إن فشل الأنظمة المستخدمة في تخزين البويضات المتجمدة والأجنة في عيادات الخصوبة مثل الأعطال التي حدثت في عيادة كليفلاند وسان فرانسيسكو، قد هز الناس الذين يعتمدون على هذه العيادات لمساعدتهم على تحقيق آمالهم في إنجاب الأطفال، وفي وقت يتزايد فيه تجميد البويضة – بعض الشركات في وادي السليكون تروج لها الآن كوسيلة لموظفيها – تثير هذه الحوادث أسئلة حول ما الذي ينبغي البحث عنه، وهل يجب اتخاذ هذه الخطوة فعلا أم لا .
ما مدى احتمالية فشل تجميد البويضات
يقول العديد من الأطباء الذين يتمتعون بسنوات من الخبرة في مجال الخصوبة لاسيما كاثرين راكووسكي مديرة مختبر التلقيح الاصطناعي في مستشفى بريغهام في بوسطن، والتي عملت في العديد من لجان الرقابة المهنية والحكومية أن الحوادث الأخيرة في سان فرانسيسكو وكليفلاند تبدو غير عادية .
وقال الدكتور راكوسكي وآخرون إن عيادات الخصوبة – التي يوجد منها ما يقرب من 450 إلى 500 في الولايات المتحدة – تميل إلى امتلاك أنظمة احتياطية للتعامل مع حالات الفشل التقني والتأكد من أن البويضات المجمدة تظل مجمدة، حيث أن هذا الأمر هو كابوس كل عيادة، وقالت الدكتورة جولي لامب مديرة مركز الحفاظ على الخصوبة في Pacific NW Fertility في سياتل، أن العيادة تحتوي على خزانات تخزين احتياطية متعددة، وفريزر يتم فحصه من قبل الموظفين مرتين يوميا، ونظام إنذار متخصص يراقب الخزانات، ويراقب درجة الحرارة في مستوى النيتروجين ويتصل بنظام هاتف كامل يحتوي على طبقات متعددة من الإنذارات .
كما أشار جيك أندرسون مؤسس موقع Fertility IQ وهو موقع إلكتروني يقدم تقييمات لأطباء وعيادات الخصوبة، إلى أن عيادات كليفلاند وسان فرانسيسكو كبيرة وذات سمعة جيدة وتخضع للإشراف، وسرعان ما اعترف كل منهما بالفشل علانية، لكنه قال أنه قلق بشأن العيادات الخاصة الأصغر التي لا علاقة لها بجامعة أو مستشفى، وما إذا كان البعض أقل ميلا للكشف عن حدوث مشكلة، وقال أندرسون أنه إذا حدث هذا في أماكن أخرى خاصة، فسوف يموت الناس من القلق والخوف، ويتابع : ” ولكي نفكر فقط في الأماكن التي يتم تشغيلها بشكل جيد والتي لديها مجالس للرقابة والإشراف الإكلينيكي – أنهم الوحيدون الذين لديهم هذه المشكلة فلا أعتقد أن ذلك صحيح بالطبع ” .
كم مرة يؤدي تجميد البويضة إلى ولادة الطفل ؟
هذا غير واضح، فقد نما موضوع تجميد البويضات بشكل حاد، وارتفعت هذه النسبة من 475 امرأة عام 2009 إلى 6.077 امرأة عام 2015، وهذا وفقا للبيانات الصادرة عن جمعية تكنولوجيا المساعدة على الإنجاب، لكن في حين أن أكثر من 20 ألف امرأة أمريكية قد جمدت بيوضها، فإن الغالبية العظمى ( ما يقدر بنحو 85 في المائة أو أكثر ) لم يقوموا بتذويب التجميد عن البويضات، والتي تعد الخطوة الأولى نحو خلق جنين سليم .
وهذا يعني أنه لا توجد حالات كافية لتقييم وبلورة بيانات قوية حول احتمالات النجاح، وهذا يعني أيضا أن العديد من العيادات التي تقوم بتجميد البويضات ليس لديها خبرة في إذابة التجميد، ويقول الخبراء إن البويضات أكثر صعوبة عند إذابة التجميد، لأن البويضة هي خلية واحدة أكبر خلية في الجسم، وتحتوي على الكثير من السوائل وهيكل يسمى المغزل، مما يساعد على تنظيم الصبغيات، وإن جنينا عمره خمسة أيام هو بنفس الحجم، لكنه يحتوي على أكثر من 100 خلية، وكل منها أقل عرضة للتلف .
وقالت الدكتورة جانيس فوكس أستاذة مساعدة في أمراض الغدد الصماء التناسلية والعقم في مستشفى النساء في بريغهام وجامعة هارفارد : ” لقد كان تجميد البويضات أصعب بكثير بسبب حجمها والمحتوى المائي، والمغزل ” .
التكنولوجيا التي يجب السؤال عنها
لقد جعل التغيير في تكنولوجيا التجميد في السنوات الأخيرة الأمور أسهل، وقال الدكتور راندي جولدمان وهو خبير في أمراض الغدد الصماء التناسلية والعقم في جامعة هارفارد، أن التقنية القديمة والتجمد البطيء يمكن أن تخلق بلورات ثلجية، يمكن أن تضر بالبويضات عند إذابتها، وقبل عدة سنوات بدأت العيادات باستخدام عملية تسمى التزجيج، حيث يتم إسقاط درجة حرارة البويضات في النيتروجين السائل بسرعة بحيث يتم تجميدها ” في غضون ثانية “، والبويضات المجمدة بهذه الطريقة أقل عرضة للضرر عند إذابة التجميد عنها .
وقال أندرسون أنه يجب أن يسأل الشخص إذا ما كانت العيادة تقوم بالتزجيج أم لا، لأنه إذا لم تكن العيادة تقوم بالتزجيج، فينبغي عدم تجميد البويضات فيها أبدا .