأخر ، بعدها صاح الرجل ، فقال له عنترة هكذا أغلب الرجال ، فأنا أصبر على الخصوم و أحتمل الألم .
– قصة آل ياسر
من أشهر القصص أيضا قصة آل ياسر الذين أسلموا أيام رسول الله ، و بعدها صبوا عليهم العذاب ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: ( أخذ المشركون عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ فلم يتركوه حتى سبَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: ما وراءك؟، قال: شر يا رسول الله، ما تُرِكْتُ حتى نِلْتُ منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك؟، قال: أَجِدُ قَلْبِي مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد، فأنزل الله تعالى: { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }( النحل الآية: 106 ) رواه الحاكم . حتى أن الله بشرهم بالجنة على يد نبيه الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم .
– قصة رجل مريض
يحكى عن رجل كفيف كان يمر بقرية ، و كان من شدة مرضه يتناثر الدود من جسده عن اليمين و الشمال ، و أثناء مروره سمعه شخص يدعو الله و يقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به كثيرا من خلقه ، فتعجب كثيرا من سمعه ، و سأله مما عافاك الله و بك الكثير من العلل ، فقال له الرجل المريض أنطلق لساني الله بذكره و هذه من أهم النعم علي .
بعض الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة عن الصبر
– قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}. وقال الله جل وعلا: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35] .
– وقال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. [البقرة:155-157].
– وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له. رواه مسلم.