لقد كان القائد الثوري الأيرلندي مايكل كولينز هو مؤسس الولاية الأيرلندية الحرة ، وقد ساعدت العديد من أعماله في تأمين استقلال معظم أيرلندا عن بريطانيا العظمى ، وقد عاش في الفترة بين ١٨٩٠ و١٩٢٢ .
حياته الأولى وإلهامه
ولد مايكل كولينز بالقرب من بلدة كلوناكيلتي في أيرلندا في ١٦ أكتوبر ١٨٩٠ ، وكان أبوه مزارعًا ناجحًا ولديه ٨ أطفال أصغرهم هو مايكل ، وتربى مايكل في جزء جميل وبعيد من جنوب غرب أيرلندا والتحق بالمدارس الأساسية المحلية .
وقد أُلهِم مايكل بمعلمه دينيس ليونز والذي كان عضوًا بمنظمة سرية تعرف بالأخوة الجمهوريين الأيرلنديين والتي كان هدفها تحقيق استقلال أيرلندا عن بريطانيا العظمى ، كما تأثر كولينز بقصص الرجال المحليين الذين شاركوا في تمرد ١٧٩٨ ومن تلك القصص تعلم كولينز عن الفخر الأيرلندي والتمرد وأحكام الإعدام والمعاملة القاسية التي فرضها البريطان على بلده .
ثم انتقل كولينز إلى لندن ليعمل موظفًا بريديًا وقضى هناك ١٠ سنوات أصبح خلالها نشطًا في عدة منظمات أيرلندية ، كما تأثر خلال تلك الفترة بكتابات آرثر جريفيث وهو قومي أيرلندي أسس الحزب الأيرلندي السياسي شين فين .
وفي عام ١٩٠٩ أصبح كولينز عضوًا في منظمة الأخوة الأيرلنديين الجمهوريين ، وبحلول ذلك الوقت قد تحول كولينز إلى قائد وكان ذا بنية جيدة ومظهر حسن وودودًا وذا شخصية قوية .
ثورة ايرلندا
عاد كولينز إلى أيرلندا عام ١٩١٦ ليشارك في ثورة عيد الفصح ضد الحكم البريطاني ، وبعد فض التمرد اُحتُجِز كولينز في نورث ويلز مع غيره من الثوار ، وعندما تم إطلاق سراحهم في ديسمبر ذهب إلى دبلن ليحصل على مكانة قيادية في الحركة الثورية الإحيائية .
وبعد فوز الثوريين في الانتخابات العامة في ديسمبر ١٩١٨ أسسوا برلمانًا أيرلنديًا “دويل أيرن” في يناير ١٩١٩ الذي أعلن الجمهورية الأيرلندية بشكل رسمي وخطط للسيطرة على حكومة الدولة ، أما المحاولات البريطانية لسحق الحركة الجمهورية فقد قوبلت بحرب العصابات من الجيش الجمهوري الأيرلندي .
وقد لعب كولينز أهم دور في هذا الكفاح ، فبصفته مدير مخابرات الجيش الجمهوري الأيرلندي قام بتعطيل نظام المخابرات البريطاني في أيرلندا واستبدل به شبكة أيرلندية فعالة ، وفي الوقت ذاته قام بأداء وظائف عسكرية هامة أخرى فقد ترأس منظمة الأخوة الجمهوريين الأيرلنديين وكان وزير المالية في الحكومة الجمهورية فنجح في تجميع وتسليم مبالغ كبيرة لدعم الثورة .
وبالرغم من جهود البريطانيين المستمرة إلا أنهم عجزوا عن أسر كولينز أو وقف عمله ، وأصبح “الرفيق الكبير” شخصية مثالية وشبه أسطورية في أيرلندا ، واشتهر في بريطانيا بضراوته وسعة حيلته وجراءته .
الدبلوماسية
وبعد هدنة يوليو ١٩٢١ وافق كولينز على مضض على طلب الرئيس إيمون دي فاليرا بأن يعمل في محادثات صنع السلام التي يرأسها آرثر جريفيث ، إلا أن الحكومة البريطانية رفضت قطعًا أن تعترف بالجمهورية ، وبدلًا من ذلك عرضت أن تضع أيرلندا تحت حالة السيادة مع حق الاستبعاد لأيرلندا الشمالية الموالية .
قرر كولينز قبول هذه الشروط مؤمنًا بأن رفضه يعني تجديد الحرب وهزيمة أيرلندا وأن الميثاق المقدم سيؤدي قريبًا إلى الاتحاد والحرية الكاملة لدولته ، فتم توقيع الميثاق والموافقة عليه .
إلا أن العديد من الجمهوريين قد رفضوا قبوله باعتباره يعني خيانة الجمهورية واستمرار السيطرة البريطانية ، فسعى كولينز يائسًا ليرضي القوات التي رفضت المعاهدة ولكنه وجد من المستحيل التوصل إلى تسوية ناجحة .
وفي يونيو ١٩٢٢ بعد أن دعم المواطنون الاتفاقية في الانتخابات وافق كولينز على استخدام القوة ضد المعارضين ، مما أدى لاندلاع حرب أهلية وفيها تغلبت قوات الولاية الأيرلندية الحرة الوليدة على الجمهوريين المتطرفين .
مقتل كولينز
لم يعِش كولينز ليشهد نهاية الحرب ، فقد قُتل في كمين في إقليم ويست كورك في ٢٢ أغسطس ١٩٢٢ بعد موت آرثر جريفيث ب١٠ أيام .