هناك العديد من القصص التي نرويها على أطفالنا بشكل يومي قبل النوم او اثناء اللعب، ولكن علينا نحن الإباء والامهات ان نختار بعض القصص التي تحتوي على اللين والرفق حتى يتعلم منها الأطفال تلك الأشياء السامية والتي نادر ما نجدها في يومنا هذا، كما يجب ان ينفذ الاباء والامهات أيضا تلك الأشياء مع أطفالهم حتى يكونوا قدوة لهم في تلك الافعال، واليكم بعض النصائح عن الرفق واللين وبعض القصص التي يمكن ان نرويها لأطفالنا.

كيفية الرفق بأطفالنا

1_ ان الرفق معناه اللين وهو الابتعاد بشكل كبير عن العنف والقسوة والتي يمكن ان تكون سبب كبير في اذية الأطفال نفسيا.

2_ عدم تحريض المعلم او المعلمة على الضرب بحجة التقويم، او ان يتجه أحد الإباء بضرب الطفل او حرقة او حتى طرده من المنزل بحجة التربية، فكل تلك الأشياء تعمل على تشويه نفسية الطفل بشكل كبير.

3_ كما ان هناك معتقد سائد في الكثير من المنازل وهو ان العنف والضرب هي الطريقة الصحيحة للتربية، وهي أشياء خاطئة للغاية يجب الابتعاد عنها بشك نهائي.

بعض القصص عن الرفق

الرفق بالحيوان

يحكى ان هناك رجلا كان مسافر عبر الصحراء، حتى ان الحر قد اشتد عليه بشكل كبير، وأصبحت الشمس ترسل اليه اشعتها الحارقة، فتاتي اشعة الشمس على ارمال فتزداد الرمال حرارة وهو لا يستطيع السير عليها من شدة حرارتها، ولكن ظل الرجل ثابت يحاول اكمال رحلته والوصول الى وجهته التي ارادها، وقد استنزف الرجل كل المؤن التي كان يحملها من ماء وطعام وكل شيء، حتى ان الحر قد اشتد عليه وعطش عطش شديد.

وأصبح الرجل يبحث عن الماء في كل مكان، وينظر الى يمينه وينظر الى يساره، ولكنه لم يجد أي مصدر من مصادر الماء حتى يرتوي بها، ولكن كل ذلك بلا جدوى فالرجل لم يجد أي مصدر ماء يمكن ان يرتوي منه، فلا يوجد أي نقطة ماء في تلك الصحراء، ووقتها قرر الرجل ان يستريح بعض الوقت حتى يأخذ قسط من الراحة ثم يعود مرة أخرى للبحث عن الماء الذي يريده، حتى يستطيع ان يكم رحلته التي بدئها.

وفعلا جلس الرجل حتى يستريح من مشقة البحث عن الماء، ومن بعد ان استراح بشكل كامل قام مرة أخرى حتى يبحث عن الماء فهو لازال عطش للغاية ولا يستطيع السير الا إذا روى عطشه، سار الرجل يمشي ويمشي يبحث هنا وهناك عن مكان يجد فيه بعض الماء، حتى شاء الله تبارك وتعالى ان يجد الرجل بئر من الماء وسط الصحراء، فرح الرجل فراحا شديدا، وقد حمد الله كثيرا على تلك النعمة التي منحه اياها، فهو كاد ان يموت من شدة العطش.

أقرب الرجل شيء فشيء من البئر حتى ينظر بداخله، وعندما وصل الرجل الى البئر قام بالنظر الى داخله، فاذا به بئر عميق للغاية لا ترى به أي شيء سوى لمعة الماء في اخره، نظر الرجل حول البئر فلم يجد أي شيء من دلو او حبال يمكن ان يقوم بإنزالها الى البئر حتى يشرب، اخذ الرجل يفكر بعض الوقت كيف سيصل الى ذلك الماء البعيد، فبعد ان وجد الماء صعب ان يتركه ويرحل دون الرب منه، ومع التفكير قرر الرجل ان ينزل بنفسه الى داخل البئر حتى يشرب منه، وبالفعل نزل الرجل الى البئر، واخذ الكثير من الماء فظل يشرب ويشرب حتى ارتوى بشكل كامل، واخذ يحمد الله تبارك وتعالى على نعمة الماء، ثم بعد الانتهاء من شربه صعد مرة أخرى الى الارض، واستعد في الرحيل وتجميع امتعته حتى يكمل رحلته.

بينما هو مشغول اذ به يرى كلب في وسط الصحراء عطش للغاية يلهث من شدة عطشه، ولا يستطيع ذلك الكلب ان يقف على قدمه من شدة العطش، رأى الرجل ذلك الكلب على تلك الحالة فأشفق عليه وعلى حالته وفكر في نفسه انه كان يشعر بنفس العطش الذي يشعر به الكلب الان، وان الله جعله يرى البئر حتى يرتوي ويشرب منه.

فسارع الرجل على الفور وقام بخلع نعله ووضع فيه بعض الماء وأقرب النعل من الكلب، فنظر الكلب الى الماء واخذ يشرب منها حتى استطاع ان يقف على قدميه مرة أخرى.

تلك القصة مستوحاة من حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن الرفق بالحيوان

حديث النبي صلى الله عليه وسلم

(( بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له .

قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر”.

الوسوم
قصص قصيرة