قبل أيام نشر عدد مِن المواقع الإلكترونية خبراً يحمل في طياته محاولة شاب فلبيني يبلغ مِن العمر 31عاماً العثور على والده السعودي مُنذ 15 عاماً أي مُنذ أن كان عمره(16عاماً تقريبا) بعد أن ترك والدته عام 1948وهي حاملاً بِه في مدينة Manila عاصمة الفلبين، ولكنه بعد ذلك كُله لم يتوصل لأي نتيجة حتى بعد أن تواصل مع سفارتي المملكة في مانيلا وماليزيا وأخبرهم قصته ولكنه لم يلتقي أي رد، حيث كان كُل أمله أن يتم العثور على والده، وأداء العمرة في مكة المكرمة.
بداية القصة
والد الشاب(إليان كريس العافي) المعروف في الفلبين بـ(الإبن العربي)، التقى بوالدته في العاصمة الفلبينية مانيلا مابين عامي 1938 و1948م، عن طريق صديق الأب الفلبيني، وشريكه في تجارته، ثم تركها حاملاً بِه، وذهب ولم يعُد إليها.
الشاب نشأ على الدين المسيحي، إلا أنه وفي عام 2005م أعتنق الدين الإسلامي في ماليزيا حيث يعمل حالياً، وقد تزوج وأنجب طفلين فتى، وفتاة وقام بتسجيل أسم الذكر على أسم والده حِفاظاً مِنه لِذكراه وأسماهما (عليان رشيد العافي وزينة هدية العافي).
الشاب لا يملك دليلاً على ذلك سوا رسالة حب قديمة كان قد أرسلها والده إلى والدته مِن مدينة الرياض، وتحمل أسمه كاملاً، ثم قام (كريس) بنشر قصته عبر وسائل الإعلام أولها كانت صحيفة Arab News الناطقة بالإنجليزية في الثاني مِن يناير مِن العام الجديد 2016م بعدما فاض الكيل بِه في أي طريق توصله بوالده و أبدى استعداده في حال عثوره على والده للذهاب لاختبار الحمض النووي إذا لزم الأمر، وتقديم كُل مالديه مِن صور ورسائل قديمة وعناوين وتحليلات واي شيء يستطيع تقديمه في سبيل اللقاء بوالده. الشاب حمل بقلبه ثقة كبيرة في إمكانية إيجاده، ورؤية والده بعد كُل تِلك السنوات، وتمكنه باللحاق بِه في المملكة بلاد الحرمين الشريفين لأداء العمرة، ولقاء والده. حيث ذكر نصاً:”أنا مواطن فلبيني، والدي ترك والدتي خلال فترة الحمل ولم يرجع مرة أخرى. أنا لم أره قط وأنا حقًّا حريص جدًّا على لقائه”.
إشراقة بعد أفول
بعد أن انتشرت تِلك القصة عبر وسائل الإعلام المُختلفة تلقى (ابن العربي) اتصالاً مُفاجئاً مِن مواطن سعودي، حيث أبلغه خلال تِلك المُكالمة الهاتفية أنه هو والده الذي يبحث عنه مُنذ أعوام، وكان ذلك الهاتف هاتف السعد الذي أسعد فؤاد الشاب، وكِلا الطرفين اتفقا أنهما على استعداد لإجراء تحليل الـDNA وفي حال ثبت ذلك الأمر خلال التحليل فإن الأب على استعداد بالاعتراف بابنه (إليان كريس العافي) رسمياً مِن خلال الإجراءات الرسمية والمطلوبة لإثبات هذا النسب.
ليست الحالة الأولى
حكاية العافي الشاب الفلبيني الذي يبحث عن والده السعودي ليست الأولى مِن نوعها، فقد سبقها مناشدة عدد مِن سيدات أجنبيات عبر موقع الكتروني حمل اسم Saudi Children Left Behind (أبناء السعوديين المتروكين) أباء أطفالهم السعوديين، والذين كانوا قد التقوا بهم وقت ابتعاثهم لعدد مِن البلدان الغربية وأنجبوا مِنهم أطفالهم، وفور انتهاء ابتعاثهم ذهبوا ولم يرجعوا، مناشدتهم مِن خلال عرضهن صور الآباء والأبناء، وأسمائهم كاملة، وكل الوثائق والأدلة التي تثبت تِلك البنوة، مع رجاء في حال رؤيتهم لذلك محاولة الاتصال بأبنائهم، وإعطائهم حقوقهم الأبوية أولأً، قبل المادية.