تعد المادة (200) من نظام المرافعات الشرعية من إحدى المواد أو الوسائل الخاصة بالاعتراض على الأحكام القضائية النهائية ، و التي يجهلها الكثيرين ، و خاصةً غير المتخصصين في الشأن القانوني بشكل عام .
اعادة النظر في القضية
و المقصود من هذه المادة هو طلب أحد الخصوم أو من له علاقة بالحكم الصادر أو كان حجة عليه أن يقوم بإعادة النظر في القضية مرة أخرى ، و ذلك بعد صدور حكم نهائي فيها أي حكماً واجبا النفاذ ، و يقوم التماس إعادة النظر في الحكم النهائي على أمرين أساسين ، لابد من توافرهما ، و هما كالتالي :-
الأمر الأول :-
أن يكون الحكم المراد تقديم التماس عليه هو حكماً نهائياً قابلاً للتنفيذ .
الأمر الثاني :-
أن يكون هناك ما قد تم استجداده أي ما يلزم معه النظر مرة أخرى في الحكم الصادر إذ يجب أن تكون تلك الأمور المستجدة عبارة عن أموراً محصورة في حالات محددة ، و مذكورة نصاً ، و حصراً في المادة (200) ، و الخاصة بنظام المرافعات الشرعية .
شرح المادة (200) من نظام المرافعات
نصت المادة (200) من نظام المرافعات أنه يحق لأي من الخصوم أن يقوم بتقديم التماساً لإعادة النظر مرة أخرى في الأحكام ، و ذلك في حالة إن كان الحكم الصادر مبنياً على أوراق ظهر بها أي تزويد بعد صدور الحكم أو في حالة إذا وقع من الخصم أي مظهراً يدل على الغش .
و من شأنه التأثير المباشر على الحكم أو في حالة قضى الحكم بشيئاً لم يقوم الخصوم بطلبه من الأساس أو في حالة وقوع الحكم بأكثر مما طلبوه أو في حالة إذا كان المنطوق الخاص بالحكم هو منطوقاً متناقضاً من الأصل أي يتناقض بعضه .
الحكم الغيابي
أو في حالة إذا كان الحكم قد صدر بشكلاً غيابياً أو في حالة الحكم على شخص لم يكن قد تم تمثيله صحيحاً أو سليماً في الدعوى أو قد صدر في حقه بالفعل حكماً ، و لم يدخل أو تدخل في الدعوى كل تلك النقاط ، و الواردة في المادة (200) .
هي عبارة عن مجموعة من النقاط التي يتيح لك القيام بطلب الالتماس أي إعادة النظر في الحكم الصادر ضدك مرة أخرى ، و من ثم يترتب على ذلك إعادة المركز القانوني الخاص بك إلى موضعه السابق أي الموضع السابق على صدور الحكم ضدك .
و لكن اشترطت المادة (200) من نظام المرافعات الشرعية أن يكون قد مضى ما مدته (30) يوماً فقط على الحكم أي منذ علمك بمجموعة النقاط المبررة لالتماسك إعادة النظر في الحكم ، و ذلك يكون من خلال تقدمك إلى المحكمة.
و التي قامت بإصدار الحكم في الأصل مع توضيح البيان الملتمس من جانبك إعادة النظر أسباب الالتماس ، و تاريخه ، أما في حالة إذا تم رفض الالتماس المقدم من جانبك فإنه في هذه الحالة يجوز لك إعادة النظر مرة أخرى في حالة وجود أي أسباب لم يسبق بالفعل نظرها .
إذ تهدف المادة (200) من نظام المرافعات الشرعية أن تقوم بترتيب سير الدعوى ، و ضمان الوصول إلى العدالة القضائية ، و بالتالي التمكن من وضع الحقوق في الموضع الصحيح ، و السليم لها .
مشروعية التماس إعادة النظر في الدين الإسلامي
الأصل في مشروعية التماس إعادة النظر هو قوله تعالى (وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين) صدق الله العظيم هذا بالإضافة إلى تفسير إبن كثير عن إبن مسعود قال (كرم قد أنبتت عناقده فأفسدته الغنم قال فقضى داوود بالغنم لصاحب الكرم).
علاوة على إبن عباس رضي الله عنه قوله (قضى داوود بالغنم لأصحاب الحرث فخرج الرعاء منهم الكلاب فقال لهم سليمان كيف قضى بينكم فأخبروه فقال لو وليت عليكم أمركم لقضيت بغير ذلك فأخبر بذلك داوود فدعاة فقال كيف نقضي بينهم.
قال أدفع بالغنم إلى صاحب الحرث فيكون له أولادها ، و منافعها ، و ألبانها ، و يبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذه أصحاب الحرث ، و ردوا الغنم إلى أصحابها .