هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني من أكابر أئمة الأشاعرة  (338 هـ – 403 هـ)، أحد أئمة أهل السنة والجماعة، عرف بحكمته الشديدة وذكاءه، عمل بالتدريس والتأليف، كان من أشد المدافعين عن العقيدة الإسلامية ضد الطاعنين بها من الفرق الضالة مثل الرافضة والمعتزلة، أطلقت عليه ألقاب كثيرة مثل سيف السنة وناصر الملة.

من هو أبو بكر الباقلاني :
هو أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم ، المولود بالبصرة في عام 338 هـ، عاش وترعرع على حب الدين تربى على يد شيوخه الدار قطني، وابن مجاهد الطائي، وغيرهم ممن تتلمذ على يدهم من أكابر شيوخ عصره، تتلمذ على يده القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن نصر البغدادي، أبو عمران الفاسي، وغيرهم ممن نقلوا العلم عنه، توفى عام 403 هـ، وصلى عليه المسلمون ودفن بداره.

الباقلاني وعظيم الروم :
عرف عن الباقلاني الدهاء والحكمة والحجة القوية واشتهر بالمناظرات مع الطاعنين في دين الإسلام وقصته مع ملك الروم تبدأ حينما طلب ملك الروم  من خليفة المسلمين أن يبعث إليه لاحد علمائه ليناظره، وقد وقع الاختيار على أبو بكر الباقلاني فهو الشخص المطلوب، وحينما علم عظيم الروم ان الباقلاني هو القادم طلب من حاشيته ورجال قصره أن يقوموا بتقصير الباب حتى يضطر البلقاني أن ينحني عند الدخول على الملك، إلا أن الباقلاني فهمها فما كان منه إلا أن أدار ظهره وانحني ودخل بظهره على ملك الروم، ففهم ملك الروم أنه أمام داهية من دواهي العرب، وحينما دخل الباقلاني حياهم جميعاً ولم يبدأ بالسلام “لنهي الرسول صل الله عليه وسلم عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام”، وهنا بدأت المناظرة التي لم يكن عظيم الروم يعد العدة المناسبة لها.

بعد انتهاء الباقلاني من تحية الملك، التفت إلى الراهب الأكبر قائلاً : كيف حالكم وكيف الأهل والأولاد ؟ وهنا غضب ملك الروم لما رأى في كلمات الباقلاني من الإهانة قائلاً : ألم تعلم بأن رهباننا لا يتزوجون ولا ينجبون الأطفال ؟، فرد أبو بكر : الله أكبر تنزهون رهبانكم عن الزواج والإنجاب وتنعتون ربكم أنه تزوج وأنجب عيسى، فاستشاط الملك غضباً قائلاً : فما قولك فيما فعلت عائشة ؟، رد أبو بكر : إن كانت عائشة قد اتهمت وقد اتهمها المنافقون فإن مريم قد اتهمت أيضاً واتهمها اليهود وكلتاهما طاهرتان، إلا ان عائشة تزوجت ولم تنجب، أما مريم أنجبت ولم تتزوجا فأيهما تكون أولى بالتهمة الباطلة وحاشهما رضي الله عنهما، وفي هذه اللحظة جن حنون الملك من رد الباقلاني، فسأله هل كان نبيكم يغزو ؟ قال : نعم، فقال الملك : فهل كام يقاتل في المقدمة، فأجاب الباقلاني : نعم، فقال : هل كان ينتصر ؟، فأجاب الباقلاني : نعم، قال الملك : فهل كان يهزم ؟، فأجاب : نعم، فقال الملك عجيب، نبي ويهزم !، فأجاب أبو بكر : أإله ويصلب، فبهت عظيم الروم ومن حوله من الرهبان.

أشهر مؤلفات الباقلاني :
– إعجاز القرآن.
– كيفية الاستشهاد في الرد على أهل الجحد والعناد.
– المقدمات في أصول الديانات.
– شرح اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع.
– الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية.
– الإنصاف في أسباب الخلاف.
الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة.

الوسوم
شخصيات